تحقيق:أنور داود تعد «بيوت العطلات»، جزءاً أساسياً ضمن منظومة القطاع السياحي في دبي والإمارات؛ لأنها تعد عنصراً مكملاً للمنشآت الفندقية، وخاصة أنها تستقطب شريحة محددة من الزوار والسياح من مختلف أسواق العالم.وقال خبراء في السياحة والسفر ل «الخليج» إن تحقيق الأهداف السياحية، وضمان استدامة السياحة الوافدة تتطلب وجود نظام «بيوت العطلات»، وخاصة مع وجود مرسوم بشأن تنظيم نشاط تأجير بيوت العطلات في دبي، موضحين: إن الطلب على الخدمة يحدد كمية المعروض من وحدات التأجير، فيما يتطلب من دائرة السياحة مراقبة وضبط نوعية المعروض.وأشار البعض إلى أن الفنادق تشهد منافسة من نظام «بيوت العطلات» الذي تستقطب عدداً لا بأس به من الزوار والسياح، فيما يرى البعض الآخر أن النظام ساهم في استقطاب شريحة جديدة من الزوار، معتبرين عدم وجود أي منافسة بين الفنادق و«بيوت العطلات».قال سعيد العابدي رئيس مجموعة العابدي القابضة: إن دولة الإمارات بشكل عام، ودبي خاصة، تبنت استراتيجية سياحية مستدامة، تساهم في تنمية الاقتصاد الوطني، وتدعم أنشطة الأعمال، وتخلق فرص عمل متنوعة؛ حيث تقوم على إيجاد منظومة سياحية متكاملة، تلبي متطلبات كافة شرائح السياح، ويعد نظام «بيوت العطلات» عنصراً أساسياً ضمن هذه المنظومة.وأوضح: إن «بيوت العطلات» في دبي تعد عاملاً جديداً في استقطاب شريحة مختلفة من الزوار التي لا تفضل الفنادق، مشيراً إلى أن زيادة اهتمام المستثمرين بهذا القطاع، جاء بسبب مكانة دبي التي أوجدت عند المستثمرين والمطورين رغبة في الاستثمار في «بيوت العطلات».وأضاف العابدي: إن تطور دبي الطبيعي في كافة المجالات؛ ومنها القطاع السياحي، يتطلب تبني كل ما هو جديد، وخاصة «بيوت العطلات» التي تمثل تطوراً إيجابياً للقطاع، موضحاً: إن هنالك عدداً من الإيجابيات لهذا القطاع على المشغلين والشركات السياحية والملاك.ولفت إلى أن الفنادق تنظر بالسلبية نحو قطاع «بيوت العطلات»؛ لكن يجب النظر إلى هذا القطاع بشمولية أكبر؛ حيث إن «بيوت العطلات» تخدم قطاعي السياحة والضيافة في دبي.وأشار رئيس «مجموعة العابدي القابضة» إلى أن التشريعات الحالية الصادرة عن «دبي للسياحة» تنظم «بيوت العطلات»؛ حيث يجب ضبط نوعية الوحدات المعروضة في هذا القطاع، وضمان جودتها من خلال مراقبتها الدائمة؛ لتعكس صورة دبي المتميزة.ولفت إلى أن السوق في دبي يعد سوقاً يتأقلم مع دخول وحدات «بيوت العطلات»، وخاصة مع النمو المستمر لقطاع السياحة، وزيادة الفعاليات والمعارض، وخاصة مع اقتراب «إكسبو 2020 دبي».وقال علي أبو منصر، رئيس مجلس إدارة شركة فيجن لإدارة الوجهات: «بلا شك، ساهمت «بيوت العطلات» في زيادة خيارات المبيت للسياح والزوار، إلا أن هذا النظام لديه شريحة محددة من المستخدمين، يبحثون عنها عند اختيار الوجهة السياحية».وأضاف أبو منصر: إن الفئة الشبابية وشريحة السياح من المستوى المتوسط، يتجهون دائماً نحو «بيوت العطلات» أو الشقق الفندقية، أكثر من الفنادق؛ بسبب تنافسية الأسعار والموقع والنوع. ولفت إلى أن هذه الفئة من الزوار تبحث عن التجارب أكثر من المبيت؛ ولذلك يفضلون الحصول على مسكن بأسعار منخفضة؛ من أجل زيادة عدد الليالي، واستكشاف الوجهة والإنفاق على المطاعم وغيرها.وأوضح: إن أسعار الغرف الفندقية لا تزال مرتفعة، بالرغم من انخفاضها خلال السنوات الماضية؛ ولذلك توفر «بيوت العطلات» أسعاراً أقل، تناسب شريحة مهمة من الزوار.وتابع: إن أسعار الغرف الفندقية تتماشى من الكُلفة الاستثمارية الباهظة للفندق، وتحقيق العائد المرجو على هذا الاستثمار؛ لذلك يسعى المستثمرون لاستعادة أموالهم في الفنادق خلال فترة قصيرة؛ لكن يجب النظر إلى هذا الاستثمار، كاستثمار طويل الأمد.وأوضح: إن «بيوت العطلات» تعد إثراء للمنتج السياحي، وتوفر خياراً إضافياً للسياح؛ حيث يمكن للملاك أن يستغلوا وحداتهم من خلال التسجيل في «دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي»؛ من أجل تأجير وحداتهم ضمن «بيوت العطلات».ومن جانبه، قال رياض الفيصل رئيس شركة أصايل للسياحة، إن ضمان استدامة القطاع السياحي تتطلب توفير كافة المقومات والخيارات الخاصة بليالي المبيت للزوار والسياح؛ حيث تعد صناعة «بيوت العطلات» عنصراً مهماً في قطاع السياحة؛ لأن المستخدمين يلجأون إليها ولا يتوجهون إلى الفنادق.وأضاف: إنه لا يمكن تجاهل «بيوت العطلات» باعتبارها منافساً، وخاصة أن الفنادق توفر خدمات إضافية تنافسية، لا يوفرها أحد، مشيراً إلى أنها تعد صناعة جديدة بحاجة إلى دعم ورقابة.وأضاف: إن زيادة أعداد الزوار وتحقيق الأهداف المرسومة للوصول إلى مراكز متقدمة في قطاع السياحة، يتطلب التعاون بين جميع الأطراف، من مشغلي الفنادق وبيوت العطلات وشركات ومكاتب السياحة وشركات الطيران إضافة إلى المطورين وخدمات الترفيه.وكان هادي موسى، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في «إير بي أن بي» التي تعد من أشهر مشغلي بيوت العطلات في العالم، قالل«الخليج» في وقت سابق، إن منصة «إير بي أن بي» تعد خياراً إضافياً لشريحة كبيرة من السياح أو الزوار، وتتكامل مع المنشآت الفندقية التي توفر خدمات مختلفة عن «إير بي أن بي»، فضلاً عن كونها تعد مصدراً إضافياً للدخل لملاك الوحدات العقارية. وأضاف: إن هناك إقبالاً كبيراً على منصة «إير بي أن بي» في دبي والإمارات ليصل إلى 145 ألف زائر خلال عام 2018، بنمو 63% مقارنة مع العام السابق.قال أحمد السامرائي، مؤسس «البحار داون تاون لبيوت العطلات» إن القوانين الواضحة والتشريعات التشجيعية التي أقدمت عليها دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي شجعت المستثمرين الأجانب على ضخ مئات الملايين في قطاع بيوت العطلات خلال هذه الفترة القياسية، وبفضل سهولة وشفافية إجراءات دائرة السياحة، نما القطاع في غضون ثلاث سنوات في حين احتاجت بلدان أخرى إلى أكثر من عشر سنوات للوصول إليها.وأضاف: إن سمعة دبي العالمية في مجال السياحة، والنجاح الذي حققته شركات بيوت العطلات، تحقق بفضل استثماراتها في التطبيقات التكنولوجية، وإدارات شبابية فاعلة مرنة لها القدرة على جذب انتباه أكبر المستثمرين في العالم، ومنها شركة عالمية أعلنت عن استثمارات ب5 مليارات دولار في قطاع بيوت العطلات، والذي يمكن أن ينقل دبي إلى المرتبة الأولى عالمياً في هذا القطاع السياحي الحيوي؛ بسبب البيئة الآمنة التي توفرها دبي للمستثمرين.ولفت إلى أن رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بضرورة عدم مزاحمة الشركات شبه الحكومية بأعمال القطاع الخاص؛ أثار ارتياح رواد الأعمال والمصممين العالميين الذين يحاولون وضع بصماتهم الإبداعية في ترتيب بيوت عطلات التي تليق بمكانة دبي كمركز سياحي عالمي مميز. خدمات وخيارات متنوعة انتشر نظام بيوت العطلات بشكل كبير في دبي؛ حيث يوفر للزوار خيارات إضافية بالحصول على غرف أو شقق أو فلل للإقامة بأسعار تنافس المنشآت الفندقية، كما أنها أصبحت خياراً جديداً أمام ملاك الوحدات السكنية. ومن المتوقع أن يرتفع الطلب بشكل أكبر على إيجارات «بيوت العطلات» خلال معرض «إكسبو 2020 دبي»، خاصة مع توافد ملايين الزوار من العالم لحضور هذا الحدث العالمي.وتعد بيوت العطلات واحدة من الخدمات المتنوّعة التي تنص عليها اللوائح الحكومية في دبي، بغية تقديم خيارات إقامة عديدة لزوار الإمارة، بعد أن تمت إتاحة الفرصة لمالكي المنازل لتقديم طلب الحصول على رخصة لتأجير عقاراتهم، وشهد هذا القطاع نمواً كبيراً على مستوى الإمارة. وترى «دبي للسياحة» أن التنظيم وتشريع القوانين من شأنهما أن يسهما بشكل فاعل في زيادة معدلات التنافس والشفافية والأمان، ورفع مستوى الخدمات.ويُعرَّف «بيت العطلات» بأنه عبارة عن مسكن مفروش يتم استئجاره كوحدة كاملة على أساس يومي أو أسبوعي أو شهري أو سنوي، بما في ذلك مجموعة من الخدمات؛ مثل: المياه والكهرباء والإنترنت وغيرها من الخدمات الأخرى.وقد يُسمح باستخدام «بيت العطلات» في جميع أنحاء دبي بما في ذلك المناطق الحرة ومناطق التطوير الخاصة والمجتمعات العقارية، وفقاً لما تحدده دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي. وقد يكون «بيت العطلات» شقة في مبنى سكني أو متعدد الاستخدامات، أو في منزل مستقل أو فيلا مستقلة، ولكن يجب أن يكون وحدة كاملة، وليس جزءاً من الوحدة. وتخضع الإقامات في «بيوت العطلات» أيضاً للدرهم السياحي الذي تتقاضه دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي عن كل ليلة إقامة في المنشآت الفندقية بمختلف أنواعها، ويدفع 15 درهماً كدرهم سياحي عن بيوت العطلات «ديلوكس»، و10 دراهم عن كل ليلة في بيوت العطلات «السياحية»، أما الإقامات الطويلة، فتخضع للدرهم السياحي لأول 30 ليلة متواصلة.ومن المواقع الشهيرة على مستوى العالم التي دخلت مدينة دبي، «اير بي إن بي»، الموقع الإلكتروني العالمي المتخصص في مجال تأجير واستئجار الوحدات السكنية للضيافة. وتصاعدت وتيرة أنشطة «بيوت العطلات»، بعد صدور مجموعة من اللوائح والتشريعات التنظيمية خلال 2016 المتعلقة ب«بيوت العطلات» التي تبسّط إجراءات المؤجرين والملاّك الراغبين بتأجير وحداتهم السكنية للسياح.وأطلقت إعمار العقارية مؤخراً خدمة جدية تُعرف ب (Easeمن إعمار)؛ لإدارة العقارات وبيوت العطلات بالنيابة عن المستثمرين.وأعلنت «جاليري سويتس فاكيشن رينتالز»، الشركة التابعة لمجموعة «آي بي سي جروب» عن اتفاقية مع شركة «أويو للمنازل» بقيمة 5 مليارات دولار لتجهيز وإدارة 10 آلاف من منازل العطلات الفاخرة في دبي. «دبي للسياحة»: التصريح إلزامي قبل التسويق أكدت دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي في تعميم لها لشركات بيوت العطلات والملاك والأفراد، «ضرورة حصولهم على تصريح لمزاولة نشاط التأجير قبل التسويق لوحداتهم على المواقع الإلكترونية»، وقالت: «إنه يجب على المشغلين إدراج رقم التصريح في الإعلانات كافة ولكل وحدة».وأشار تعميم دائرة السياحة والتسويق التجاري إلى أنه «يمنع نشر أي إعلانات بخصوص تأجير الأسرّة والوحدات المشتركة، حيث إن هذا النوع من التأجير محظور بموجب القانون في إمارة دبي».
مشاركة :