مستقبل الربط بين الدماغ والكمبيوتر

  • 9/16/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أنتوني كاثبرتسون * أفاد علماء بارزون بأن ما يسمى بالأجهزة العصبية التي تربط أدمغة البشر بأجهزة الكمبيوتر مباشرة باستخدام الذكاء الاصطناعي ستسمح للناس بقراءة أفكار بعضهم بعضاً.يبين تقرير جديد صادر عن هيئة «الجمعية الملكية» في المملكة المتحدة فوائد هذه التقنية، لكنه في المقابل يحذر من أنها ربما تحمل مخاطر شديدة في حال وقعت في أيد غير أمينة. ويطور العلماء في «فيسبوك» و«نيورالينك»، الشركة الأمريكية للتكنولوجيا العصبية التي أسسها إيلون ماسك، هذه الأجهزة الرابطة بين الدماغ والكمبيوتر حالياً، ويقدر التقرير أنها ستكون في عام 2040 «خياراً قائماً» لعلاج فعال لأمراض مثل داء ألزهايمر.ومن المتوقع أن يطور العلماء تطبيقات مستقبلية أخرى أيضاً، من بينها زراعات دماغية تسمح للناس بأن يتذوقوا افتراضياً ويشموا ويروا من دون أن يختبروا الإحساس الجسدي لذلك فعلاً. وكذلك عرض التقرير تفاصيل حول قدرة مثل هذه الأجهزة على تعزيز ذاكرة الناس، وتحسين حاسة البصر لديهم، حتى أنها ربما تسمح بنقل الأفكار من شخص إلى آخر.سيصبح الناس قادرين على التخاطر إلى حد ما، وعلى التخاطب ليس من دون التحدث فحسب ولكن من دون كلمات، من خلال الوصول إلى أفكار بعضهم بعضاً على المستوى المفاهيمي، وهو ما سيمكن من تعاون غير مسبوق مع الزملاء ويوفر محادثات أعمق مع الأصدقاء. وفضلاً عن نقل الأفكار، ستتيح التقنية نقل التجارب الحسية أيضاً من دماغ إلى آخر. مثلاً، باستطاعة شخص ما يمضي عطلته خارج بلده أن يبث «بطاقة بريدية عصبية» لما يراه أو يسمعه أو يتذوقه في ذهن صديق في الوطن.أُثيرت أسئلة حول كيفية تأثير هذه التقنيات في معنى أن تكون إنساناً، فمثلاً وعند سيطرة الرقائق القابلة للزرع في الدماغ على عمليات اتخاذ قرارات معينة لدى شخص ما، فهل يكون في هذه الحال ما زال الشخص نفسه أم أنه صار جزءاً من آلة؟إن تطبيقات واجهات الدماغ والكمبيوتر تفوق التصور اليوم تماماً كما كان الهاتف الذكي قبل بضعة عقود، وبمقدورها أن تجلب منافع اقتصادية ضخمة، وأن تحدث تحولاً في قطاعات مثل الصحة العامة والرعاية الاجتماعية. ولكن إذا كانت حفنة من الشركات ستهيمن على تلك التطويرات، فإن التطبيقات التجارية الأقل ربحاً قد يتم تهميشها. ربما تتكرس بعد نحو عقد من الزمن القدرة على الطباعة مباشرة من أدمغتنا كأمر مفروغ منه، ليس بعيداً من اليوم، وهو ما كان يبدو ضرباً من الخيال العلمي، ولكنه أصبح في متناولنا الآن. * «إندبندنت»

مشاركة :