مسؤول صومالي سابق: قاعدي كان ينقل أموال قطر للإرهابيين

  • 9/16/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كشف الجنرال عبدالله عبدالله، نائب رئيس جهاز المخابرات الصومالي الذي أطاح به الرئيس الصومالي بتوجيه من قطر بعد كشفه تورط الدوحة في دعم وتمويل الإرهاب، كيفية تأثير قطر على بلاده وارتهان قرارها لخدمة مصالحها وأجنداتها في المنطقة. وقال في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" إنه منذ ظهور التنظيمات الإرهابية في الصومال واسم دولة قطر أصبح مرادفا وملازما لها، حيث قدمت منظمات وجمعيات قطرية دعما ماليا وإعلاميا وتسهيلات أخرى لتلك التنظيمات، كما قدمت قطر دعما سياسيا للحزب الإسلامي الإرهابي المنحل عام 2011 والذي تحول في النهاية لحركة الشباب الصومالية الإرهابية". وأضاف: "قطر تدخلت في ثلاثة انتخابات رئاسية في الصومال، وأدت الى إسقاط ثلاث حكومات بسبب مالها السياسي الذي تقدمه إلى حلفائها وعملائها في الصومال من أجل السيطرة على القرار الصومالي والانطلاق من الصومال للتغلغل في منطقة القرن الإفريقي". إلى ذلك، اعتبر أن "تدخلات قطر أثرت سلبا على السياسة الصومالية، وحولت البلاد إلى ساحة للتنظيمات الإرهابية، ونجحت الدوحة في إيصال عملائها من الإرهابيين لمناصب مؤثرة"، بحسب تعبيره. جمعية قطر الخيرية وحركة الشباب كما أوضح أن منظمات فكرية وجمعيات ومؤسسات تابعة للحكومة القطرية تعمل في الصومال تحت غطاء إغاثي وإنساني، إلا أن أجندتها مشبوهة وهدفها دعم الإرهاب في الصومال ومنطقة القرن الإفريقي عموما. وكشف أن من تلك المنظمات جمعية قطر الخيرية وجمعية الهلال الأحمر القطري، مضيفا أنه تم رصد تعاون مباشر لجمعية قطر الخيرية مع حركة الشباب الإرهابية، حيث تقوم الجمعية بتزويد الحركة وعناصرها بالمواد التموينية والعلاجية. رئيس جهاز المخابرات الحالي إلى ذلك، ذكر الجنرال الصومالي أن قطر جندت عملاء ومؤيدين لها لتنفيذ عملياتها في المنطقة والسيطرة على القرار الصومالي، وعلى رأسهم فهد ياسين حاج طاهر، رئيس جهاز المخابرات الحالي المعروف لدى حركة الشباب الإرهابية بأبوعمار الكهفي، وهو عضو في تنظيم القاعدة في شرق إفريقيا، وكان همزة وصل بين التنظيمات الإرهابية في المنطقة ودولة قطر، مضيفا أن ياسين كان مسؤولا عن توصيل الدعم المالي لتلك التنظيمات الإرهابية ودعمها إعلاميا ونشر أفكارها ودعايتها السوداء. كما اعتبر أن فهد ياسين عندما كان مراسلا لقناة "الجزيرة "القطرية قام بعمل برامج وحوارات ولقاءات مع قيادات التنظيمات الإرهابية في الصومال، وأعطاهم فرصة التواصل ونشر أفكارهم الهدامة، كما قام بتسويق الأفكار المتطرفة وسط الشباب في المهجر، ما أدى إلى انخراط عدد كبير من الشباب الصومالي في المهجر في صفوف التنظيمات الإرهابية في العالم بسبب تسويق هذه الأفكار عبر منصات إعلامية ممولة قطريا. وأضاف أن فهد ياسين لايزال يدير سلسلة من المنصات الإعلامية في الصومال تساهم بنشر التطرف والإرهاب في المنطقة بدعم وتمويل من قطر. وفيما يتعلق بإقالته من منصب نائب مدير جهاز الأمن والاستخبارات، كشف الجنرال عبدالله عبدالله أنه شغل منصبه لمدة 6 سنوات متتالية كثاني مسؤول يشغل هذ المصب كل تلك الفترة الطويلة منذ تأسيس الجهاز عام 1970، قائلا لقد أصبحت هدفا للإرهابيين ومموليهم لفترة طويلة، وتحقق لهم ما أرادوا عقب مجيء حكومة الرئيس الحالي فرماجو بدعم وتمويل من دولة قطر عبر وسيطها فهد ياسين الذي أصبح مديرا للديوان الرئاسي، وكان هدفه تدمير الجهاز الأمني الكبير وتسريح الضباط العاملين فيه. وأضاف أن "رجال قطر اقتحموا مكتبي ليلا ودمروا الوثائق والمستندات التي كانت بحوزتي عن فسادهم ودعم الدوحة للإرهابيين وعملياتهم". وتابع: "لقد أتلفوا المستندات التي توضح طبيعة علاقات الدوحة بالمنظمات الإرهابية في الصومال"، مشيرا إلى أنهم قاموا بسرقة كل محتويات الأجهزة الإلكترونية وتخريبها لمحو الآثار والوثائق التي توضح تورط دولة قطر ودعمها للإرهاب وعبثها السياسي في الصومال. كما وصف نائب رئيس مخابرات الصومال السابق ما حدث بالعمل العدواني، كاشفاً أن أي تحقيق لم يفتح حتى الآن في جريمة تدمير مكتب نائب مدير الجهاز والمسؤول الأول في الاستخبارات الوطنية. وقال: "الأسوأ من ذلك أنني طلبت محاكمة من قام بهذه الجريمة وتقدمت بشكوى للنيابة العسكرية، لكنني فوجئت بصدور بيان رئاسي من الرئيس فرماجو يقوم فيه بتجريده من كل رتبه العسكرية وفصله من الجهاز دون أي سند قانوني"، واصفا ما جرى بأنه خرق واضح للقانون العسكري ومخالفة صريحة لقانون خدمة الضباط المعمول به في الصومال. كما اعتبر أن كل هذا حدث بإيعاز من السفير القطري في مقديشو حسن بن حمرة الذي يعتبر حاليا الحاكم الفعلي في الصومال. قطر وأمن الموانئ الإفريقية وحول الخطوة القطرية الأخيرة بالاستثمار في ميناء هبيو ودوافعها، قال نائب رئيس المخابرات السابق إن هبيو مدينة استراتيجية، كونها تقع وسط الصومال وقريبة للحدود الصومالية الإثيوبية، مما يعطيها فرصة لأن تكون أهم ميناء في شرق إفريقيا مستقبلا، مضيفا أن هذه المنطقة غنية بالثروات الطبيعية ومنها الثروة السمكية والنفط واليورانيوم. وأوضح أن قطر تريد أن تسيطر على هذه المنطقة الاستراتيجية وتطمع في أن تؤثر على أمن الموانئ الأخرى في المنطقة، مثل ميناء بوصاصو وميناء بربرة اللذين تديرهما شركة موانئ دبي العالمية، مؤكدا أن من يسيطر على الأقاليم الوسطى في الصومال يستطيع أن يسيطر على الوضع السياسي في البلاد بأكملها، لكونها القلب النابض في الصومال وهو ما تطمع إليه قطر.

مشاركة :