جابت الشرطة شوارع مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند شمال شرقي الولايات المتحدة أمس، وسط تصاعد دخان حرائق خلفها متظاهرون بعد انتهاء جنازة الشاب الأسود فريدي غراي الذي قتله رجال أمن بيض. وأبلغ الرئيس باراك أوباما بالوضع، علماً أن تظاهرات يومية تجري في بالتيمور منذ وفاة الشاب الأسود، وتحولت إحداها ليل السبت - الأحد أيضاً إلى أعمال عنف. واضطرت الشرطة إلى فرض حظر تجول ليلي لمدة أسبوع بعد إشعال متظاهرين سيارات ونهبهم متاجر، وأغلقت مدارس المدينة التي يسكنها غالبية من السود وتضم أحياءً تعيش في فقر مدقع. واستدعت تعزيزات من الحرس الوطني لماريلاند. وأبدت سلطات المدينة وشخصيات بارزة من السود وعائلة القتيل غراي استيائها من أعمال العنف التي اندلعت بعد جنازته. وقالت رئيسة البلدية ستيفاني رولينغز بلايك: «أمضى كثيرون أجيالاً لبناء هذه المدينة، ولا يمكن أن ندع أشقياء يدمرونها، ومن السخف الاعتقاد بأن تدمير المدينة سيؤدي إلى حياة جديدة». كذلك، دانت وزيرة العدل لوريتا لينش أحداث العنف «الحمقاء» في بالتيمور التي «ألحقت أذى بضباط بأجهزة فرض القانون ودمرت ممتلكات وهشمّت السلام»، مؤكدة أن وزارتها ستقدم «أي مساعدة مطلوبة لدعم جهود حماية أولئك الذين يتعرضون لتهديد، والتحقيق في المخالفات وتأمين إنهاء العنف». وأعلن قائد الشرطة أن أعمال العنف التي انحصرت في حي شمال غربي المدينة خلّفت 15 جريحاً في صفوف رجال الأمن الذين نقل اثنان منهم إلى المستشفى، معلناً اعتقال 27 شخصاً غالبتهم تلاميذ ثانويات. وكانت مدينة فرغسون بولاية ميسوري (وسط) شهدت أعمال شغب الصيف الماضي، اثر مقتل شاب أسود أعزل برصاص شرطي أبيض. كما حصلت حوادث أخرى مماثلة حركت الجدل حول العنصرية في صفوف الشرطة الأميركية. وتوفي غراي في 19 الشهر الجاري اثر كسر في الفقرات الرقبية، بعد أسبوع على توقيفه في بالتيمور، ما شكل الحلقة الأخيرة من سلسلة أخطاء ارتكبتها الشرطة، وأججت التوتر بين السود وقوات الأمن في الولايات المتحدة. وتناقض العنف الذي عمّ بالتيمور ليل الاثنين مع الهدوء الذي ساد مراسم جنازة غراي، حيث تجمع حوالى ثلاثة آلاف شخص من أقربائه وأصدقائه ومجهولين جميعهم سود لأداء صلوات وإلقاء كلمات أمام جثمانه المسجى في نعش أبيض مفتوح محاط بباقات زهور بيضاء في كنيسة نيو شيلو المعمدانية. واتخذت المراسم منحى سياسياً مع قول محامي العائلة بيلي مورفي في كلمة ألقاها: «نجتمع هنا من أجل فريدي غراي، وأيضاً من أجل كثيرين هم فريدي غراي». وأطلقت تحقيقات لتوضيح ملابسات إصابة غراي من دون أن تؤدي إلى نتيجة. لكن شرطة بالتيمور أقرّت بأن الشاب كان يفترض أن يتلقى مساعدة طبية بعد اعتقاله، وأوقف ستة شرطيين عن ممارسة مهماتهم.
مشاركة :