أكدت هنادي صالح اليافعي، مدير إدارة سلامة الطفل بالشارقة أن مشاهد العنف والدمار وصور الأطفال الضحايا، أو نشر قصصهم بطريقة تمس بإنسانيتهم، تضعف قدرة الأطفال على ضبط النفس وتدفعهم نحو استخدام العنف مع أقرانهم بدلاً من الحديث والتفاوض والاتفاق، كما تجعلهم يشعرون بالخوف وعدم الأمان، إلى جانب أنها ترسخ صورا سلبية عن الحياة والآخرين وتقتل روح الإبداع والابتكار، وذلك وفقا لدراسة أعلنتها منظمة اليونسكو مؤخرا. وقالت اليافعي في تصريحات لـ«الاتحاد»: لقد أطلقت إدارة سلامة الطفل العام الماضي مبادرة «إعلام مسؤول... طفل آمن»، وذلك بناء على توجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بالتعاون مع مؤسسات اتحادية ومحلية وجهات إعلامية من مختلف إمارات الدولة، بهدف حماية الأطفال من الأثر السلبي لوسائل الإعلام، كما تنظم سنويا منتدى لسلامة الطفل والذي ينطلق غدا، حيث يتناول «مسؤولية الإعلام في ضمان حقوق وسلامة الطفل» في دورته الأولى. وقالت اليافعي: اليوم، يحمل كل طفل بيده نافذة تطل على العالم أجمع، تنقل أحداثاً وصوراً لا تخضع للرقابة ولا تراعي أعمار المتلقين، والأمر ذاته ينطبق على وسائل الإعلام التقليدية، وما تقدمه من أخبار ومشاهد، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن المنتدى لا يحمل إدانة لوسائل الإعلام، بل يؤكد رسالتها التربوية الهامة، ويدعو إلى وضع خطط تستجيب للتحديات التي فرضتها الأحداث المحلية والإقليمية، حيث كثرت الصراعات والكوارث، واحتلت صور الضحايا أو مشاهد القتل فضاءنا الإعلامي، وبات الفصل بين ما هو موجه للأطفال أو للبالغين أمرا في غاية الصعوبة. وأكدت أن المنتدى يستهدف في دورته الأولى الإعلام والإعلامين لأنهم أصحاب رسالة تربوية سامية، ويمارسون دوراً مؤثراً في توسيع مدارك الأطفال وتحفيز قدراتهم وتقريبهم من الثقافات والشعوب الأخرى، ونعمل بالتعاون مع الإعلاميين لتعزيز الفائدة وتجاوز الضرر، انطلاقاً من التقدير العميق للمنجزات التي حققها الإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة كشريك في مسيرة التنمية وصنع الثقافة وترسيخ القيم الأصيلة.
مشاركة :