السعودية تلجأ إلى المخزونات لتعويض إمدادات النفط

  • 9/16/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طمأنت المملكة العربية السعودية، أمس، عملاءها بشأن إمدادات النفط الخام، مؤكدة أنها ستلجأ إلى استخدام مخزوناتها الكبيرة لأي تعويض بانتظار إصلاح الأضرار في منشأتي «أرامكو» اللتين استهدفتا بهجمات إرهابية بطائرات مسيرة في بقيق وخريص. كما أبدت الإدارة الأميركية استعدادها لاستخدام الاحتياطي النفطي الطارئ إذ لزم الأمر. وأكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن الهجمات التي استهدفت معامل شركة أرامكو في خريص وبقيق، تسببت بحرائق تمت السيطرة عليها، لكن نتج عن هذا العمل الإرهابي تأثر عمليات الإنتاج بشكل مؤقت، وتوقف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدر بنحو 5.7 مليون برميل، أو حوالي 50% من إنتاج الشركة (6 بالمئة من إمدادات الخام العالمية)، لكن سيتم تعويض جزء من الانخفاض لعملاء المملكة من خلال المخزونات. وأوضح أن الانفجارات أدت أيضاً إلى توقف إنتاج كمية من الغاز المصاحب تقدر بنحو ملياري قدم مكعب في اليوم، تستخدم لإنتاج 700 ألف برميل من سوائل الغاز الطبيعي، ما سيؤدي إلى تخفيض إمدادات غاز الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي بنسبة تصل إلى حوالي 50%. ولفت إلى أنه لم ينتج عن هذا الهجوم على صعيد الإمدادات المحلية أي أثر على الكهرباء والمياه من الوقود، أو على إمدادات السوق المحلية من المحروقات، كما لم ينجم عنه أي إصابات بين العاملين في هذه المواقع حتى الآن، والشركة لا تزال في طور تقييم الآثار المترتبة على ذلك وتعمل حاليًا على استرجاع الكميات المفقودة، وستقدم خلال الساعات المقبلة معلومات محدثة. وأشار إلى أن الهجوم الإرهابي والتخريبي هو امتداد للهجمات الأخيرة التي استهدفت المرافق البترولية والمدنية ومحطات الضخ وناقلات النفط في الخليج العربي. وأكد أن هذه الهجمات لا تستهدف المنشآت الحيوية للمملكة فحسب وإنما تستهدف إمدادات البترول العالمية وتهديد أمنها، وبالتالي فهي تمثل تهديداً للاقتصاد العالمي، وتبرز مرة أخرى أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدوره بالمحافظة على إمدادات الطاقة ضد كافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية الجبانة وتدعمها وتمولها. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو» أمين الناصر إن فرق الاستجابة للحالات الطارئة في الشركة تصدت بنجاح لحرائق في معاملها في بقيق وخريص نتجت عن هجمات إرهابية بمقذوفات، وأضاف أنّه يجري حالياً العمل على استرجاع كمّيات الإنتاج، وسيتمّ تقديم معلومات محدّثة حول ذلك خلال الـ48 ساعة المقبلة. في وقت قالت مستشارة البيت الأبيض كيليان كونواي إن وزارة الطاقة الأميركية مستعدة للسحب من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي إذا اقتضت الحاجة لاستقرار إمدادات الطاقة العالمية. وأمر وزير الطاقة ريك بيري مسؤولي الوزارة بالعمل مع الوكالة الدولية للطاقة حول الخيارات المتاحة المحتملة للعمل الجماعي العالمي إذا لزم الأمر. وقال مصدر لدى مصفاة تكرير هندية إن «أرامكو» أبلغت المصفاة أنه لن يكون هناك أثر فوري على إمدادات النفط لأنها ستوفر الخام من مصادر أخرى ولديها مخزون كاف. فيما قال وزير الطاقة التايلاندي سونتيرات سونتيجيراوونج إن الهجوم على منشأتي «أرامكو» لن يؤثر على واردات بلاده النفطية. لكن المدير التنفيذي لمؤسسة النفط الوطنية النيجيرية ميلي كياري أكد أن الهجمات قد تمثل تحدياً كبيراً لأسواق النفط إذا ما استمر تضرر الإنتاج لفترة طويلة. وقال متعاملون ومحللون إن سوق النفط ستشهد ارتفاعاً في الأسعار يتراوح بين خمسة وعشرة دولارات للبرميل عندما تستأنف نشاطها اليوم الاثنين وربما تقفز الأسعار نحو 20 دولاراً إلى 100 دولار للبرميل إذا لم تستأنف السعودية الإمدادات خلال 30 يوماً، وسط تحدث مصادر بالصناعة عن أن إعادة الإنتاج لمستواه بالكامل قد يستغرق أسابيع. لكن «وول ستريت جورنال» نقلت عن مسؤول سعودي قوله إن بلاده تهدف لاستعادة ثلث إنتاج النفط المفقود بحلول اليوم وتحرص على ألا تشهد السوق أي نقص حتى نستعيد الإنتاج بالكامل. وقالت «ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس» إن الأحداث في السعودية صعدت التطورات في الشرق الأوسط إلى مستوى جديد يثير المخاوف بشأن أمن الإمدادات، لكنها أضافت أن التأثير المادي المباشر على السوق في الأمد القصير ربما يكون محدوداً، وأنه سيرفع علاوة المخاطر. وأضافت أن أي دلائل على تعطل الإنتاج السعودي لفترة طويلة سيؤثر بشدة على الطاقة الإنتاجية الفائضة لأوبك، وأي دلائل على تعطل الإنتاج السعودي لفترة طويلة ستؤثر على قدرة وكالة الطاقة الدولية على استخدام الاحتياطيات البترولية الاستراتيجية لتعزيز السوق. وتابعت: «في الأمد القريب، ستستطيع السعودية الحفاظ على الصادرات واستخدام الاحتياطيات لضمان أمن الإمدادات. وارتفاع أسعار النفط من شأنه أن يزيد العوامل المعاكسة التي تواجه الاقتصاد العالمي مما قد يدفعه إلى الركود». وتواصلت الإدانات والاستنكارات للهجمات الإرهابية حيث حذر الاتحاد الأوروبي من تهديد حقيقي للأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد فيدريكا موجيريني في بيان «الهجوم بطائرات مسيرة على منشأتي أرامكو يقوض العمل المتواصل من أجل وقف التصعيد والحوار في المنطقة، داعية إلى أقصى درجات ضبط النفس ووقف التصعيد، ومؤكدة أهمية كشف الحقائق وتحديد المسؤولية عن الهجوم». وأدانت وزارة الخارجية الفرنسية الهجمات، وعبرت عن التضامن الكامل مع السعودية، وقالت: «هذه الأفعال لن تؤدي إلا لتفاقم التوترات الإقليمية وخطر اندلاع صراع.. يجب أن تتوقف». وندد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بالهجمات على منشأتي أرامكو ووصفها بأنها محاولة لتعطيل إمدادات النفط العالمية. وقال «كانت محاولة طائشة للإضرار بالأمن الإقليمي وتعطيل إمدادات النفط العالمية. المملكة المتحدة تندد دون تحفظ بمثل هذا السلوك بشدة»، وأضاف أنه تحدث في هذا الأمر في وقت سابق مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس الهجمات، ودعا الأطراف المعنية إلى منع حدوث أي تصعيد والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، إن الهجوم بالطائرات المسيرة تطور مقلق لسوق النفط، وبطبيعة الحال، فإن أي اضطراب من هذا القبيل لا يسهم في استقرار سوق الطاقة. وأدانت تركيا الهجمات، وأكدت أهمية تجنب كل الخطوات الاستفزازية التي من شأنها إلحاق الضرر بالأمن والاستقرار في المنطقة والخليج. أدانت وزارة الخارجية السودانية الهجوم الغاشم الذي استهدف منشآت نفطية سعودية حيوية وأكدت وقوف السودان وتضامنه مع المملكة وشعبها ومساندته لحكومتها في اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية أمنها واقتصادها ومواطنيها. وندد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بالاعتداء الذي استهدف منشأتي أرامكو، ورأى في ذلك تصعيداً خطيراً ينذر بتوسيع رقعة الصراعات في المنطقة. وأدانت الرئاسة الفلسطينية الهجمات الإرهابية وأكدت وقوف القيادة والشعب إلى جانب السعودية في مواجهة الاعتداءات الإرهابية، وعلى قدرة المملكة على الانتصار على الإرهاب والإرهابيين.

مشاركة :