اعتذرت مصر عن استضافة دورة الألعاب العربية التي كانت مقررة نهاية 2015، وذلك بسبب الوضع الأمني الذي تمر به البلاد حاليا. وتغيب الجماهير عن المسابقات الرياضية في مصر وخصوصا كرة القدم في أعقاب الأحداث الدامية التي وقعت قبل انطلاق مباراة الزمالك وإنبي في الدوري المصري في 8 فبراير (شباط) الماضي وراح ضحيتها 22 مشجعا من جماهير الزمالك وخلفت عشرات المصابين. وناقش المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب في اجتماعه أمس الثلاثاء بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة ملف تنظيم دورة الألعاب العربية، وتقدم لبنان باقتراح لتأجيل الدورة إلى 2019 وعدم إقامتها في 2015 على أن يستضيفها بعد 4 أعوام من الآن. وسيتم طرح هذا الملف خلال اجتماع مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب اليوم الأربعاء بمقر جامعة الدول العربية. يذكر أن اجتماع اتحاد اللجان الأولمبية العربية الذي عقد في العاصمة العمانية مسقط في فبراير الماضي قرر منح مصر شرف استضافة دورة الألعاب العربية نهاية العام الحالي بناء على طلب اللجنة الأولمبية المصرية برئاسة خالد زين المعلقة صلاحياته حاليا بقرار من وزير الشباب والرياضة بعد ورود مخالفات مالية وإدارية في تقرير لجان التفتيش التابعة للوزارة والجهاز المركزي للحسابات، وذلك دون الحصول على موافقة حكومية قبل عرض طلب التنظيم. وكان اتحاد اللجان الأولمبية العربية قرر في اجتماعه على هامش دورة الألعاب العربية التي استضافتها قطر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2011، إسناد تنظيم الدورة المقبلة للبنان قبل أن يعتذر الأخير عن استضافتها فمنحت للمغرب الذي اعتذر مؤخرا عن تنظيمها أيضا. وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس مصر قد استقبل أمس بمقر الرئاسة الأمير عبد الله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب ووزراء الشباب والرياضة العرب المشاركين في أعمال اجتماعات مجلس الشباب والرياضة بدورته الثامنة والثلاثين التي تستضيفها القاهرة أمس واليوم. ورحب الرئيس السيسي بالوزراء العرب، مبرزًا دور وزارات الشباب والرياضة العربية في المرحلة الراهنة، في ضوء حاجة الشباب العربي إلى جهود تلك الوزارات سواء على الصعيد الوطني أو من خلال التنسيق فيما بين الوزارات العربية. وأكد أهمية صياغة استراتيجية عربية لاستثمار طاقات الشباب العربي في مختلف المجالات، وعدم ترك الفرصة لملأ أي فراغ لدى الشباب بأفكار هدامة أو مغلوطة. وشدد على ضرورة تحصين عقول الشباب العربي ضد الأفكار العنيفة والمتطرفة، مبينًا أهمية تبادل الزيارات بين الوفود الشبابية العربية بشكل منتظم، وذلك للتعرف عن قرب على خصوصية وثقافة كل دولة وعاداتها وتقاليدها، إضافة لتعميق أواصر العلاقات بين الشباب العربي، وإيجاد فهم أكثر عمقًا وإدراكًا لواقع كل دولة عربية. فيما أعرب الأمير عبد الله بن مساعد من جانبه عن شكره وتقديره لجمهورية مصر العربية قيادة وشعبًا على حسن الاستقبال والضيافة، متمنيًا أن يخرج وزملاؤه وزراء الشباب والرياضة العرب بتوصيات عملية مفيدة ونافعة للشباب. وأكد أهمية هذه الاجتماعات ودورها الفاعل في جمع الشباب العربي وتقاربهم ليكونوا خير عون لأمتهم لمواجهة التحديات المحيطة بها، لافتا الانتباه إلى ضرورة العمل على استحداث برامج نوعية وفاعلة تواكب العصر ومتغيراته. كما أوضح وزير الشباب والرياضة المصري خالد عبد العزيز أن مؤتمر وزراء الشباب والرياضة العرب الذي تستضيفه مصر سيناقش الكثير من الأفكار التي تستهدف تعزيز العمل العربي المشترك فيما يخص قطاع الشباب والرياضة.
مشاركة :