عادت طبول الحرب تدق بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بعد شن هجمات على منشأتي شركة أرامكو السعودية السبت الماضي، والتي أعلن عنها متمردو الحوثى في اليمن، إذ أشعلت الانفجارات التى وقعت حرائق في مصنع بقيق، أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم، وخريص القريبة منها، التى يوجد بها حقل نفط ضخم.ولم تستبعد مستشارة البيت الأبيض، كيليان كونواي، يوم الأحد الماضى، في مقابلة مع «فوكس نيوز صنداي»، عقد اجتماع محتمل بين ترامب والزعيم الإيرانى حسن روحاني، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لكنها قالت إن من المحتمل ألا يساعد الهجوم في ذلك.وقالت كونواي، إن واشنطن لا تستبعد تنفيذ ضربات عسكرية ضد مصالح إيران النفطية لحماية المصالح الأمريكية موضحة أن وزارة الطاقة في إدارة ترامب مستعدة لاستعمال المخزون النفطى الأمريكى إثر الهجمات على أرامكو إذا دعت الحاجة لاستقرار الإمداد النفطى العالمي.ولم تتسبب الضربات في وقوع إصابات، لكن وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبو اتهم طهران بتنفيذ الضربات في السعودية في أحدث تصعيد بين طهران وواشنطن بعد أشهر من التحركات المتبادلة.وقال بومبيو على تويتر: «تقف طهران وراء ما يقرب من ١٠٠ هجوم على السعودية بينما يتظاهر الرئيس الإيرانى حسن روحانى ووزير الخارجية جواد ظريف بالمشاركة في الدبلوماسية».كما رفض بومبيو مزاعم ميليشيات الحوثى الإرهابية بأنهم كانوا وراء الهجوم وقال إنه «لا يوجد دليل» على أن هجمات السبت جاءت من اليمن، «ندعو جميع الدول إلى الإدانة العلنية والقاطعة لهجمات إيران.وقال «بومبيو» ستعمل الولايات المتحدة مع شركائنا وحلفائنا لضمان بقاء أسواق الطاقة جيدة التزويد وإيران مسئولة عن عدوانها».وسط كل الدعوات لوقف التصعيد، شنت إيران هجومًا غير مسبوق على إمدادات الطاقة في العالم». ونفت وزارة الخارجية الإيرانية الاتهام الأمريكى بأنها كانت وراء الهجمات، ووصفته بأنه جزء من سياسة واشنطن المتمثلة في «الأكاذيب القصوى».كما نفى العراق ما تردد عن أنه الدولة المتوقع الذى أطلقت منه الطائرات بدون طيار لمهاجمة المنشآت النفطية السعودية، جاء البيان من مكتب رئيس الوزراء العراقى عادل عبدالمهدى يوم الأحد.وقال العراق إنه سيتصرف «بشكل حاسم» إذا حاول أى شخص استخدام أراضيه لمهاجمة دول أخرى. كان المسئولون الأمريكيون قد زعموا من قبل أن هجومًا واحدًا على الأقل على السعودية جاء من العراق، حيث تدعم إيران الميليشيات الشيعية، وهو ما تنفيه بغداد.واستهدفت تلك الميليشيات في الأسابيع الأخيرة غارات جوية غامضة، ويعتقد أن إسرائيل نفذت واحدة منها على الأقل، وفى الأشهر الأخيرة شن الحوثيون هجمات متكررة بالصواريخ وطائرات بدون طيار تستهدف القواعد الجوية السعودية وغيرها من المنشآت.وأدان البيت الأبيض الهجمات بعد مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، وقال البيت الأبيض «الأعمال العنيفة ضد المناطق المدنية والبنية التحتية الحيوية للاقتصاد العالمى تؤدى فقط إلى تعميق الصراع وانعدام الثقة».في وقت سابق، ذكرت وسائل الإعلام السعودية، أن الأمير محمد بن سلمان قال إن المملكة «مستعدة وقادرة» على الرد على هذا «العدوان الإرهابي»، فيما قال قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودى مساء السبت إن الهجمات «أسفرت عن تعليق مؤقت للإنتاج في محطتى بقيق وخريص».وقال الأمير عبدالعزيز، إن إغلاق الإنتاج أدى إلى انقطاع نحو ٥.٧ مليون برميل من النفط الخام، أو نحو ٥٠٪ من إجمالى الإنتاج، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.وقال وزير الطاقة السعودى إن الهجمات تشكل تهديدًا لإمدادات النفط وأمنه في العالم.بعد زيارة موقع الهجمات، قال رئيس أرامكو السعودية ورئيسها التنفيذى أمين ناصر، إن العمل جار لاستعادة الإنتاج وسيتم تقديم تحديث خلال ٤٨ ساعة. «نحن ممتنون لعدم وجود إصابات».ونددت وزارة الخارجية والتعاون الدولى بهجوم الطائرات بدون طيار ووصفته بأنه «عمل إرهابى وتخريبي»، وقال إنه دليل جديد على أن الجماعات الإرهابية تتطلع إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة.وقالت الوزارة «أمن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لا ينفصلان، وأن أى تهديد للمملكة العربية السعودية يُعتبر تهديدًا لاستقرار وأمن الإمارات».وقال المبعوث الأممى إلى اليمن مارتن غريفيث، إنه «قلق للغاية» بشأن الهجمات الأخيرة التى أثارت إدانة سريعة من حلفاء الرياض الآخرين في الخليج والبحرين والكويت.وذكرت وزارة الخارجية التركية إن تركيا حليفة إيران أدانت الهجوم لكنها دعت إلى تجنب «كل أنواع الخطوات الاستفزازية» التى قد تضر بالأمن والاستقرار الإقليميين». وفى تحذير جديد واضح للولايات المتحدة، قالت إيران الأحد إن القواعد وحاملات الطائرات الأمريكية تقع ضمن مدى الصواريخ الإيرانية. وقال أميرالى حجى زاده قائد سلاح الجو في الحرس الثورى الإيرانى «يجب أن يعلم الجميع أن جميع القواعد الأمريكية وحاملات الطائرات على مسافة تصل إلى ألفى كيلومتر حول إيران تقع في نطاق صواريخنا». ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية عن حجى زاده قوله إن «إيران دائما مستعدة لحرب كاملة».
مشاركة :