الشارقة: «الخليج» أعلنت هيئة الشارقة للكتاب عن انطلاق الدورة ال38 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام تحت شعار عام لقب العاصمة العالمية للكتاب «افتح كتاباً.. تفتح أذهاناً»، خلال الفترة من 30 أكتوبر إلى 9 نوفمبر المقبل، في مركز إكسبو الشارقة، بمشاركة نخبة من الأدباء والكتّاب والفنانين من مختلف أنحاء العالم. وقال أحمد بن ركاض العامري، رئيس الهيئة :«توّجت مسيرة الشارقة الثقافية التي وضع أسسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بلقب العاصمة العالمية للكتاب للعام الجاري، التي جاءت نتاج جهود العديد من المؤسسات والجهات الثقافية التي وضعت الشارقة في مكانة متقدمة على خريطة العمل الثقافي والإبداعي عربياً وعالمياً، وها نحن في الدورة الجديدة من معرض الشارقة للكتاب، الذي يعدّ ركيزة أساسية في مسيرة الثقافة المحلية والإقليمية، نحتفي بهذا الإنجاز، ونرفع شعار اللقب، لنؤكد مكانة الإمارة كعاصمة للكتاب، وحاضنة للإبداع والثقافة والمثقفين».تابع العامري قائلاً:«خصصنا لهذه الدورة الاستثنائية مجموعة متكاملة من الفعاليات الثقافية والإبداعية التي يقودها نخبة من الأدباء والمفكرين والكتّاب من مختلف أنحاء العالم، ممن جاؤوا ليشاركونا هذه التظاهرة، التي باتت تشكل في حضورها علامة فارقة في تاريخ الثقافة الإماراتية والعربية على حدّ سواء، فالهيئة تحرص على الدوام بأن يبقى المعرض بوابة تستقطب نخبة المبدعين العرب والعالمين، ليلتقوا على أرض الشارقة، ويتبادلوا المعارف والخبرات، في معرض يؤكد قيمة التواصل بين مختلف الحضارات والثقافات». وأوضح العامري أن اختيار المعرض شعار فعاليات العاصمة العالمية للكتب «افتح كتاباً.. تفتح أذهاناً»، هو تأكيد على الرؤية الثابتة والمركزية لمشروع الإمارة الحضاري والثقافي بكامل أوجهه وصوره، ومختلف جهوده، لافتاً إلى أن الإمارة تمضي بنهج تكاملي يعبّر عن الرؤية الكبرى المتمثلة في الانطلاق من بناء الإنسان بالمعرفة والكتاب لبناء البلدان والحضارات بصورتها الشاملة. محطات يعد معرض الشارقة الدولي للكتاب، ثالث أكبر معرض للكتاب في العالم، ويؤكّد عاماً بعد عام، من خلال استضافته لأسماء ومشاركاتٍ أدبية، وثقافية قادمة من دول شقيقة، وأخرى صديقة، أن مشروع الشارقة الثقافي وحضورها الفاعل على أجندة الأحداث الثقافية في العالم، بات نموذجاً عالمياً يحتذى، ينهض بالثقافة ومفرداتها كافة، ليؤكد حضور الإمارة كوجهة دائمة للمثقفين والكتّاب والناشرين ولجميع العاملين والمهتمين بالعمل الثقافي وصناعة النشر محلياً وإقليمياً وعالمياً.وقد شهد المعرض تطوراً كبيراً خلال السنوات الماضية ومنذ انطلاقته وحتى اليوم، تضاعف عدد الناشرين المشاركين فيه ليصل إلى أرقام قياسية، حيث شاركت في الدورة الماضية لسنة 2018، دور نشر بلغ عددها 1874 داراً، جاءت من 77 دولة، وعرضت 1.6 مليون عنوان للقراء وللزوار، من بينها 80 ألف عنوان جديد تماماً.هذه المساحة المليونية من العناوين شملت كتباً مختلفة، في جميع مجالات المعرفة الإنسانية، وحملت للزوار كل الآراء والأفكار دون قيود مسبقة من المعرض عليها، ليكرس المعرض نفسه كمنصة تسع العالم جميعاً بأفكاره المتعددة.إضافة لذلك، ضم المعرض مجموعة فعاليات ثقافية وترفيهية، تعكس الجانب الآخر للكتاب كوسيلة للتلاقي والتحاور، وقد وصل عددها في السنة الماضية 1800 فعالية، قدمها 472 ضيفاً من مختلف دول العالم.وشهد ركن توقيع الكتب نشاطاً لافتاً هو الآخر يجسد اهتمام الكُتَّاب من مختلف الدول العربية بتسجيل حضورهم في هذا المعرض المهم والعالمي، حيث ضم ذلك الركن أكثر من 200 حفل توقيع من 19 دولة، وشكل الكتّاب الإماراتيون أكثر من 70% من الموقّعين، في دلالة رمزية مهمة على حرص المعرض على دعم الناشر والمؤلف الإماراتي، وتنوعت الكتب التي وقعت ما بين مؤلفات في الشعر الفصيح والشعر الشعبي والرواية والدراسات والتاريخ والنقد الأدبي والترجمة وكتب الطهي وأدب الطفل والفنون والعلوم الشرطية والبحوث القانونية وعلم الآثار وغيرها من المجالات.كل هذا النشاط والعمل الدؤوب لم يكن وليد الصدفة، بل كان حصيلة مسيرة تطور ومثابرة وصبر تحت إشراف مباشر من صاحب السمو حاكم الشارقة، الذي أراد منذ إطلاق المعرض أن يكون تظاهرة ثقافية كبرى تجمع المثقفين وأهل الفكر بالقراء.فقد شهدت الدورة الأولى من المعرض في يناير/كانون الثاني 1982، نشاطات ثقافية متعددة، والتقى الجمهور مع الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ومفكرين وكتّاب آخرين، وقد أمر صاحب السمو حاكم الشارقة بشراء كل الكتب المعروضة في تلك الدورة وتوزيعها على مكتبات الشارقة، تعزيزاً للقراءة ومكانة الكتاب في الإمارة، ودعماً للناشرين المشاركين في المعرض، وفي الدورة الثانية 1983، وصل عدد عناوين الكتب إلى 12 ألف عنوان، من 8 دول، وشملت تلك العناوين كافة ميادين المعرفة، وفي الدورة السادسة في نوفمبر/تشرين الثاني 1987، شاركت 300 دار نشر من 22 دولة عربية وأجنبية، ووصلت قائمة الكتب المعروضة نحو 44 ألف كتاب، وظل هذا الارتفاع متواصلاً دورة بعد أخرى، وصولاً إلى الدورة الحالية.ومع كل دورة يعلن المعرض عن مبادرات جديدة، وتسهيلات للناشرين والقراء على حد سواء، واضعاً نصب عينيه جملة من الأهداف أبرزها، الترويج للقراءة، واستقطاب أعداد جديدة من القراء، ونشر الثقافة والوعي بين الأجيال المتعاقبة، والترويج للثقافة العربية كثقافة حرية ووعي وسلم، ما عزز مكانته بين المعارض العربية، وجعله محط نظر دور النشر الأجنبية التي تريد أن تدخل إلى الأسواق العربية.كان النجاح الكبير الذي حققه المعرض عاملاً مشجعاً على إطلاق صاحب السمو حاكم الشارقة «هيئة الشارقة للكتاب»، عام 2014 لتتولى إدارة المعرض من جهة، ولتعمل على تشجيع الاستثمار في الصناعات الإبداعية من جهة، وتوفّر منصة فكرية للتبادل المعرفي والثقافي بين شعوب العالم، وتعزز أهمية الكِتاب وأثره في نشر الوعي بالمجتمع في ظل التطور التقني، وتنوّع مصادر المعرفة، وتدعم صناعة كتب الأطفال، وقد بدأت الهيئة العمل مباشرة، من خلال توليها تنظيم معرض الشارقة للكتاب، ومن خلال مشاركتها في النشاطات المتعلقة بالكتاب في مختلف دول العالم، وقد أقامت الهيئة شراكات متنوعة مع هيئات النشر الدولية، استطاعت من خلالها أن توفر فرص التدريب للناشرين الإماراتيين والعرب، وأن تسهل عقد اتفاقيات نشر وترجمة مفيدة للناشر والقارئ العربي.
مشاركة :