أداما تراوري... لاعب ينتظره مستقبل كبير في وولفرهامبتون

  • 9/17/2019
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

لعب أداما تراوري أول مباراة له مع الفريق الأول لنادي برشلونة في الدوري الإسباني الممتاز وعمره 17 عاماً، عندما شارك بديلاً للنجم البرازيلي نيمار، وكان ذلك قبل ست سنوات تقريباً من الآن. ومنذ ذلك الحين، كان يُنظر إلى تراوري على أنه لاعب يمتلك إمكانات كبيرة؛ لكن يعيبه افتقاد القدرة على إنهاء الهجمات أمام المرمى. الآن، يُظهر تراوري قدرات وإمكانات تثبت أنه لاعب كبير وممتع، ولا يوجد لاعب مثله في الدوري الإنجليزي الممتاز بأكمله. ورغم أن وولفرهامبتون واندررز قد تعاقد مع تراوري من ميدلسبره مقابل 18 مليون جنيه إسترليني في أغسطس (آب) 2018، فإن أداء اللاعب مع الفريق الموسم الماضي كان يختلف تماماً عن أدائه في الموسم الحالي، بعدما اكتسب حرية كبيرة وأصبح يصول ويجول داخل المستطيل الأخضر. وقد اعترف مات دوهرتي، الظهير والجناح الأيمن لوولفرهامبتون، والذي يحظى بثقة كاملة من جانب المدير الفني نونو إسبيريتو سانتو، منذ صعود الفريق من دوري الدرجة الأولى، بأنه يشعر بالامتنان؛ لأن النادي لم يكن لديه بديل حقيقي له عندما صعد الفريق للدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الأمر الذي منح الظهير الآيرلندي الوقت الكافي للتأقلم مع اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. وقال دوهرتي إنه لم يشعر بالراحة في اللعب بالدوري الإنجليزي الممتاز حتى مباراته الثالثة في الموسم الماضي، التي قدم خلالها مستويات جيدة، وساعد فريقه على الفوز بهدف دون رد على وستهام يونايتد. وكان تراوري، الذي كان يلعب جناحاً، هو الذي أحرز هدف المباراة الوحيد في ذلك اليوم؛ لكنه لا يزال هدفه الوحيد مع وولفرهامبتون حتى الآن. ولم يكن تراوري يقدم الأداء المتوقع منه عندما يلعب في مركز الجناح، لذلك فكر نونو في أن يدفع به في مركز الظهير ويمنحه حرية التقدم للأمام، وهو الأمر الذي ساعد في تطور مستوى اللاعب بشكل ملحوظ. وكان نونو قد دفع بتراوري في هذا المركز عدة مرات في نهاية الموسم الماضي؛ لكن اللاعب لم يكن يقدم الأداء الرائع الذي يقدمه خلال الموسم الحالي. وقد كان التوقيت مهماً للغاية في هذا الأمر؛ حيث حصل تراوري على فرصة اللعب في هذا المركز نتيجة غياب دوهرتي عن الملاعب بسبب الإصابة والمرض، واستغل الفرصة أحسن استغلال بعد أن استفاد من تواجده في معسكر الإعداد للموسم الجديد، للمرة الأولى تحت قيادة نونو. وفي الحقيقة، يمتلك تراوري قدرات وفنيات يتمناها أي مدير فني؛ حيث يمتاز بالسرعة الفائقة والقوة البدنية الهائلة؛ لكن حتى الآن لا تزال هناك بعض الشكوك حول التزامه الخططي والتكتيكي داخل الملعب، على الرغم من أنه بدأ مسيرته الكروية في نادٍ كبير مثل برشلونة، وهو في الثامنة من عمره. وفي كثير من الأحيان، ينهي تراوري انطلاقاته الماراثونية بالتسديد على المرمى، أو إرسال كرات عرضية لزملائه داخل منطقة الجزاء. ورغم أن أستون فيلا كان قد تعاقد مع تراوري من برشلونة مقابل سبعة ملايين جنيه إسترليني في عام 2015، فإنه لم يمنحه فرصة المشاركة في الدوري على الإطلاق. وعندما انتقل إلى ميدلسبره – الذي كان يقوده آنذاك أيتور كارانكا، الذي كان يعرف تراوري جيداً من بطولات الشباب في إسبانيا – كان يُطلب منه بين شوطي المباراة أن يغير مركزه من الجناح الأيمن إلى الجناح الأيسر، حتى يكون قريباً من مقاعد بدلاء فريقه، ويمكنه الاستماع إلى تعليمات المدير الفني! وقد أشار كارانكا إلى أن تراوري يمتلك فنيات وقدرات كبيرة للغاية؛ لكنه ضعيف من الناحية الخططية، ويحتاج إلى تذكير دائم بالمكان الذي يجب أن يتحرك به. وقد أثبت تراوري تحسنه وتطوره خلال هذا الموسم، من خلال تفوقه الملحوظ على لاعب آخر طالما تم اتهامه أيضاً بأنه ضعيف من الناحية الخططية، وهو الظهير الأيسر لمانشستر يونايتد لوك شو، الذي كان يتهمه المدير الفني السابق للشياطين الحمر جوزيه مورينيو بأنه بطيء في التعلم. ولم يتمكن شو من إيقاف تراوري عندما شارك بديلاً لدوهرتي بين شوطي المباراة التي انتهت بالتعادل بين مانشستر يونايتد وولفرهامبتون واندررز الشهر الماضي. وقد نجح تراوري في تغيير مجريات اللقاء تماماً، وكان ينجح في المرور بكل سهولة من لاعبي مانشستر يونايتد بمجرد تسلمه للكرة، وعندما كان يصل إلى مناطق الخطورة أمام مرمى الحارس الإسباني دي خيا، كان يتخذ الخيارات الصائبة، سواء فيما يتعلق بالتسديد على المرمى أو إرسال كرات عرضية. وقدم تراوري هذا الأداء القوي نفسه في مباراتي الذهاب والعودة لملحق التصفيات للدوري الأوروبي أمام تورينو، وكان يصيب مدافعي الفريق الإيطالي بالذعر في كل مرة يتسلم فيها الكرة. ويمكن تلخيص التحسن الكبير الذي طرأ على مستوى تراوري في الطريقة التي صنع بها الهدف الأول في مباراة الإياب في ملعب مولينيو؛ حيث انطلق بسرعته الفائقة، ونجح في المرور من اثنين من لاعبي تورينو، وأرسل كرة عرضية متقنة على القائم الأول على رأس راؤول خيمينيز، الذي لم يتأخر في وضع الكرة داخل الشباك. ويظهر هذا الهدف أن تراوري لم يعد ذلك اللاعب الذي كان يرتبك ولا يعرف كيف يتخذ القرار الصحيح في المواقف الحاسمة، بعد المرور من لاعبي الفريق المنافس. وقد أكمل تراوري عامه الثالث والعشرين في أغسطس الماضي، وهو ما يعني أنه لاعب صغير في السن، وما زال أمامه كثير من الوقت لكي يتطور مستواه بشكل أكبر. وفي الحقيقة، فقد ساعده نونو كثيراً في التغلب على كثير من الأخطاء التي كان يقع فيها. وبعد مباراة الذهاب أمام تورينو، أشاد نونو بمستوى تراوري، وأكد على أنه لعب دوراً كبيراً في الارتقاء بمستوى الفريق كله في هذه المباراة. وقال المدير الفني للذئاب: «الطريقة التي رفع بها مستوى الفريق كله، والطريقة التي صنع بها الهدف، والطريقة التي قام بها بضرب توازن الفريق المنافس، كل هذا يظهر أنه يمتلك إمكانات هائلة ساعدته على القيام بذلك وبكثير من الأشياء الأخرى. ورغم ذلك، ما زال يتعين عليه أن يتحسن بشكل أكبر. لقد كان أكثر استقراراً وهدوءاً في النواحي الدفاعية هذه المرة، وكان يغطي خلف المدافعين أثناء تقدمهم للأمام، وكان يستخلص الكرات الهوائية. كل هذا يظهر أننا نبني لاعباً كبيراً». وفي المباراة التالية لوولفرهامبتون واندررز، التي خسرها أمام إيفرتون بثلاثة أهداف مقابل هدفين، أظهر تراوري أن أداءه لم يكتمل بعد. وعلى الرغم من أنه كان يجبر الظهير الأيسر لإيفرتون على البقاء في الخلف في كثير من الأحيان، فإن اللاعب الفرنسي قد تفوق عليه في كثير من الأحيان أيضاً، كما أخطأ في الرقابة على أليكس أيوبي في اللعبة التي أدت إلى إحراز الهدف الثاني لإيفرتون. من المؤكد أن دوهرتي أفضل من تراوري في النواحي الدفاعية؛ لكن عندما يكتسب تراوري مزيداً من الخبرات بمساعدة نونو، فمن المؤكد أنه سيطور قدراته في النواحي الدفاعية، وبالتالي سيكون لاعباً رائعاً؛ لأنه يمتلك قدرات هجومية رائعة للغاية. وفي الوقت الحالي، أصبح وولفرهامبتون واندررز يمتلك - على عكس الموسم الماضي - خيارين مختلفين في الناحية اليمنى. وسيكون من المثير للاهتمام معرفة من هو اللاعب الذي يعتمد عليه نونو في هذا المركز، عندما يتعافى دوهرتي من الإصابة.

مشاركة :