تعد منطقة الشرق الأوسط من أكثر الأماكن في العالم التي تشهد حالات عدم استقرار منذ القدم، فلا يكاد يخلو عقد من الزمن إلا وتشهد هذه البقعة من العالم صراعاً ينهك سكانها وحكوماتها. والمملكة التي تنتهج سياسة متوازنة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ليست بمعزل عن هذا الصراع بحكم أنها في قلب الشرق الأوسط، فمناطق التوتر تحيط بها شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. ومع هذا كله تبقى المملكة بفضل الله شامخةً وقادرةً على قيادة سفينتها في خضم كل هذه الأمواج والاضطربات والحروب والتي تتكرر بين فينةٍ وأخرى. هذا الوطن لديه قيادة على درجة عالية من الحنكة والدهاء السياسي، وتعي ما يدور ليس حولها فقط بل وفي العالم أجمع. فهم متوكلون على الله أولاً في كل أزمة يمرون بها ثم على همة وعزيمة شعب مقدام لا يعرف معنى اليأس. قبائل وعوائل المملكة يربطها بالأسرة الحاكمة ليس فقط المحبة والولاء المتبادل بل من العمل الدؤوب والتضحية التي أوصلت الوطن لما هو عليه اليوم من تقدم وازدهار في كافة المجالات، والجزيرة العربية لم تشهد النهضة التي هي عليها اليوم إلا بهذه العلاقة الوطيدة التي تمتزج فيها معانٍ كثيرة سامية لا يفهمها الحاقدون والطامعون. يعتقد أهل الشر ومن يدعهم من دول ومنظمات أن باستطاعتهم التطاول على المملكة ومقدراتها ونسوا أن أبناء هذا الشعب يعدون الوطن دائماً خطاً أحمر ودونه النفس والمال وكل ما نملك، وعدد قوات هذا البلد لا يرتبط أبداً بعدد القوات الرسمية فقط، فعند الحاجة وعند الضرورة فإن أفراد هذا الشعب كله قوات مسلحة يذبون عن أمن وأمان المملكة ومقدساتها التي يؤمها أكثر من مليار مسلم. فالقتال والدهاء والعزيمة والإقدام هي من أهم صفات قبائل الجزيرة العربية وعوائلها، والتاريخ هو المرجع والدليل. والمملكة اليوم لديها القدرة العسكرية والبشرية لردع كل معتدٍ ودحره. ومع كل المحاولات التي يقوم بها أهل الشر لتهديد أمن المملكة إلا أن هذا البلد الكريم يسير في طريق التنمية والازدهار والتطور. حفظ الله هذا البلد قادةً وشعباً ومقدرات.
مشاركة :