فتحت مراكز الاقتراع بإسرائيل أبوابها اليوم في أول انتخابات إعادة للكنيست في تاريخ البلاد، يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من خلالها لتمديد ولايته بعد نكسة انتخابات أبريل الماضي. وبدأ الناخبون البالغ عددهم 6,4 مليون ناخب، بالإدلاء بأصواتهم في الساعة السابعة صباحا، ليستمر التصويت حتى الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي. وستصدر النتائج الأولية التي تعتمد على استطلاعات الرأي بعد إغلاق صناديق الاقتراع مباشرة، بينما تعلن النتائج الرسمية الأربعاء. ويشارك نحو 20 ألف من رجال الشرطة والأمن والمتطوعين في تأمين عملية الاقتراع، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أمس عن فرض إغلاق شامل للضفة الغربية، والمعابر مع قطاع غزة يوم الانتخابات. انتخابات شديدة التنافس ويواجه نتانياهو (69 عاما) تحديا هو الأكبر في مسيرته لإعادة انتخابه، وإن كان خصمه هو نفسه كما في انتخابات أبريل رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس وتحالفه الوسطي "أزرق وأبيض". وأشارت استطلاعات الرأي إلى سباق انتخابي شديد التقارب، حيث من المتوقع أن يحصل كل من "الليكود" و"أزرق وأبيض" على 32 مقعدا لكل منهما في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا. وبعد فوز نتنياهو وحلفائه في الانتخابات الماضية، كلفه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين بتشكيل الحكومة، لكنه فشل في مهمته. ويعتبر فشل نتنياهو في تشكيل ائتلاف حكومي عقب انتخابات أبريل من أكبر الهزائم في حياته السياسية. وفضل نتنياهو بعد أسابيع من المناقشات التوجه إلى إجراء انتخابات ثانية بدلا من المجازفة بطلب ريفلين من شخص آخر محاولة تشكيل الحكومة. هموم وحسابات نتنياهو والخطر الذي يواجهه نتنياهو يتعدى البقاء رئيسا للوزراء، ويرى كثيرون أنه في حال فوزه سيسعى إلى أن يمنحه البرلمان حصانة من المحاكمة، في الوقت الذي يواجه فيه احتمال توجيه اتهام إليه في قضايا فساد في الأسابيع المقبلة. وإدراكا للمخاطر، قضى نتنياهو الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية في محاولة لجذب القوميين اليمينيين الذين يمثلون مفتاحا لإعادة انتخابه لتعزيز الإقبال على التصويت بين صفوف قاعدته الانتخابية. وشملت جهود نتنياهو إعلانه تعهدا مثيرا للجدل بضم غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة والذي يمثل ثلث مساحتها. وأبرز نتنياهو في خطابه أيضا قضية النمو الاقتصادي في بلاده وعلاقاته مع زعماء العالم مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحاول وصف خصومه بأنهم "ضعفاء" و"يساريين"، على الرغم من أوراق اعتمادهم الأمنية. أما خصمه غانتس الذي شغل في السابق منصب رئيس هيئة الأركان، فقدم نفسه في حملته الانتخابية كبديل مشرف لنتنياهو. ويقول غانتس إنه وائتلافه الوسطي "أزرق أبيض" الذي يضم ثلاثة رؤساء أركان عسكريين سابقين، يريد تشكيل حكومة وحدة تدعمها الغالبية العظمى من الإسرائيليين. ليبرمان: صانع الملوك؟ ومع أن نتنياهو وغانتس هما اللاعبان الأساسيان، إلا أن أفيغدور ليبرمان، الذي شغل سابقا منصب وزير الدفاع، وكان اليد اليمنى لنتنياهو قبل أن يتحول إلى منافس له، قد يلعب دور صانع الملوك في حملته التي اعتمدت شعار "لجعل إسرائيل طبيعية من جديد". وتظهر استطلاعات الرأي اكتساب ليبرمان شعبية كبيرة بسبب حملته ضد الأحزاب اليهودية المتشددة التي تعتبر جزءا مهما من ائتلاف نتنياهو المخطط له. ويتهم ليبرمان هذه الأحزاب بالسعي إلى فرض الشريعة اليهودية على السكان العلمانيين في إسرائيل، ويريد انتزاع تشريع ينهي إعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية الإلزامية. وحال ليبرمان دون تمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات أبريل، بعدما رفض التخلي عن مطلبه المتعلق بالخدمة العسكرية لليهود المتشددين. وليس من الواضح ما إذا كان ليبرمان سيصادق على نتنياهو رئيسا للوزراء مرة أخرى، وهو ما قد يكون كافيا للرئيس الإسرائيلي ليطلب من غانتس محاولة تشكيل حكومة. الصوت العربي ويتطلع المواطنون العرب في إسرائيل للعب دور مؤثر في الانتخابات الجارية، وسط تفاؤل في أوساط "القائمة المشتركة" التي تمثل أصواتها، بتحقيق نتيجة مماثلة أو حتى أفضل من تلك التي حققتها بانتخابات الكنيست الـ20 التي أجريت عام 2015 (13 مقعدا). ومنحت استطلاعات الرأي الأخيرة "المشتركة"، ما بين 11 حتى 12 مقعدا، بينما تأمل القائمة بالحصول على 14 مقعدا، في حال تجاوزت نسبة مشاركة المواطنين العرب في الانتخابات 63% من أصحاب حق الاقتراع. واعتبر رئيس "القائمة المشتركة" أيمن عودة أنه في حال بلغت نسبة تصويتهم (العرب) 65%، فإن ذلك "كفيل بإسقاط" حكومة اليمين. المصدر: "أ ف ب" + وسائل إعلام إسرائيليةتابعوا RT على
مشاركة :