أكدت مختصة سعودية، أن الجهات الحكومية المعنية بعلاج أطفال التوحد مصابة بمتلازمة توحد الخدمات، مشيرةً إلى أن الجهات الحكومية لا تتعاون فيما بينها لتقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية والتأهيلية لأطفال التوحد. جاء ذلك خلال إلقاء الاختصاصية أمل عبدالرحمن الراجح لورشة عمل تحت عنوان افهمني لتساعدني نظمها مركز جوان الطبي تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية اليوم الأربعاء، بحضور الشيخ بندر بن خالد الحكير، بفندق هوليدي إن بالرياض، بمناسبة اليوم العالمي للتوحد، وشهدت حضوراً كثيفاً من المختصين وأهالي المصابين بمرض التوحد، وقدمت فيها عشرة أوراق عمل للمختصين، وأقيم معرض مصاحب للورش يعرض الوسائل التعليمية المستخدمة داخل الفصول لأطفال التوحد. وقالت الاختصاصية أمل الراجح ماجستير علم نفس ومدربة سلوكية لبرامج ذوي الاضطرابات النمائية أنه حان الوقت للانتقال من الخدمات التوعوية، إلى أن يكون هناك تدخل فعلي من الناحية التدريبية والعلاجية والتأهيلية للمصابين بمرض التوحد، مطالبةً أن يكون هناك مظلة واحدة تخدم طفل التوحد منذ بداية التشخيص، واستمرارها بجميع الخدمات العلاجية. وشددت الراجح على أهمية الاحتفال باليوم العالمي للتوحد، وأن لا تقف الاحتفالية عند مرحلة التوعية، مؤكدةً على أن خطوات البرامج العلاجية وتقديم الاستشارات الأسرية للأسر من حق المصابين بمرض التوحد. وذكرت أن معدل تكاليف الاهتمام بالطفل المصاب بمرض التوحد تبلغ 160 ألف ريال في العام، موضحة أن معايير التشخيص أصبحت أدق وأوضح من السابق وبالتالي فإن نسبة أطفال التوحد زادت. وأشارت إلى غياب البرامج التأهيلية في المراحل المتقدمة للمصابين بمرض التوحد، وأنه حان الوقت للاستفادة من تجارب الدول العالمية في كيفية تأهيلهم. ومن جانبه قال ماجد الشايقي والد طفل متوحد خلال عرضه لتجربته إن المعاناة تبدأ من التشخيص، حيث استمر تشخيص طفلي لسنتين. وأكد الشايقي أن قوائم الانتظار في مراكز الرعاية النهارية، للأطفال المصابين بالتوحد ويطمحون للدخول لهذه المراكز، وصل إلى خمس سنوات، وتوقع أن 90% من المصابين لا يتلقون الخدمات العلاجية والتأهيلية، وخاصة من هم في القرى والهجر. وأشار إلى أن أخر دراسة قام بها الدكتور عبدالعزيز الجارالله رحمه الله بين عامي 2002م- 2005م كشفت أن عدد المصابين بمرض التوحد بالمملكة بلغ أكثر من 120 ألفاً، مؤكداً أن هذا العدد قد تضاعف كثيراً، مع الحاجة إلى أبحاث جديدة بهذا الشأن. وشدد الشايقي على أهمية علاج المصابين من داخل الأسر، حتى يكون العلاج ذا جدوى خلال جلسات العلاج الطبي في المراكز المتخصصة.
مشاركة :