رعى صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير ،مساء أمس، انطلاق فعاليات "المؤتمر الدولي الأول للبيئات الجبلية شبه الجافة"، الذي تنظمه وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع إمارة المنطقة، في مدينة أبها خلال الفترة من 17 ـ 19 سبتمبر 2019م ، تحت شعار " البيئة والتنمية المستدامة في منطقة عسير ". وبدئ الحفل الخطابي بآيات من القرآن الكريم ، ثم أوكل الأمير تركي بن طلال المواطن محمد بن عبود العسيري أحد المهتمين في مجال الزراعة بالقاء كلمة سموه إيماناً منه بالدور الهام الذي يضطلع به المؤتمر وهو استضافة المهتمين بالبيئة والزراعة من أبناء المنطقة وقال : " لم أجد عبارة أقوى وأبلغ عن أهمية البيئة مثل ما أوردته العبارة المحكمة في رؤيتنا الوطنية الطموحة 2030 ، " يعد حفاظنا على بيئتنا ومقدراتنا الطبيعية من واجبنا دينياً وأخلاقياً وانسانياً، ومن مسئولياتنا تجاه الأجيال القادمة، ومن المقومات الأساسية لجودة الحياة" فهي جديرة بالتأمل والتدبر لمعرفة أبعادها وتصور عمقها وآفاقها. وأكد آل عبود في كلمته أن عسير هي أم البيئات بین مناطق المملكة لجمعها بين الصحراء والسهل والجبل وبين البحر واليابسة، وبين الغابات والقيعان، ولم يكن لنا بد من جعل ( البيئة العامرة ) ركناً من أركان استراتيجية عسير التي سترى النور قريبا ، بعد اعتمادها من المقام السامي الكريم، مضيفاً أن المؤتمر يأتي للتدريب وإعداد فرق العمل لتطبيق الاستراتيجية على أكمل وجه، والعمل على المبادرات التمهيدية في جوانبها المختلفة فكان هذا المؤتمر مركزاً على البيئة والتنمية المستدامة في منطقة عسير. وقال : " حياكم الله في هذا المؤتمر العلمي التطبيقي الذي ننتظر نتائج دراساته وتوصياته لتقدم لنا الحلول العملية التطبيقية المضمونة لما يواجه بيئات عسير والبيئات المشابهة لها من إشكالات، وقد حرصنا في هذا المؤتمر أن يكون 70% من المشاركين والحضور من المستفيدين من البيئة والزراعة في عسير، ليستثمرو وجود نخبة الخبراء والعلماء الدوليين الذين حضروا من 17 دولة إضافة للمملكة وينهلوا من تجاربهم وخبراتهم الشيء الكثير مما سينعكس على البيئة والزراعة في عسير". والمواطن محمد بن عبود أحد أبناء عسير، الذين آثروا العودة إلى مزارع أبائهم وأجدادهم بعد التقاعد من العمل الحكومي، مستفيدا من دراسته وخبرته وشغفه بالزراعة، حيث توسع في الزراعة العضوية وأثبت أن العمل بيده وفي أرضه مصدر دخلٍ وافر، ولم يكتفي بذلك فحصل على أول رخصة لمزرعة سياحية، وطوّر من أنظمة الري لمزروعاته من الفواكه. عقب ذلك ألقى وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة نائب رئيس اللجنة العليا للمؤتمر الدكتور أسامة إبراهيم فقيها، كلمة اللجنة المنظمة استعرض خلالها البرنامج العلمي للجلسات بما يتضمنه ذلك من محاور وأهداف وقضايا فرعية مطروحة للنقاش، موضحاً أن محاور المؤتمر تمتد لتشمل ست قضايا رئيسية وهي: سبل المحافظات على الغابات الجبلية في المناطق شبه الجافة، التنمية العمرانية في منطقة عسير، التنمية الريفية ودورها الاقتصادي والاجتماعي، الحياة الفطرية في المناطق الجبلية، السياحة البيئية وسبل تنميتها، سبل الإدارة المستدامة لمصادر المياه. وأشار إلى أن المؤتمر يتضمن 14 جلسة علمية تعقد على مدار ثلاثة أيام، يتحدث خلالها 58 متحدثًا يمثلون 16 دولة من مختلف قارات العالم، بالإضافة إلى 16 بحثًا علميًا سيتم عرضهم في قسم المعلقات إضافة إلى المعرض المصاحب. إثر ذلك، قدّم معالي نائب وزير البيئة والمياه الزراعة المهندس منصور المشيطي، شكره وتقديره لسمو أمير منطقة عسير على رعايته واهتمامه لإقامة وتنظيم المؤتمر وتسهيل كافة المهمات لتحقيق أهدافه، داعياً الجميع إلى بذل المزيد من الجهد من أجل المحافظة على البيئة والحياة الفطرية، كون ذلك هو الركيزة الأساسية على طريق تحقيق الأهداف التنموية للمملكة دون الإخلال بحق الأجيال القادمة في بيئة نظيفة، مؤكداً أن انعقاد المؤتمر في عسير يأتي من باب أهميته لها كون أراضيها تمثل 60% من مساحة الغابات في المملكة. وتناول المشيطي في كلمته الجهود المكثفة التي تقوم بها الوزارة من أجل تحقيق رؤية المملكة 2030 بالنسبة للبيئة، التي تستهدف الوصول إلى بيئة وموارد طبيعية مستدامة تحقق الأمن المائي وتسهم في الأمن الغذائي وتحسن من جودة الحياة، منوهاً بالجهود المبذولة للمحافظة على البيئة من خلال مكافحة التصحر والحد من الرعي الجائر فضلاً عن تنمية الغطاء النباتي، مستعرضاً ما نفذته الوزارة من خطط تستهدف رفع كفاءة المتنزهات والأماكن الطبيعية بما يمهد لاستغلالها استغلالاً أمثل في مجال السياحة البيئية. تلا ذلك ، حلقة نقاش شارك فيها عدد من المزارعين الرواد والمهتمين بشؤون البيئة ، هم : عبدالله بن شفلوت الأحمري, ومحمد بن علي بن رديف, والناشط البيئي عبدالله البكري, وأدارها محمد بن عبود استعرضوا خلالها تجابهم في الزراعة العضوية والمحافظة على البيئة وطرق التعامل معها. وفي نهاية الحفل الخطابي، كرّم سمو أمير منطقة عسير الجهات الراعية والداعمة للمؤتمر ، ثم تسلّم سموه هدية تذكارية بهذه المناسبة. وعقب الحفل ، افتتح الأمير تركي بن طلال المعرض المصاحب للمؤتمر الذي يضم 28 ركناً تمثل مشاركة الهيئات المتخصصة ودور الجامعات في المحافظة على البيئة ، وجمعيات بيئية، وشركات ذات علاقة بموضوع المؤتمر.
مشاركة :