السياحة الثقافية في المملكة.. كلمة السر لاقتصاد مُزدهر

  • 9/17/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أصبحت السياحة الثقافية في المملكة مصدرًا مهمًا لتعزيز نمو الاقتصاد؛ إذ باتت بعض المقومات الموجودة لديها تؤهلها للتميُز في هذا النمط السياحي. ويعتبر الموقع الجغرافي من أبرز المقومات التي عززت من السياحة الثقافية في المملكة؛ فهي تعد ملتقى للحضارات الإنسانية، إضافة إلى المواقع الأثرية المهمة في المناطق المختلفة، إلى جانب مواقع التاريخ الإسلامي، والمخزون الهائل من التراث العمراني.السياحة الثقافية في المملكة تضم المملكة السعودية أكثر من 150 منطقة أثرية مفتوحة ومهيأة للزيارة؛ حيث تستقبل السائحين والزائرين من داخل المملكة وخارجها. كما تشمل 22 متحفًا حكوميًا، و174 متحفًا خاصًا، بالإضافة إلى أكثر من 50 موقعًا من مواقع التراث العمراني.الأثر الاقتصادي للاستثمار في التراث الوطني وكانت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، تعاونت مع خبراء البنك الدولي ومنظمة السياحة العالمية، لإنجاز دراسة جديدة، أشارت إلى أن الاستثمار في التراث الوطني له أثر اقتصادي إيجابي كبير؛ حيث يساهم في زيادة وتنويع مصادر الدخل الوطني، وتوفير فرص العمل للمواطنين على مستوى الموقع والمنطقة. وأعلنت الدراسة عن أن الاستثمار بالتراث الثقافي يولد منافع اقتصادية فورية وقصيرة الأمد، تشمل زيادة الوظائف والدخل مباشرة من ترميم المواقع، إلى جانب تجديد المناطق الحضرية المتعثرة على المدى الطويل، الأمر الذي أكد ضرورة الاستفادة من استثمارات التراث الثقافي. ولفتت دراسة أخرى للهيئة، إلى تجاوز عدد الرحلات السياحية الثقافية المحلية في المملكة، أكثر من 6 ملايين رحلة خلال عام 2016، والتي شملت زيارات للمتحف، ومواقع التاريخ الإسلامي، والمواقع الأثرية، والمعارض الثقافية، الفنية، والمهرجانات المختلفة. وبلغ حجم الإنفاق من الزائرين المحليين والدوليين، أكثر من 13 مليار ريال، بينما بلغ الأثر الكلي للإنفاق على السياحة الثقافية في المملكة حوالي 56.6 مليار ريال، علمًا بأن عدد فرص العمل التي تولدت عن أنشطة مواقع التراث الثقافي، والأنشطة التجارية المحيطة بها حوالي (112) ألف وظيفة.الثقافة وجهة مميزة للسائحين اهتمت المملكة بدمج السياحة والتراث والثقافة من خلال تأسيس برامج “الثقافة والتراث” عام 2002؛ حيث عمل البرنامج على إعداد خطة تتضمن برامج وأعمال السياحة الثقافة في المملكة، والتي تتنفذها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حتى الآن. وتضمنت جهود الهيئة في نمط سياحة الثقافة والتراث عددًا من المجالات، بداية من المهرجانات السنوية؛ من أبرزها: سوق عكاظ، مهرجان جدة التاريخية، مهرجان الصحراء في حائل، مهرجان الغضا بعنيزة، مهرجان البادية ببيشة، مهرجان الصقور بمحافظة طريف، إلى جانب مهرجان الجنادرية، ومهرجان الملك عبدالعزيز للإبل. وشهدت المملكة تطوير عدد من المنتجات السياحية الثقافية والتراثية في أكثر من 25 وجهة سياحية تم توزيعها على الأسواق التاريخية، والقرى التراثية، إضافة إلى الطرق التاريخية، الأسواق الشعبية، الفلكلور الشعبي، الصناعات التقليدية، والمأكولات الشعبية. ومن المتوقع أن تسهم المشاريع التراثية الجديدة، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين؛ للعناية بالتراث الحضاري في إحداث زيادة كبيرة لدعم السياحة الثقافية في المملكة، ضمن المبادرات التي تدعم الرؤية الطموح 2030. وتشمل مشروعات برنامج خادم الحرمين الشريفين، المحافظة على مواقع التراث العمراني، تنمية القرى التراثية، إنشاء وتأهيل وتجهيز المتاحف في المناطق، تنمية الحرف والصناعات اليدوية، التوعية والتعريف بالتراث الوطني، وتوفير التمويل من الدولة لمشاريع التراث العمراني ومشاريع التراث الحضاري. وتتمثل الأولوية القصوى لتقييم الآثار الاقتصادية للتراث الثقافي، في إجراء دراسات استبيانية على مستوى المواقع لتوسيع نطاق جمع البيانات وتحليلها من أجل قياس الإنفاق على التراث واستثماراته، وتوسيع تطبيق تحليل الآثار المترتبة على أعمال ترميم التراث وإعادة تأهيله.مجهودات عالمية في السياق ذاته، وضعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) استراتيجية لتنمية السياحة الثقافية في العالم الإسلامي، مؤكدة أن السياحة بشقها الثقافي تهدف إلى التعريف بالتراث المادي واللا مادي، والمنجز الثقافي والحضاري، وما تحظى به المنطقة المستهدفة من مبانٍ أثرية، ومدارس عتيقة، ومتاحف، ومكتبات، وأبواب تاريخية وأسوار وقلاع وحصون ذات طابع عسكري، إضافة إلى التراث الشفهي، مثل الفنون الشعبية، فنون الأزياء والطبخ والمواسم الدينية والفنية، إلى جانب المكونات الثقافية الحديثة، من مؤتمرات متعددة الاختصاصات، وندوات علمية، ولقاءات ثقافية، ومعارض حرفية. من جهته، أكد أحمد الخطيب؛ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن المملكة ستفتح أبوابها للسياح من مختلف أرجاء العالم قبل نهاية هذا العام، مضيفًا أن المملكة تتطلع للعمل مع منظمة السياحة العالمية؛ لتطوير الأدوات الإحصائية من خلال منهجية واضحة. جاء ذلك فى كلمته خلال اجتماع منظمة السياحة العالمية فى دورتها الـ23، التى تنعقد فى مدينة سانت بطرسبورج الروسية فى الفترة من 9 إلى 13 سبتمبر، والتي شارك فيها وفد المملكة. اقرأ أيضًا: نظام التأشيرات.. المملكة تُنعش قطاع السياحة بقرار جديد

مشاركة :