تونس :الخليج، وكالات:- أقرت حركة «النهضة» التونسية بهزيمتها في الانتخابات الرئاسية، التي جرت، يوم الأحد الماضي، وكانت صفعة للحركة «الإخوانية»، أدت إلى تصدع صفوفها؛ بعد إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أمس الثلاثاء، فوز أستاذ القانون قيس سعيد، والإعلامي نبيل القروي في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة، فيما قالت بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي، أمس، إن الدور الأول من الانتخابات الرئاسية المبكرة كان «شفافاً».وقالت الهيئة العليا، خلال مؤتمر صحفي، إن سعيد حصل على 18,40% من الأصوات، فيما حصل قطب الإعلام نبيل القروي على 15,5%.وسيخوض المرشحان الدور الثاني الذي سيحدد تاريخه من قبل الهيئة بعد انتهاء آجال الطعون والإعلان عن النتائج بصفة نهائية.وجاء مرشح النهضة عبد الفتاح مورو في المركز الثالث؛ بحصوله على 12,9 % من إجمالي الأصوات، وحل وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي في المركز الرابع ب10,73% وخلفه رئيس الحكومة يوسف الشاهد ب7,3%. قيادي بالنهضة يستقيل وينصح الغنوشي بالاعتزال واعتبرت النهضة، في بيان، أن الهزيمة في الانتخابات الرئاسية «درس» لها في العملية السياسية على الصعيدين «الداخلي والخارجي».وقدم القيادي البارز في الحركة، زبير الشهودي، استقالته، داعياً زعيم الحزب راشد الغنوشي إلى اعتزال السياسة، محملاً صهره، رفيق عبدالسلام، القيادي في الحركة، مسؤولية انهيار الحركة في الانتخابات وفقدان شعبيتها.ووجّه الشهودي الذي شغل منصب عضو مجلس شورى الحركة، ومدير مكتب الغنوشي، في رسالة الاستقالة التي نشرها على صفحته بموقع «فيسبوك» انتقادات لاذعة للحزب، قائلاً: «أعلن إنهاء كل مهامي القيادية في حركة النهضة، والالتحاق بعامة المنخرطين؛ استجابةً للرسالة مضمونة الوصول من الشعب العظيم»، في إشارة إلى النتائج التي أفرزتها الانتخابات الرئاسية، وعجز خطاب الحركة عن استمالة التونسيين الذين يريدون تحسين أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، بعيداً عن الخطب الدينية والوعود الزائفة. كما أقرّ الشهودي بفشل حزبه في تحقيق أهداف الثورة في التنمية والرفاه.وكانت صحف فرنسية وصفت الاستحقاق ب«تسونامي سياسي» يصفع «الإخوان».ولا يزال وقع نتائج الدور الأول يلقي بظلاله على الساحة السياسية؛ بعد الفوز المفاجئ والمدوي لقيس سعيد.وتحاول أحزاب الطيف الديمقراطي والتقدمي لملمة هذه التداعيات؛ بالتحضير للانتخابات التشريعية التي ستكون حاسمة، وستشكل مسألة حياة أو موت لها من أجل الاستمرار في الحكم،بعد أن طفا الى السطح تصدع التيار الإسلامي. وضع القروي يسيطر على النتائج وسيطر على النتائج الوضع الاستثنائي للمرشح نبيل القروي الموقوف في السجن؛ بتهم ترتبط بتهرب ضريبي وتبييض أموال. وتقول هيئة الانتخابات: إنها ستتعامل مع القروي كأي مرشح عادي له كل الحقوق طالما لم تصدر ضده أي أحكام نهائية من القضاء. وأنها في حال فوزه ، فإنها ستراسل البرلمان بتلك النتيجة حتى يؤدي اليمين الدستورية، وعندها ستكون المسألة بين البرلمان والقضاء.وقالت بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي في تونس، أمس، إن الدور الأول من الانتخابات الرئاسية المبكرة كان «شفافاً»،مع تعبيرها عن الأسف؛ لعدم تمكن مرشحين من القيام بحملتهم في إشارة إلى القروي.وصرّح فابيو كاستالدو رئيس البعثة، ونائب رئيس البرلمان الأوروبي، أن الاقتراع «شكل مرحلة إضافية في بناء الديمقراطية التونسية التي تتكرس كنموذج في المنطقة».وبحسب المراقبين الأوروبيين، فإن الحملة الانتخابية كانت «تعددية»، مبدين مع ذلك تحفظاً بشأن إنصاف الاقتراع للجميع.وجاء في بيان «مع الإقرار باستقلالية السلطة القضائية، تعد البعثة أن السلطات المعنية لم تتخذ الإجراءات الضرورية التي تتيح للمرشحين القيام بحملتهم في احترام لمبدأ تساوي الفرص المضمنة في القانون التونسي».وأضاف: «ما نراه مهماً هو ضمان أن تتيح الحملة الفرص ذاتها للمترشحين كافة. ومتى كان لهم وضع «المرشح» فيجب أن تكون لهم الحقوق والواجبات ذاتها».وقال كاستالادو: «إن الغضب على الأحزاب السياسية التقليدية والصعوبات الاجتماعية والاقتصادية تظل مصدر قلق كبير». قيس: الجزائر ستكون وجهتي الأولى من جانبه، تعهد، قيس سعيّد، أن تكون الجزائر أول وجهة خارجية له في حال فوزه بمنصب الرئاسة.واعتبر المرشح المستقل «سعيد» في تصريحات إعلامية، مساء أمس الأول الاثنين، أن مصير تونس «يرتبط بدول الجوار»، فيما شدد على أن قرار تعديل الدستور لن يكون الأول في حال أصبح رئيساً للبلاد.واعتبر سعيد نتائج الانتخابات الحالية «ثورة» في إطار الشرعية القائمة، مشيراً إلى أن حملته الانتخابية قامت على التطوع، وانتظام الشباب بطريقة غير تقليدية.وفيما يخص الانتخابات التشريعية المقبلة، قال سعيّد: إنه لن يعلن دعمه لأي من المرشحين، داعياً لإعطاء الناخب حق سحب الثقة من النواب خلال ولايتهم إذا لم يحققوا تعهداتهم. غرق قارب للمهاجرين قبالة تونس قال مسؤول في خفر السواحل التونسي، إن قارباً يقل مهاجرين غرق قبالة ساحل البلاد أمس الثلاثاء، وإن اثنين على الأقل من ركابه غرقا، وجرى إنقاذ تسعة واعتُبر نحو 14 في عداد المفقودين.وأضاف حسام الجبابلي، أن القارب غرق على مسافة عشرة كيلومترات من الشريط الساحلي قرب مدينة صفاقس وأضاف أن عملية الإنقاذ مستمرة.ووقعت كارثتان تتعلقان بالمهاجرين قبالة الساحل التونسي هذا العام، عندما غرق 86 مهاجراً إفريقياً بعد انقلاب قاربهم الذي انطلق باتجاه أوروبا من ليبيا في يوليو/ تموز.وانقلب قارب آخر يقل مهاجرين من ليبيا إلى أوروبا في يونيو/ حزيران، ما أسفر عن غرق 65 شخصاً على الأقل.وقال الجبابلي إن جميع المهاجرين الذين كانوا على متن القارب تونسيون.
مشاركة :