محمد رُضا ما بين مطلع هذه السنة ونهاية الشهر الثاني، هربت بعض أهم الجوائز السينمائية من طريق الممثل فيجو مورتنسن، والتي تُمنح عادة خلال تلك الفترة. رُشح مورتنسن لأوسكار أفضل ممثل، عن دوره في «كتاب أخضر» ولجائزة جولدن جلوبز عن ذات الفيلم، ثم رُشح لجائزة بافتا البريطانية عن الفيلم نفسه، وخسرها.وحين سألته عن ردّ فعله تجاه هذه الحقيقة ضحك طويلاً وأجاب: «المسألة ليست الجائزة بل الدور، وأحياناً الجائزة لا تصل إلى مستوى الدور».مورتنسن من أصل دنماركي لجهة أبيه وأمه أمريكية، ولد في نيويورك، دخل في العام 1982 مدرسة للتمثيل، وكان أول فيلم له هو «شاهد» للأسترالي بيتر وير. واقتنص البطولة في أعمال عديدة، من بينها «جريمة متقنة» و«تاريخ العنف» وأشهرها سلسلة «سيد الخواتم». وكان لنا معه هذا الحوار:ما الذي تغير في حياتك بعدما أصبحت الآن نجماً معروفاً؟- كثيراً ما سألت نفسي، ما الأهم.. الشهرة أم الأدوار التي أحب القيام بها. والاختيار هنا ليس سهلاً. لكن بعد «سيد الخواتم» على الأخص وجدت أن عليّ الإجابة عن هذا السؤال، فتأكدت أن الدور أهم.و كيف تتعامل مع الشهرة حالياً؟- الشهرة لها جانبان واحد يرضيني والآخر يزعجني. ما يرضيني هو أن أكون محط إعجاب واحترام المشاهدين أو الذين يحضرون إلى المعارض الفنية التي أقيمها، لكن ما يزعجني هو تعبير بعض المعجبين عن الإعجاب بحد ذاته بشكل لا أطيقه. وأعتقد أننا اليوم أكثر من أي يوم مضى نحب تحويل من نعجب به إلى أيقونة وأن نصفه بالأسطورة. كلاهما اعتبار خاطئ ولا يجب أن نأخذ بهما. أحب أن أعيش حياتي على نحو طبيعي. التمثيل هو عملي، وأرغب دوماً في أن أنفذه على أفضل وجه. أرغب كذلك أن يحصل العمل، إذا نفذته جيداً، على الإعجاب وليس أنا.ما الذي جذبك للتمثيل أساساً؟ - عندما توجهت إلى الدنمارك في مقتبل حياتي، أردت أن أعيش فيها كما فعل والدي. لم أكن على يقين من أنني أريد العودة إلى أمريكا. واشتغلت في أعمال يدوية كثيرة. كنت بائع ورد وحمالاً في المرفأ وكسبت معيشتي في بعض الأحيان من خلال بيع الألعاب في أحد المحال. الشيء الوحيد الذي كنت أقوم به في الدنمارك وعدت به إلى نيويورك كان كتابة الشعر. لفتَّ النظر في فيلم «جريمة متقنة» الذي منحك حضوراً ملحوظاً، هل تعتقد هذا؟- نعم، كان دوري الفعلي الأول بعد سلسلة من الأفلام الصغيرة. كنت انتقلت إلى هوليوود وتقدمت مرشحاً نفسي للدور. وأجرى لي المخرج أندرو ديفيز الاختبار مرتين. كنت أعرف أن هناك أكثر من ممثل يريد هذا الدور. عندما اتصل بي وكيل أعمالي وأخبرني أن المخرج اختارني من بين ستة ممثلين آخرين سعدت للغاية.أي أدوار تحبها أكثر من سواها؟- الدور الذي حين أترك الفيلم يبقى ماثلاً في بالي، بالتالي أحب الفيلم الذي سأفكر به بعد مغادرتي له.ترشحت للأوسكار ثلاث مرات، آخرها عن دورك في «كتاب أخضر» ولم تنل الجائزة، ماذا يعني لك ذلك؟- يعني أنني لست محظوظاً. الحقيقة أن كل ممثل يتمنى أن يفوز بالأوسكار. حتى وإن كان فاز به أكثر من مرّة. لكني أختلف في أمر واحد عن معظم زملائي، أكون سعيداً حين يتم ترشيحي، لكن في أحيان كثيرة لا تصل الجائزة إلى مستوى الدور، أو لأن هناك ممثلاً آخر لعب دوره أفضل مني واستحق الجائزة. هل كان تمثيلك باللكنة الإيطالية صعباً في «كتاب أخضر»؟ - من حين لآخر نجد ممثلاً يتقن اللكنة أو اللهجة ويخسر الدور أو العكس. ولم أشأ أن أتكلم اللكنة الإيطالية بشكل كامل في الفيلم، لان الجيل الذي ينتمي بطل الفيلم إليه تجاوز طريقة الجيل السابق في الحديث.ما هي الأفلام الحديثة التي أحببتها أكثر من سواها؟- توجد أفلام أفضل من أخرى بالنسبة لي. هناك «الطريق» عن نهاية العالم ومحاولة أب وابنه الوصول إلى حيث تكمن بقايا الحياة. وكذلك «منهج خطر».في «منهج خطر» مثلت شخصية سيجموند فرويد، فهل تعتبره دوراً مميزاً؟- نعم. أحببت الفيلم ليس فقط بسبب الدور، بل لأن المعالجة الدرامية لسيرة فرويد ابتعدت عن المتوقع في مثل هذه الحالات. كان عن العلاقة بين فرويد ويونج، وهي بالغة التوتر. أحببت كذلك فيلماً قمت بإنتاجه لكنه لم ينجح هو «كل واحد لديه خطة» ومثلت في «وجهان لشهر يناير». هذه مجموعة من الأفلام المستقلة والصغيرة. هل تحبذها عن أعمال المؤسسات الكبيرة؟- لا أستطيع أن أقول إنني أحبذها أكثر أو أقل. لكن الممثل يجد نفسه في وضع هو شريك في صنعه، لكنه ليس الشريك الأكبر. يكفي أن تنجح في اختياراتك الأولى وتدخل إلى المشاهدين في نوع معين من الأفلام حتى يتكاثر عدد هذا النوع أمامك. هناك شبه تنميط للممثل سواء قصد ذلك أو لم يقصد، أو كان منتمياً إلى السينما الكبيرة أو لا.
مشاركة :