«سي إن إن»: الصواريخ عبرت العراق والتفت فوق الكويت وصولا إلى السعودية واشنطن - الوكالات: أفاد مسؤول أمريكي أمس أن الولايات المتحدة باتت متأكدة أن الهجوم الذي استهدف منشآت نفط سعودية السبت الماضي تم من الأراضي الإيرانية، وقد استخدمت فيه صواريخ عابرة. وتابع هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الإدارة الأمريكية تعمل حاليا على إعداد ملف لإثبات معلوماتها وإقناع المجتمع الدولي خاصة الأوروبيين بذلك، خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل في نيويورك. وردا على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن متأكدة من أن الصواريخ أطلقت من الأراضي الإيرانية، أجاب المسؤول «نعم». وأكد المسؤول أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لديها القدرة على تحديد الجهة التي أطلقت منها الصواريخ، إلا أنه رفض الكشف عن عدد الصواريخ التي أطلقت. وقال «لن أخوض في مثل هذه التفاصيل». وفي وقت سابق من أمس كشفت شبكة «سي إن إن» الأمريكية عن تفاصيل جديدة بشأن الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له منشآت أرامكو مشيرة إلى أن مصدر الهجوم كان قاعدة إيرانية قريبة من العراق. ونقلت الشبكة عن مصدر في التحقيقات، قوله إن الصواريخ أطلقت فوق العراق والتفت فوق الكويت وصولا إلى منشأتي النفط، لإخفاء مصدر إطلاقها. وأضاف المصدر أن بعض الصواريخ فشلت في إصابة أهدافها وسقطت في الصحراء قبل الوصول إلى وجهتها، وقال إنه «لا مؤشرات على الإطلاق أن هذه الصواريخ جاءت من جنوب السعودية خاصة اليمن». وأعلن المتمردون الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجمات التي أدت إلى اضطرابات في سوق النفط العالمية. واتهمت الرياض وواشنطن إيران بأنها وراء الهجمات. وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي، إن الدلائل الأولية تشير إلى أن الهجوم على منشأتي أرامكو تم بأسلحة إيرانية. وذكر مسؤولون أمريكيون في وقت سابق أن المعلومات الاستخباراتية الأولية أظهرت أن الضربات لا تتفق مع نوع الهجوم الذي يمكن أن ينطلق من اليمن. وذكر المصدر الذي نقلت عنه «سي إن إن» أن هناك احتمالية كبيرة أن الهجوم على معامل «أرامكو» تم بصواريخ كروز حلقت على ارتفاع منخفض مدعومة بطائرات مسيرة انطلقت من قاعدة إيرانية قرب الحدود مع العراق.وأكدت الولايات المتحدة أنها تمتلك الأدلة التي تثبت تورط إيران بالهجوم، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن واشنطن تعلم من الجاني في تنفيذ الهجمات على منشآت النفط السعودية، مؤكدا جاهزيتها للرد على من قام بهذا الاعتداء.كذلك قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إن «طهران تقف وراء نحو 100 هجوم تعرضت له السعودية». وأكد بومبيو أن هذه الاعتداءات تأتي في وقت يتظاهر فيه الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف، بانخراطهما في الدبلوماسية، التي أكدت بومبيو أنها كاذبة.وقوبل الاعتداء على معامل أرامكو بإدانات عربية ودولية واسعة النطاق، شددت على استنكار الاعتداءات المؤدية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة والمنطقة، واستهداف إمدادات الطاقة العالمية.ودعت بريطانيا وألمانيا المجتمع الدولي إلى «رد جماعي» على الهجمات ضد المنشآت النفطية السعودية. وناقش رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الهجمات خلال مكالمة هاتفية، واتفقا على «ضرورة العمل معا إلى جانب الشركاء الدوليين للاتفاق على رد جماعي»، بحسب الحكومة البريطانية. من جانبه دعا وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أمس في القاهرة إلى «وقف التصعيد» في الخليج. والتقى لودريان، الذي يقوم بزيارة لمدة يوم واحد للقاهرة، الرئيس عبدالفتاح السيسي. ثم عقد مؤتمرا صحفيا مع نظيره المصري سامح شكري بعد جلسة مباحثات بينهما. وقال لودريان «لقد أشرنا إلى رغبتنا المشتركة في وقف التصعيد ونعتقد أنه من الضروري تضافر كل الجهود من أجل وقف التصعيد». ووصف لودريان الوضع الراهن بأنه «لحظة توتر إقليمي كبير». وحيا التحقيق الذي أطلقته السعودية «لمعرفة الحقيقة» حول مصدر هذه الهجمات. لاحقا أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أمس أنّ إنتاج المملكة من النفط سيعود إلى مستوياته الطبيعية خلال أسبوعين، بعدما نجحت الرياض في استعادة نصف كمية الإنتاج التي خسرتها إثر الهجمات الإرهابية. وأشار الوزير إلى أنّ إمدادات النفط للأسواق العالمية عادت إلى ما كانت عليه قبل هجمات السبت بعدما استعانت المملكة بمخزونات احتياطية. وأوضح الأمير خلال مؤتمر صحفي في جدة «إليكم بشرى سارة.. عودة الإمدادات البترولية للأسواق العالمية إلى ما كانت عليه قبل الهجوم». وتابع «تم خلال اليومين الماضيين احتواء الأضرار واستعادة أكثر من 50 بالمئة من الإنتاج»، مضيفا «سيعود الإنتاج إلى ما كان عليه بنهاية سبتمبر الحالي».
مشاركة :