قالت وزارة العدل الأميركية، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة أقامت دعوى قضائية ضد الموظف السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) والمتعاقد مع وكالة الأمن القومي (NSA) إدوارد سنودن بسبب نشره كتابا، مما يمثل انتهاكا لعقوده التي وقعها مع الوكالتين، تتعلق بعدم الإفصاح عن أسرار العمل. وتتهم الدعوى المدنية، عدا عن الدعاوى الجنائية السابقة بحقه، سنودن بنشره كتابا من دون تقديمه إلى الوكالتين لمراجعته قبل النشر، كما ألقى خطابات علنية تتعلق بأمور استخباراتية، في انتهاك لالتزاماته الصريحة بموجب الاتفاقيات التي وقعها. وأتت الدعوى القضائية بعد عدة أيام من تصريحه برغبته في العودة إلى بلاده إذا كان سيحظى بمحاكمة عادلة. وكشف سنودن، الذي يواجه عقوبة التجسس التي قد تعرضه للسجن لعقود، عن رغبته في العودة الاثنين في مقابلة مع "سي بي اس هذا الصباح". وقال سنودن "أرغب في العودة إلى الولايات المتحدة... هذا هو الهدف الأساسي". وكان سنودن قد كشف عن وجود برنامج تجسس عالمي على الاتصالات الهاتفية والانترنت في 2013، ويعيش منذ ذلك الحين في المنفى. واتهمته الولايات المتحدة بالتجسس وسرقة اسرار الدولة. وقد لجأ إلى روسيا حيث تم تجديد إقامته حتى 2020. ومن المقرر أن تنشر دار "ميتروبوليتان بوكس" (ماكميلان) في الولايات المتحدة النسخة الأصلية لمذكراته التي كتبها سنودن بنفسه في كتاب يحمل اسم "سجل دائم" (برماننت ريكورد). واستضافته إذاعة "فرانس انتر" الفرنسية في مقابلة نشرت، السبت الماضي، قال فيها إنه "يرغب كثيرا في منحه لجوءا إلى فرنسا". ولا تسعى الدعوى إلى وقف أو تقييد نشر أو توزيع كتاب سنودن، لكن الدعوى تشمل الناشر فقط لضمان عدم تحويل أي أموال إلى سنودن، كما تسعى الحكومة إلى استرداد العائدات التي ربحها سنودن جراء نشره الكتاب. ومن المقرر أن ينشر سنودن مذكراته في 17 سبتمبر في نحو 20 بلدا بينها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرازيل وتايوان. وقال مساعد المدعي العام جودي هنت من القسم المدني بوزارة العدل: "لقد انتهك إدوارد سنودن التزاما تعهد به تجاه الولايات المتحدة عندما وقع اتفاقات كجزء من وظيفته من قبل وكالة الاستخبارات المركزية وكمقاول لوكالة الأمن القومي". مضيفا "لن نسمح للأفراد بإثراء أنفسهم، على حساب الولايات المتحدة، دون الامتثال للمراجعة قبل النشر".
مشاركة :