فجر جديد.. دولة راسخة - أيمـن الـحـمـاد

  • 4/30/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

المملكة التي لطالما كانت مضرب مثلٍ في الاستقرار والأمن، هاهي تسطر بمداد من ذهب عصراً جديداً لجيل جديد يقود المملكة في قادم الأيام ويرسّخ هذه النظرة وذلك المفهوم. فجر جديد بزغ على المملكة يحمل معه عز الدولة السعودية والرغبة في سؤددها وعلوها ورقيّها وتماسكها أمام مناخات متقلبة عصفت بدول لطالما تغنّت بعراقتها وأصالتها على مدى التاريخ. جاءت التغييرات التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لتؤكد أن سلاسة انتقال السلطة في كل المراحل سمة أصيلة في بيت الحكم السعودي، تلك الميزة التي تجعل المواطن السعودي يمضي بأمان في يومه منذ أن يصحو إلى أن يأوي إلى فراشه، ليس مهموماً بمستقبل سياسي مجهول، بل إن التنظيم والترتيب الذي يسود مشهد الحكم اليوم من اختيار القيادة إلى المبايعة يحيل المراقبين والمحللين إلى يقين ثبات الدولة ورسوخها أمام متغيرات تعصف بالمنطقة. التغييرات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين على مستوى القيادة جاءت تلبية لمتطلبات المرحلة على المستوى الداخلي والخارجي، ورغبة منه في تمكين الاستقرار في مفاصل الدولة على المدى الاستراتيجي، وذلك بإدخال أبناء الجيل الثاني من أحفاد الملك عبدالعزيز - رحمه الله- في مؤسسة الحكم في المملكة، كإجراء من شأنه ترسيخ وتكريس مفاهيم الاستقرار والسلاسة والأمن. إن السياق الإقليمي والدولي في التغييرات التي حدثت على مستوى القيادة في المملكة مهم للغاية، فالمملكة مراقبة عن كثب، وسير الدولة هو محط أنظار القوى الإقليمية والدولية خصوصاً أنها تعول كثيراً على المملكة في قيادة المنطقة خلال هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة في تاريخ الشرق الأوسط. إن شدة الاستحقاقات الداخلية والخارجية وإلحاحها حتّمت على القيادة في المملكة البحث عن الإنجاز والسرعة والتفاني في خدمة الوطن والمواطن والسعي الحثيث للارتقاء بمستوى الدولة والحفاظ على صورتها أمام الرأي العام الداخلي الذي تطغى عليه سمات الشباب والتطلّع نحو الأفضل في عالم ذابت فيه الحدود بين الدول، وغدا سقف المثالية فيه عالياً.. لذا جاءت التعيينات التي طالت الوزارات في حكومة خادم الحرمين لضخ الدماء الجديدة والاستفادة من الخبرات الناجحة في مواقع وزارية أخرى عانت بوادر الشيخوخة، ووجبت إعادة الحيوية لها. كما أن ما تمر به المنطقة من محنة وفوضى تجعل من الضروري مواكبة ما يحدث فيها بلا كلل أو تعب؛ فمتابعة الأحداث وتوالي الأزمات تشعرنا بأن المنطقة أمام اختبار تماسك؛ فإما أن تنزلق في أتون صراعات لا تنتهي أو تنجو لغد أفضل، ولا يبدو أننا أمام تلك الفوضى غير الخلّاقة بصدد نهاية قريبة لما يحدث، وهذا يثقل كثيراً كاهل المملكة التي أخذت على عاتقها منذ زمن تحمّل أعباء المنطقة كقوة إقليمية ودولية. إن طموحنا لمستقبل واعد لدولتنا الحبيبة مرهونٌ بلا شك بقدرتنا على مواكبة تطور ما يحدث فيها والدفع باتجاه ما يرسّخ دعائم استقرارها وعلوّ مكانتها، مع إيماننا بأن التفاؤل يجب أن يكون سمة فجر كل يوم جديد.

مشاركة :