افتتح وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي امس في العاصمة الصينية بكين، مركز أرامكو السعودية للأبحاث في بكين، وتحدث بهذه المناسبة في كلمة تناولت الابتكار بين الدول، وخاصة بين المملكة والصين، جاء فيها: «تقرُّ كلٌّ من المملكة وجمهورية الصين الشعبية بأن المعرفة والأبحاث والابتكار تُعَدُّ ركيزة أساسية وأمرًا حيويًا بالغ الأهمية للتنمية العالمية، حيث يُتوقع أن تساعد التقنيات الابتكارية في مجال الطاقة على التغلب على أهم التحديات التي تواجهها دولتانا بوجه خاص – والتي تواجهها البشرية جمعاء بوجه عام. واضاف: الطلب العالمي على الطاقة سيستمر في الازدياد، مدفوعًا في ذلك بالنمو السكاني، وزيادة أعداد الأفراد المنتمين للطبقة الوسىطى، والرغبة الجامحة لجميع الدول في الدفع بعجلة الرقيِّ والازدهار الاقتصادي. ولذلك فإنه يمكن القول إن الحاجة إلى الابتكار في مجال الطاقة تتأكد اليوم أكثر من أيِّ وقت آخر في تاريخ البشرية. وقال: ستلعب الصين دون شكٍّ دورًا محوريًا في هذا المجال، فالإستراتيجية الابتكارية التي رسمها قادة جمهورية الصين الشعبية تبين فهمًا عميقًا لما هو مطلوب في هذا المجال، فهناك حاجة لطرح محفزات مناسبة في السوق، وأطر قانونية سليمة، وخيارات تمويلية متنوعة. كما ان لمثلث الحكومات والكيانات التجارية من جميع الأحجام والمعاهد البحثية والتعليمية دورًا حيويًا تؤديه في هذا الشأن. وقد بدأت الصين العمل بالفعل، فهي تنفق 2.2% من إجمالي دخلها المحلي على البحث والتطوير. وهي تدفع بما يزيد عن 900 ألف خريج في المجالات والتخصصات الهندسية كلَّ عام. كما ان الصين موطنٌ لما يزيد عن 1.600 مركز بحث وتطوير. وهذا يمثل تقدمًا هائلاً مثيرًا للإعجاب. واشار الى ان المملكة اخذت بزمام المبادرة في هذا المجال، فنحن نسخِّر الابتكار من أجل تنويع مصادر اقتصادنا الوطني، وأهم ركيزة نتبعها في هذا المجال هي ركيزة الأبحاث والتطوير المتقدمة. وتُعَدُّ جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، التي تقع على مرمى حجرٍ من مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، مثالاً رائعًا على ما نقوم به في هذا الإطار، فالطلبة في هذه الجامعة، ومنهم بالطبع طلبة من جمهورية الصين الشعبية، يجرون أبحاثًا لتحقيق ابتكارات في مجالات الطاقة الشمسية، وتقنية الكتلة الحيوية، والعديد من المجالات الأخرى التي تُعنى بقطاع الطاقة، كما اننا نعتزم في هذا الصدد تحويل الاكتشافات العلمية إلى تقنيات يمكن تسويقها تجاريًا، فنحن في نهاية المطاف، نريد من العلوم والتقنية أن تساعدنا في التغلب على عددٍ من أكبر التحديات التي يواجهها العالم في مجالي الطاقة والتنمية. وأضاف الوزير النعيمي قائلاً: «كلُّ هذا يقودني إلى المحور الثاني من حديثي هذا، وهو هذا المركز الجديد والرائع الذي تفتتحه أرامكو السعودية للأبحاث في بكين. لقد تبادلت حضارتا بلدينا العظيمين الحكمة والمعرفة على مرِّ القرون. وإن المملكة العربية السعودية تقرُّ بأن مشاركة شركاتها الرائدة وإسهاماتها في منظومة الابتكار في الصين يعزز آفاق المنافع والمصالح المشتركة بين البلدين في المستقبل. ويرتكز جزءٌ من خطتنا في هذا المجال على الانخراط في جهود الابتكار العالمية في المناطق التي تتمتع بوجود خبرات وقدرات متنامية في هذا الشأن. ولهذا، فإن هذا المركز يمثل خطوة رائدة إلى الأمام في العلاقة التي تربط بين شعبينا الكريمين. واكد النعيمي ان المملكة ملتزمةٌ التزامًا كاملاً بتعميق علاقتها الناجحة مع جمهورية الصين الشعبية وشركائها الصينيين، وإن من شأن العمل سويًا في مجال الابتكار هذا أن يحدث تغييرًا دائمًا يلقي بظلاله الإيجابية على البلدين. وإنني أرجو أن يستفيد العالم بأسره من تعاوننا في مجالي العلوم والتقنية خلال الأعوام والعقود القادمة».
مشاركة :