البعض يشتكي من سرعة مرور الأيام... الذين يشتكون من سرعة حركة السنين عليهم مراجعة إنجازاتهم، فالزمن لا يقاس بحركة الساعة بل يقاس بما يتركه الإنسان من أثر.تقوم من النوم وتخرج إلى العمل وتعود إلى البيت وتتحرك بحثاً عن ساعة أُنس أو إجازة أو مغامرة، دائرة تتكرر وينتهي بك المطاف بالتساؤل عن سر سرعة الزمن! هذا النوع من الزمن هو كالطيف لا تكاد تشعر به، زمن تنقصه المؤثرات.كيف إذاً لزمنٍ يتحركُ من دون أن تَغرِسَ فيه أثرا، ويمضي من دون مشاعرَ حقيقية، كيف لمثل هذا الزمن أن نشعر به أو حتى أن نحيا فيه، هناك زمن حقيقي وهناك زمن الطيف، معظمنا اليوم يعيش زمن الطيف. زمن الطيف هو الوهم، ذاك الزمن الذي يمر علينا كشخص لا نكاد نعرفه، نحاول أن نتذكر أين رأيناه، وفي النهاية لا نتوقف عنده كثيراً، أما زمننا الحقيقي فهو الزمن الذي يعرفنا ويعيش بنا ونعيش فيه، زمن سعينا فيه لعلم أو دَعينا فيه لفضيلة، زمن ساعدنا فيه محتاجاً حقيقياً أو شاركنا بمشروع عاد بالفائدة على آخرين.هناك اليوم من ينشر فِكْرَ زمن الطيف وأن حياةَ الانسان هي وهم أو صورة ظل كلعبة كمبيوتر نعيش نحن داخلها، هذا الفكر يجد من يؤمن به فهناك من يولد ويموت من دون أن يحاول رسم خط في ذاكرة التاريخ.إن اليوم الذي يمر علينا يصبح يوما كاملا بالعطاء، أما السنة فإن جميع أيامها تكتمل بالإخلاص، اليوم معظم الناس للأسف منشغلين فقط بالمجد الشخصي أو ملتهين بخصومات وصراعات، ولأنهم كذلك فالسنة لديهم تمر سريعة كالخيال لا بركة فيها.معظم الناس لا يعيشون كامل أعمارهم، يبذلون الكثير من الجهد للحفاظ على صحتهم ومحاولة إطالة عمرهم، ولكنهم على النقيض يتركون سنينهم تمر سريعة من أمامهم.هنيئا لمن ازدهرت سنواته بالأفعال الإيجابية، أفعال مؤثرة لصالح الإنسان، هنيئا له أفعاله الطيبة والأهم هنيئا له حياته التي عاشها كاملة من دون أن تمر سنين عمره كطيف لم يشعر بها. Kalsalehdr@hotmail.com
مشاركة :