لماذا لا يشعر رواد الأعمال بالرضا؟

  • 9/19/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

سام بلوم * تعد لورا مور بدون شك قائدة أعمال ناجحة تجاوزت كل التوقعات، فبعد أن شاركت في تأسيس شركة «موبايل هارتبيت» الناشئة في مجال الرعاية الصحية وهي لم تتجاوز 19 عاماً، استطاعت أن تعزز قوة الشركة على نحو جعلها تبيعها لشركة «إتش سي إيه» المعنية بتشغيل المستشفيات والمؤسسات الصحية الأمريكية، مقابل مبلغ لم تفصح عنه، قبل أن تبلغ عامها الثلاثين.كان بيع الشركة بمثابة إنجاز كبير في مشوارها الوظيفي الصغير، واعتُبرت من بين النجوم الصاعدة في عالم الشركات الناشئة، ونظراً لأن بيع الشركة حدث خلف أبواب مغلقة، ولم يعقبه إعلان مدو ولم تُسلط عليه الأضواء، لم تشعر مور بأنها حققت نجاحاً كافياً. ورفضت مور الكشف عن تفاصيل صفقة البيع بعد أن حالفها النجاح، لكن سرية الصفقة لم تمكنها من إبراز هذا النجاح أمام أعين أصحاب المال والإعلام. تنتشر ظاهرة عدم الرضا عن العمل في قطاعات كثيرة، وعلى المستويين الاجتماعي والاقتصادي، وعلى مستوى الدول، إذ يشعر مؤسسو الشركات الشباب، من رجال الأعمال الطموحين والأذكياء إعلامياً، في أغلب الأحيان بأن النجاح المهني يخلق لديهم شعوراً بالإحباط الشخصي.ولا شك في أن معظمنا ينظر إلى بيع شركة بمبلغ ضخم على أنه نجاح فعلي، لكن الصفقة بالنسبة لمور لم تكن نجاحاً كافياً. وتعد مور واحدة من بين مؤسسين كثيرين للشركات الناشئة، ممن يطلق عليهم عموماً قادة أعمال الألفية، الذين يتعطشون لتحقيق المزيد من النجاح، حيث يسهم العمل شديد التنافسية في وادي السيليكون وقطاعات التكنولوجيا في تعزيز الشعور بضرورة البحث الدائم عن النجاح دون اكتفاء.ويشعر مؤسسو الشركات، في البيئة التي أخرجت أمثال ستيف جوبز وإيلون ماسك، دوماً بأنه يتعين عليهم بذل قصارى جهدهم، ليس من أجل جمع المال وتغيير العالم للأفضل فحسب، بل من أجل ترك بصمة في زمنهم. إن أصحاب الشركات الرائدة كثيراً ما يكدحون لسنوات دون أن يشعر أحد بهم، ولا يجدون من يمتدحهم حتى تخرج شركاتهم للنور وتجد من يستحوذ عليها أو تحقق أرباحاً طائلة، لأن الناس لا ترى أو تحتفي إلا بالناجحين.وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن النجاح هدف يستحق بذل جهود حثيثة لتحقيقه، فإن قادة الأعمال من أبناء جيل الألفية هم أكثر الفئات على وجه الخصوص شعوراً بخيبة الأمل. أصبح مديرو الشركات شخصيات شهيرة، وباتت وسائل التواصل الاجتماعي تعامل هؤلاء المشاهير وكأنهم ملوك زمانهم، الأمر الذي يزيد الضغوط، ويدفع أبناء الجيل إلى الاعتقاد بأن ذلك هو ما يجب أن يفعلوه. * «بي بي سي»

مشاركة :