زين العابدين بن علي – من زعيم تونس المطلق إلى الموت طريداً!

  • 9/19/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

توفي الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي في جدة عن عمر ناهز 83 عاماً، وهو الذي حكم تونس بقبضة فولاذية على مدى 23 عاما، فأسقطته ثورة الياسمين عام 2011 ليهرب لاجئا إلى السعودية ويطويه النسيان، ويموت بصمت.   توفي زين العابدين بن علي رئيس تونس الأسبق في مدينة جدة بالسعودية عن 83 عاما. وكان لجأ اليها يوم 14 كانون الثاني/ يناير 2011 تحت ضغط الشارع الذي ارتفعت فيه أصوات تطالبه بالرحيل. هذه أهم محطات حياة بن علي:  ولد بن علي في الثالث من أيلول/سبتمبر 1936 في مدينة حمّام سوسة (وسط شرق) في عائلة متواضعة. ووصل إلى الحكم في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 1987 إثر "انقلاب طبّي" على سلفه، صانع الاستقلال الحبيب بورقيبة (1956-1987)، بحسب ما وُصف آنذاك.   وقال في مقابلة مع محطة تلفزيونية فرنسية في 1988 إن ذلك "كانت عملية إنقاذ وطني"، مضيفا "كان علي أن أعيد دولة القانون (...) كان الرئيس مريضا ومحيطه كان صاحب تأثير سيء". ووعد بن علي في "بيان السابع من نوفمبر" الشهير الذي توجه به إلى الشعب "بإعطاء القانون حرمته" وبأن "يوفّر أسباب الديموقراطيّة المسؤولة" ويقطع مع "الظلم والقهر" و"استغلال النفوذ" و"التساهل في أموال المجموعة" الوطنية، ومع "الرئاسة مدى الحياة" التي أرساها بورقيبة.  لكنه سرعان ما أرسى نظاما تسلطيا قمعيا. واتهم محيطه بالفساد واستغلال النفوذ.  أنداك، رحبت أوساط واسعة من التونسيين بتولي بن علي السلطة "من دون عنف وإراقة دماء". وأشاد به أنصاره معتبرين أنه "منقذ" البلاد التي كانت على حافة الهاوية، معتبرين أنه وضع أسس اقتصاد ليبرالي وقضى على مخططات حزب "النهضة" الإسلامي الذي كان متهما بالتخطيط لانقلاب مسلح.  والواقع أن بن علي أدخل التعددية بجرعات محسوبة إلى البرلمان في 1994، ونظمّ في 1999 أول انتخابات رئاسية تعددية في تاريخ تونس، لكنها كانت "تعددية شكلية"، بحسب المعارضة التي نددت طوال العقد الأخير من حكم بن علي بانحراف النظام نحو "دولة بوليسية" تقمع الحريات الخاصة والعامة، وخصوصا حرية التجمّع والصحافة والتعبير.  وخلال رئاسته تونس، فاز حزبه في كل الانتخابات التي خاضها بنسبة فاقت تسعين في المئة.  بقي على رأس السلطة أربع ولايات كاملة، وكان في طريقه لإكمال ولايته الخامسة لدى الإطاحة به.  وفي وسائل الإعلام كما في الشوارع، كانت صور بن علي بشعره الأسود والابتسامة التي لا تفارقه، بارزة باستمرار.  تلقى بن علي تعليما عسكريا بمدرستي "سان سير" و"شالون سور مارن" في فرنسا، وفي المدرسة العليا للاستخبارات والأمن، ومدرسة المدفعية المضادة للطيران في الولايات المتحدة الأميركية.  تولى رئاسة "الأمن العسكري" (المخابرات العسكرية) في وزارة الدفاع من 1964 إلى 1974، بحسب سيرته الذاتية الرسمية التي نشرت في 2010.  وتنقل في مسؤوليات عدة بوزارة الداخلية من مدير عام للأمن الوطني، إلى كاتب دولة للأمن الوطني، ثم وزير للأمن الوطني، إلى وزير للداخلية. وفي أيار/مايو 1987، تم تعيينه وزيرا أول (رئيس حكومة) مع الاحتفاظ بوزارة الداخلية، إلى أن نفّذ الانقلاب.  انتهج بن علي سياسة اجتماعية قائمة على مبدأ "التضامن" كما وصفت رسميا، لكنها لم تحقق أهدافها. وكان تردي الأوضاع الاجتماعية السبب الرئيسي للحركة الاحتجاجية التي بدأت منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2010 وأدت الى تنحيه بعدما أدرك أنه لن يلقى دعما من الجيش.  رأى فيه حلفاؤه الغربيون على مدى سنوات ضامنا للاستقرار من أجل تدفق الاستثمارات على تونس التي يزورها سنويا ملايين السياح الأوروبيين، وأشادوا بمواصلته سياسة بورقيبة في تمكين المرأة.  وشجّع بن علي إسلاما معتدلاً ووفّر الحماية لممارسة مختلف الأديان في تونس.  متزوج وله ستة أولاد، هم ثلاث بنات من زواج أول وابنتان وابن من زوجته ليلى الطرابلسي التي تحولت عائلتها إلى رمز للفساد واستغلال النفوذ في عهد الرئيس المخلوع.  منذ فراره مع عائلته إلى السعودية، لم يعرف الكثير عن أخباره، باستثناء بعض الصور العائلية التي نشرتها ابنته نسرين في حسابها على "إنستغرام".  وفي تونس، صدرت في حقه أحكام غيابية عدة بالسجن بعد إدانته بتهم فساد والمشاركة في القتل بسبب قمع المتظاهرين. م.م/ ي.ب ( أ ف ب)

مشاركة :