كابول - (أ ف ب): شهدت أفغانستان تفجيرا جديدا أمس الخميس في ثالث عمل عنف دموي تشهده البلاد، إذ قُتل 20 شخصا ودمر مستشفى في تفجير شاحنة مفخخة في جنوب أفغانستان وصف بأنه «أشبه بزلزال» وتبنته حركة طالبان، كما قتل 30 شخصا آخرون في هجوم بطائرة مسيّرة. ويأتي تصعيد العنف الذي معظم ضحاياه من المدنيين، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء المحادثات مع الحركة المسلحة والتي كانت تهدف إلى التوصل إلى اتفاق تسحب فيها الولايات المتحدة بموجبه قواتها، ووسط استعداد البلاد لانتخابات الرئاسة. وردت الحركة على إعلان ترامب أن المحادثات «ماتت» في وقت سابق من هذا الشهر، بالتوعد بمواصلة القتال واستهداف الانتخابات التي ستجري في 29 سبتمبر، رابع انتخابات رئاسة أفغانية منذ الإطاحة بحركة طالبان من السلطة في 2001. وبدأت الأعمال الدموية عند فجر الخميس عندما قتل عناصر طالبان 20 شخصا على الأقل وأصابوا 90 بجروح في تفجير شاحنة مفخخة أدى إلى تدمير مستشفى في مدينة قلعة بجنوب أفغانستان. وبعد ساعات وردت تقارير عن ضربة بطائرة مسيرة خلال الليل في ولاية ننغرهار الشرقية قتل فيها تسعة مدنيين على الأقل كانوا في مخيم في منطقة جبلية أثناء جمعهم حبوب الصنوبر. وفي وقت لاحق قال مسؤول إن الضربة الجوية أودت بحياة ما لا يقل عن 30 مزارعا. والولايات المتحدة هي العضو الوحيد في التحالف الدوليّ في أفغانستان التي توفر دعما جويا في النزاع لكنّ لم يصدر أي بيان بعد من القوات الأمريكية في أفغانستان أو الأمم المتحدة أو قوة حلف شمال الأطلسي. وجاءت هذه الضربة بعد مقتل أربعة أشخاص الأربعاء عندما اقتحم مسلحون وانتحاري مبنى حكوميا في جلال آباد المجاورة، عاصمة ولاية ننغرهار. والثلاثاء قتلت حركة طالبان نحو 50 شخصا في هجومين منفصلين واحد استهدف تجمعا انتخابيا للرئيس أشرف غني في ولاية باروان وسط البلاد، وآخر في كابول. ولا يزال المدنيون الأفغان الضحية الرئيسية للنزاع المستمر منذ نحو 18 عامًا، حيث فاق عدد المدنيين الذين قتلوا في الحرب الأفغانية خلال عام 2018 عددهم في أي عام آخر، بحسب الأمم المتحدة. كما أدت زيادة الضربات الجوية من قبل القوات الأمريكية والأفغانية إلى مقتل عدد أكبر من المدنيين في 2018 حيث قتل أكثر من 500 منهم في عمليات جوية لأول مرة منذ بدء تسجيل أعداد القتلى. وأعلن حاكم ولاية زابل أن التفجير استهدف مبنى الاستخبارات ولكنه دمّر مستشفى على مقربة منه في مدينة قلعة بجنوب أفغانستان، وأكد مسؤولان محليان حصيلة القتلى. وقال شاهد العيان الطالب الجامعيّ عاطف بلوش إنّ الانفجار كان «مروعا وأدى إلى تحطم زجاج كل نوافذ المنزل». وقال إنه توجه إلى موقع الانفجار ليجد أن «مستشفى الولاية دمر بالكامل وهناك ضحايا تحت الأنقاض». وأفاد أنه شاهد رجال الإنقاذ يسحبون نساء وأطفالا من تحت الأنقاض.
مشاركة :