بغداد - وكالات: جدّد العراق أمس موقفه الرافض للانضمام إلى التحالف الدولي لحماية الملاحة البحرية بمياه الخليج العربي، ورأى أن تلك القوة العسكرية تزيد التوتر في المنطقة. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحّاف إن رؤية العراق تتلخّص في أن تشكيل أي قوة عسكرية لحماية الممرات المائية في الخليج سيضفي على المنطقة مزيداً من التعقيد، مشدداً على أن «التصعيد بين طهران وواشنطن يأخذ مسارات متعدّدة، والعراق يلتزم الحياد إزاءه، وينظر إلى ضرورة الإبقاء على منطقة آمنة ومتوازنة ومستقرة». وأكد أن العراق يدعم مسارات التهدئة والتوازن في المنطقة، ويؤدي دوره في إنجاح هذه الرؤية في التعبير عن عدم الانضمام لأي محور عسكري لتأمين الملاحة المائية بالخليج، ويرى أن أمنه مسؤولية الدول المطلة عليه. وأشار إلى أن «العراق ينظر إلى مصالحه ولحسابات طبيعة المنطقة وتطوّرات الوضع فيها»، مشدداً على أن «المنطقة بحاجة لتعزيز رؤية سياسية مشتركة للدول الفاعلة فيها». وأوضح الصحّاف أن العراق يؤسّس لمرحلة ما بعد تنظيم داعش، وتتضمّن أن تكون نقطة التقاء وجذب لكبرى الشركات الاستثمارية، وهو ينفتح على اقتصادات كبرى مثل الصين وغيرها. وظهرت فكرة تشكيل تحالف أمني عسكري لحماية أمن الملاحة البحرية في مضيقي هرمز وباب المندب لأول مرة في التاسع من يوليو الماضي على لسان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد، بعد سلسلة من الهجمات على ست ناقلات نفط، وإسقاط الدفاعات الجوية الإيرانية طائرة استطلاع أمريكية، قرب مضيق هرمز. وتتواصل واشنطن على مستويات مختلفة مع مسؤولين من 62 دولة، لمناقشة تشكيل تحالف عسكري أمني لتأمين حريّة الملاحة الدولية في الخليج العربي وبحر عُمان والبحر الأحمر. وأعلنت بعض الدول انضمامها إلى التحالف الذي تقوده واشنطن لحماية السفن في منطقة الخليج. وتشهد المنطقة حالة توتر؛ إذ تتهم واشنطن - طهران باستهداف سفن ومنشآت نفطية خليجية، وتهديد الملاحة البحرية، وهو ما نفته إيران، وعرضت توقيع اتفاقية «عدم اعتداء» مع دول الخليج. وحذرت إيران أكثر من مرة على لسان مسؤولين من أن تأسيس تحالف عسكري بزعم تأمين الملاحة في مضيق هرمز «سيجعل المنطقة غير آمنة»، وأكدت أن حل التوتر يحتاج إلى الحوار وليس لتحالف عسكري.
مشاركة :