يرى سينمائيون وكتاب مغاربة وعرب أنه رغم ما طرأ من تطور على السينما العربية، تبقى صورة المرأة فيها نمطية تعكس الأفكار السائدة عنها في هذه المجتمعات حيث يراها البعض جنسا ضعيفا مغلوبا على أمره أو شريرة خائنة مثيرة للشهوة بل ويجب قتلها أحيانا حفاظا على الشرف. وخلال ندوة عقدها مهرجان فيلم المرأة في مدينة سلا المغربية بعنوان (المرأة في السينما المغاربية والعربية.. رهان الحق والجمال) تحدثت الممثلة الفلسطينية علا طبري عن صورة المرأة في المجتمع الفلسطيني مستشهدة بنماذج وتجارب قائمة. قالت “مواضيع المرأة حاضرة بشكل مكثف في السينما الفلسطينية.. وتواجدها دائما بطعم المقتولة على شرف العائلة أو المغتصبة أو الأسيرة التي لا تستطيع أن ترى ابنها أو زوجها”. وأضافت “يجب أن ينظر إلى المرأة على أنها إنسان أولا بغض النظر عن جنسها”. واعتبر المخرج المصري مجدي أحمد علي الذي يعرض في هذه الدورة فيلم (يا دنيا يا غرامي) أن كلمة “الفيمينيست” كلمة تمييزية، وقال إنه يؤمن بأن “المرأة والرجل كائنان مختلفان لكن متساويان في الحقوق والواجبات”. وأضاف أنه أخذ على عاتقه “ألا تنضرب في يوم من الأيام امرأة بالقلم في أفلامي أو أن تكون مثارا للشهوة”. وقال إنه يؤمن “أن المرأة في الأفلام ظلمت لفترة طويلة جدا”. وتحدثت المخرجة الأردنية رانيا عقلة عن “الطفرة” التي تشهدها السينما الأردنية بحيث لم تنتج في الفترة من 1957 إلى 2007 سوى سبعة أفلام في حين أنتجت من 2007 إلى 2018 أكثر من 19 فيلما “كانت صورة المرأة فيها في البداية هامشية ونمطية، المرأة الشريرة والسيئة”. غير أنه في المرحلة الثانية من تاريخها لم تتغير السينما الأردنية على مستوى الكم فحسب بل “أصبحت المرأة تلعب دورا محوريا وأصبحت تقود التغيير”. من جهته اعتبر المخرج المغربي سعد الشرايبي “دحض الصورة النمطية للمرأة في السينما المغربية والعربية لا يُمنح، بل يجب أن يكون حقا مكتسبا”. كما اعتبرت الباحثة والأكاديمية التونسية إنصاف أوهيل أن “تغيير الواقع في السينما العربية يجب أن ينطلق من الكتابة”. وتساءلت “لماذا لا نرى في أفلامنا كل النماذج الاجتماعية لحالات المرأة، كالمرأة التي تتحول من ضحية إلى عنصر فاعل.. لماذا كل الأشكال تتشابه؟”. وقالت “أحيانا أشعر أن السيناريوهات والكتابات في الأفلام تكتسب من الأفلام وليس من الواقع المعاش وهذا تقصير”. وتشهد الدورة الثالثة عشرة لمهرجان سينما المرأة بمدينة سلا مشاركة 12 فيلما في مسابقة الأفلام الطويلة بالإضافة إلى خمسة تمثل الأفلام الوثائقية. وتحل تونس ضيف شرف الدورة.
مشاركة :