حذرت وزارة الاقتصاد مشاهير ومشهورات مواقع التواصل الاجتماعي، من الممارسات التجارية الخاطئة مثل رفع الأسعار بشكل غير مبرر، وممارسة الغش التجاري، ومخالفة قانون حماية المستهلك ولائحته التنفيذية، مؤكدة أن القيام بهذه الممارسات يستوجب إغلاق صفحات هؤلاء المشاهير فوراً، بعد التحقق من المخالفة. وكان مستهلكون أكدوا أن بعض مشاهير مواقع «التواصل الاجتماعي»، أصبحوا يستغلون صفحاتهم لترويج سلع وخدمات بأسعار أعلى من سعرها الحقيقي بنسب تصل إلى 40%، معتبرين ذلك «غشاً تجارياً». وطالبوا الجهات المختصة بالرقابة على هؤلاء المشاهير، على اعتبار أن ما يمارسونه هو نشاط تجاري تجب مراقبته، كما نصحوا المستهلكين بعدم التقليد دون تفكير أو إجراء مقارنات، وقراءة تعليقات محايدة حول السلع والخدمات التي يعرضها هؤلاء المشاهير. زيادة سعرية وتفصيلاً، قال المستهلك سيف عبيد إنه قرر شراء ساعة يد، بعد أن عرضها أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي على صفحته الخاصة، وتحدث عن مزاياها الفريدة، كما طرح فيديوهات خاصة بها. وأكد أنه اشترى الساعة بـ499 درهماً، لكنه اكتشف لاحقاً أن سعرها الحقيقي في السوق المحلية يبلغ 299 درهماً، أي أنه دفع زيادة سعرية تبلغ 40% على قيمتها الحقيقية. ورأى عبيد أن بعض مشاهير «التواصل الاجتماعي» أصبحوا يستغلون شهرتهم وصفحاتهم لترويج بضائع بأسعار أعلى من سعرها الحقيقي، مطالباً برقابة من الجهات المختصة على هؤلاء المشاهير، كونهم يمارسون نشاطاً تجارياً بشكل مباشر أو غير مباشر. مبالغة كبيرة من جانبها، قالت المستهلكة نورا سالم الشامسي إنها اشترت حقيبة نسائية ومجموعة حلي بـ1250 درهماً، بعد ترويج إحدى مشهورات التواصل الاجتماعي لها، لكنها فوجئت بأن ما اشترته يباع بـ870 درهماً في محال السوق المحلية، أي بسعر يقل 30%، مشيرة إلى المبالغة الكبيرة لدى بعض المشاهير عند وصف السلعة أو المنتج على غير حقيقتها. وأكدت الشامسي أنها توقفت عن شراء العديد من السلع التي يعرضها مشاهير ومشهورات «التواصل الاجتماعي»، فضلاً عن أنها تجري مقارنات مكثفة للتحقق من جودة هذه السلع وأسعارها، متفقة بضرورة وجود رقابة على هؤلاء المشاهير، وعلى السلع التي يروجونها. التقليد والتباهي أما المستهلكة نورة طلال، فذكرت أنها اشترت مجموعة أدوات منزلية ومستلزمات ديكور داخلي، بعد أن انبهرت بحديث أحد مشاهير «التواصل الاجتماعي» عن هذه المنتجات على صفحته الشخصية، إلا أنها اكتشفت وجود مبالغة في الأسعار تصل إلى 40%، فضلاً عن وجود منتجات مشابهة، وربما أفضل من حيث السعر والجودة في المحال. ولفتت إلى أن الرغبة في تقليد المشاهير، و«التباهي» بشراء منتجات يستخدمونها، وراء الاندفاع في الشراء دون تدقيق. غش تجاري في السياق نفسه، قال المستهلك سمير عبدالصمد إنه تابع فيديو لأحد مشاهير «التواصل الاجتماعي»، يستعرض فيه جودة الخدمة والطعام في مطعم جديد، وعندما زار المطعم اكتشف أن الجودة ليست كما عرضت في الفيديو، فضلاً عن وجود فارق كبير في حجم الوجبة، مطالباً المستهلكين بعدم التقليد دون تفكير أو إجراء مقارنات، وقراءة تعليقات محايدة، كما طالب بالرقابة على مشاهير التواصل الاجتماعي، معتبراً ما يمارسه البعض منهم «غشاً تجارياً». إغلاق الصفحات من جهته، حذر مدير إدارة حماية المستهلك في وزارة الاقتصاد، الدكتور هاشم النعيمي، من قيام مشاهير التواصل الاجتماعي بممارسات تجارية خاطئة ومخالفة لقانون حماية المستهلك ولائحته التنفيذية، مثل رفع الأسعار بشكل غير مبرر، وممارسة الغش التجاري. وأكد أن القيام بهذه الممارسات يستوجب إغلاق صفحات هؤلاء المشاهير فوراً، بعد التحقق من المخالفة من خلال فحصها والتحقيق فيها. وطالب النعيمي المستهلكين بالتأني وعدم شراء أي سلعة أو خدمة، إلا بعد إجراء مقارنات بين مستويات الأسعار والجودة، مشدداً على أهمية تفعيل مبادرة «المستهلك المراقب»، وإرسال شكاوى إلى وزارة الاقتصاد في حال وجود مخالفات. «الإمارات لحماية المستهلك»: مشاهير التواصل يعرضون سلعاً بأسعار مرتفعة قال رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات لحماية المستهلك، محمد خليفة بن عزير المهيري، إن الجمعية لاحظت، خلال الفترة الأخيرة، لجوء شركات وتجار إلى الاستعانة ببعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، الذين لديهم حضور لافت، لتسويق بضائع بغرض جذب أكبر عدد ممكن من المتسوقين وتحقيق الأرباح. وأضاف المهيري أن العديد من السلع والبضائع تباع من خلال مواقع التواصل الإجتماعي بأسعار أعلى بكثير من قيمتها في السوق المحلية، مشدداً على ضرورة الابتعاد عن التسوق العاطفي، والرغبة في تقليد مشاهير التواصل، لافتاً إلى أن الشراء العاطفي تكون نتيجته في معظم الأحيان خسارة الأموال في أمور غير مفيدة، والوقوع في فخ شراء سلع بأكثر من سعرها. وطالب المهيري المستهلكين بضرورة التأكد من سعر السلعة المعروضة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في الأسواق المحلية، قبل عملية الشراء، مشيراً إلى أن هؤلاء المشاهير يتقاضون أجوراً نظير عرضهم للسلع والخدمات أو ترويجها. وذكر أن بعض هؤلاء المشاهير يشترون البضائع التي يروجونها من الأسواق المحلية بأسعارها المعقولة، لإعادة بيعها بأسعار مضاعفة، ما يمكن وصفه بأنه عملية استغلال مكشوفة للمستهلك.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :