دعا عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي، الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق، لتذكُّر نعمة اليوم الوطني الذي بدل الله به أحوالنا من حال البؤس والفُرقة والتشرذم والصراعات والاقتتال إلى الوحدة الوطنية وجمع الكلمة ورغد العيش والأمن والطمأنينة. وقال في كلمة له بمناسبة ذكرى حلول اليوم الوطني الـ٨٩ في برنامجه الأسبوعي "استديو الجمعة" على إذاعة نداء الإسلام أمس: "اليوم الوطني هذا يوم جمع الله فيه الكلمة في هذه البلاد، ووحدها الملك عبد العزيز". مشيرًا إلى أن هذه البلاد كانت متفرقة ومشتتة، وكانت كل قرية كأنها حكومة تقاتل القرية الأخرى، وكان الناس متفرقين، لا يجمعهم دين، ولا يوحدهم كلمة، والعداوات منتشرة، وكان الجهل مخيمًا بأطنابه، والفقر ركز عقيرته في المجتمع، فوحد الله هذه البلاد على يد المؤسس -غفر الله له ورفع درجته- وانتشر العلم والثقافة". وأضاف المطلق: "أصبحت بلادنا في مقدمة الدول العربية تعليمًا واقتصادًا ووحدة وطنية.. فهذه ثمار الجهود المشكورة للملك عبدالعزيز ورجاله، فوحدت هذه السعودية كلها في هذا اليوم. وهذا اليوم يعتبر تذكره نعمة، يجب عندما نتذكره وعندما يمرّ بنا أن نشعر بحالة آبائنا وأجدادنا، ثم نشعر بما منّ الله به علينا بعد أن جمع الكلمة، ووحد الصف، ونذكر هذه النعمة ونبيّنها لأبنائنا وبناتنا حتى يعلموا النقلة العظمية التي نقلها الملك عبدالعزيز لنا، وانتقلنا بها من الحال القديمة المزرية التي كنا فيها عندما كان الناس يتقاتلون، القبيلة الواحدة تتقاتل، والثارات بينهم منتشرة، والجهل عام، وكان بعضنا يغترب للحصول على لقمة العيش، ويطلب الرزق في الهند وبعض دول الخليج ومصر والشام، والآن أصبح الناس يغتربون عندنا، ويطلبون الرزق في بلادنا.. فهذه نعمة". وتابع الشيخ المطلق: "فتذكُّر هذا اليوم، وتذكُّر هذه النعم فيه، وزيادة حمد الله وشكره، أمر ينبغي أن نتمسك به، وأن نهتم به، وأن ننقله إلى أبنائنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا.. فإن شكر النعم وسيلة من دوامها وثباتها وزيادتها؛ قال تعالى {لئن شكرتم لأزيدنكم}". وسأل المطلق الله أن يزيد هذه البلاد وقيادتها وأهلها من فضله، وأن يغفر الله للملك عبد العزيز ولرجاله الذين وطدوا دعائمها، وأقاموا لنا هذا الكيان العظيم، ووحدوا الكلمة، وجمعوا الصف.
مشاركة :