حقيقة وبكل أمانة وبعيدا عن العواطف والمشاعر تجاه الأندية السعودية في مشاركاتها القارية، إلا أن مباراة النصر "العالمي" مع السد القطري كانت مباراة رائعة بكل معنى الكلمة، أداء متميز اندفاعية حماس رغبة، كل مهارات متعة كرة القدم كانت متوفرة، ونعم خسر النصر وخرج من البطولة، لكن لنكن واقعيين ولا نتحدث عن تحكيم أو ظروف مباراة، فلقد كان السد أفضل من النصر في المباراة على شقين: الأول الجاهزية البدنية واستعدادهم للعب أشواط إضافية، والشق الثاني أن لاعبي السد دخلوا المباراة منذ صافرة الحكم الأولى، بينما النصر على العكس تماما لياقته لم تكن كما يجب، وتأخر جدا حتى دخل جو المباراة. نعم لا بد من الاقتناع أن مدرب النصر قد أخطأ تكتيكيا، فالنصر ومن المتابعة له هو فريق هجومي وليس دفاعي، وبالتالي فإن سياسة العودة إلى الدفاع وإغلاق المنطقة الخلفية، وانتظار مرور الوقت سيشكل ضغطاً على لاعبي الخصم، لم تعد هذه السياسة ناجحة كثيرا، لأن سياسة الضغط المتواصل منذ بداية المباراة أعطت لاعبي السد الثقة بأنفسهم أنهم قادرون على الوصول إلى مرمى النصر، وقادرون على تسجيل الأهداف، وبالتالي خلق هذا ارتباكاً لدى لاعبي النصر الذين أيضا كانوا واثقين من أنفسهم لكنهم لم يأخذوا فريق السد كما يجب، ولم يدرسوه ويدرسوا مفاتيح اللعب لديهم سواء الكوري أو هيدوس. على العموم شكرا النصر كنا نتمنى أفضل مما كان، ولكنك ستبقى العالمي نادي الشمس، وفي مقابل ذلك فإن تأهل فريق "الزعيم" الهلال كان أمرا متوقعا، وإن كنت قد راهنت على أن الاتحاد سيلعب بروح مختلفة نوعا ما، وفعلا هذا ما بدى في المباراة لكن كان واضحا جدا أن الهلال قادر على العودة والتسجيل وقادر على إيقاف الاتحاد، وهذا ما ظهر في الشوط الثاني حين توقفت مكينة الاتحاد وأصبحت تشغل من باب رفع العتب، بينما الهلال استمر حتى اللحظات الأخيرة، وهو يرغب في تسجيل المزيد. انتهت الجولة وننتظر نصف النهائي بين الهلال والسد في الخطوة الأولى وقبل الحديث عن مواجهة النهائي، إذ لا بد أن نتجاوز السد أولا، والأمر ليس معقدا ولا صعبا، والهلال متعود على نادي السد بالتخصص، لكن لدي مشكلة أتمنى الانتباه لها جيدا، وهي عامل اللياقة الذي كان لمصلحة السد على النصر، ولو درسنا قليلا الوضع لوجدنا أن الهلال يخوض صراعا قويا في دوري محمد بن سلمان ومنافسة حادة، ومطلوب منه البقاء في الصدارة، بالمقابل فإن السد سيتفرغ كليا لمواجهة الهلال وسيعتبر أن الموسم عنده هو الفوز على الهلال والانتقال إلى المباراة النهائية، ولن يكون الدوري مطمعا لدى السد، وبالتالي سيلعب بنظرية المنتخب، وليس النادي، وسيتم تفريع اللاعبين كليا لمواجهة الهلال. أتمنى على إدارة الهلال أن تبدأ من الأن من وضع خطة للمباريات في الدوري المحلي، ومحاولة رفع مستوى اللياقة، مع الحذر ثم الحذر من عوامل الإصابة، الهلال بكل المقاييس أفضل من السد، لكن الظروف الخاصة التي وقع فيها النصر خصوصاً حين أضاع عدة فرص كانت واحدة منها كفيلة بتغير مسار المباراة، لا نتمنى أن يقع الهلال فيها، ونتمنى الوصول إلى النهائي، والفوز باللقب للنادي السعودي بإذن الله. د.طلال الحربي
مشاركة :