قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، إن العقوبات على إيران ستصبح "العقوبات الأقسى على الإطلاق"، في وقت أعلن البنتاجون إرسال تعزيزات عسكرية أمريكية إلى الشرق الأوسط، بعد الهجمات التي استهدفت معملين للنفط تابعين لشركة أرامكو السعودية. وشهد الجمعة تطورات عدة داخل البيت الأبيض حول الانتهاكات الإيرانية وزعزعتها لاستقرار المنطقة. اجتمع الرئيس الأمريكي ظهر أمس الجمعة بفريقه للأمن القومي مع وزير خارجيته مايك بومبيو ووزير دفاعه للبحث في مختلف الخيارات، بما فيها الخيار العسكري، للرد على هجمات السبت الماضي التي استهدفت منشأتَي نفط سعوديّتَين. وقال ترامب في تصريح بالمكتب البيضوي "فرضنا للتوّ عقوبات على المصرف الوطني الإيراني، الأمر يتعلّق بنظامهم المصرفي المركزي، وهي عقوبات في أعلى مستوى". بدوره، أوضح وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين الذي كان إلى جانبه، أنّ الأمر يتعلّق باستهداف "آخر مصدر دخل للبنك المركزي الإيراني والصندوق الوطني للتنمية، أي صندوقهما السيادي الذي سيُقطع بذلك عن نظامنا البنكي". وأضاف "هذا يعني أنّه لن تعود هناك أموال تذهب إلى الحرس الثوري الإيراني "لتمويل الإرهاب". وقال ترامب مُحذّراً إيران "لم يحدث أن كانت دولة أكثر استعداداً" من الولايات المتحدة لشنّ ضربات عسكريّة "وسيكون ذلك الحلّ الأسهل بالنسبة إليّ". وأكد ترامب أنّ "ضرب 15 موقعاً كبيراً في إيران لا يحتاج لأكثر من دقيقة وسيُشكّل يوماً بالغ السوء لإيران". بيد أنّه أضاف "لكن ليس هذا ما أفضّله". واعتبر أنّ "إبراز قوة" الولايات المتحدة يتمّ من خلال "التحلّي بشيء من ضبط النفس"، مؤكّداً أنّه "غيّرَ مواقف كثيرين" في هذا الشأن. مُذكّرًا بتدمير إيران طائرة بدون طيار أمريكيّة في يونيو/حزيران الماضي بعد احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانيّة، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إنّ هجوم 14 سبتمبر/ أيلول على منشأتين نفطيّتين سعوديّتين "يُشكّل تصعيداً كبيراً للعدوان الإيراني". أضاف إسبر، خلال مؤتمر صحفي، أن ترامب وافق على نشر قوات دفاعية في المنطقة، كأول خطوة للرد على الهجمات التي تعرض لها معملا النفط التابعان لأرامكو السعودية. وأوضح وزير الدفاع الأمريكي أن المملكة العربية السعودية هوجمت من قبل طائرات مسيرة وصواريخ كروز، مؤكدا أن التحقيقات التي تجريها السعودية والولايات المتحدة تثبت أن إيران مسؤولة مسؤولية كاملة عن تلك الهجمات. وأكد وزير الدفاع الأمريكي أن الهجوم على معملي أرامكو السعودية يعد تصعيدا كبيرا، موضحا أن طهران تقدم دعما ماليا لمليشيا الحوثي الانقلابية في اليمن. وأوضح إسبر أن الولايات المتحدة لا تسعى للصراع مع إيران، وتابع قائلا: "لدينا خيارات أخرى للرد العسكري"، متهما النظام الإيراني بشن حملة لزعزعة استقرار الشرق الأوسط.
مشاركة :