قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد ابوزاهرة أن معلومات انتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي تفيد بأن الكويكب (2007 FT3) في مسار اصطدام مع الكرة الأرضية وسوف يضربها في الثالث من أكتوبر المقبل وهذا غير صحيح. الكويكب (2007 FT3) البالغ 340 مترًا تم إكتشافه في 20 مارس 2007 ، من جبل (ليمون) في ولاية أريزونا، وبحسب التقديرات الأولية فانه سيمر من على مسافة 138 مليون كيلومتر وهي تقارب 360 مرة المسافة من الأرض إلى القمر، ما يعني مسافة كبيرة. وبشكل عام فإن هذا الكويكب رصد لفترة وجيزة 14 مرة فقط على مدى 1.2 يومًا ثم أصبح خافتاً للغاية بحيث لا يمكن رصده واختفى مرة أخرى في أعماق الفضاء. ونظرا لأن الكويكب رصد لفترة قصيرة فإن مدارة ليس مؤكد تماماً، وهذا يحدث مع الكويكبات الذي رصدت حديثًا ، أو رصدت لفترة وجيزة وهو أمر طبيعي. ولذلك يوجد الكويكب (2007 FT3) بشكل تلقائي في “قائمة المخاطر المرتقبة” التابعة لمركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا، علما أنه يتم إزالة الكويكبات من هذه القائمة عندما تصبح مداراتها معروفة بشكل أفضل. تعد ” قائمة المخاطر المرتقبة” جزءًا من نظام مراقبة أوتوماتيكي يقوم باستمرار بمسح أحدث بيانات للكويكبات بحثًا عن امكانية حدوث اصطدامات مستقبلية بالأرض خلال 100 سنه قادمة. ويجب التوضيح بأن وجود اي كويكب في ” قائمة المخاطر المرتقبة ” لا يعني وجود خطر فعلي، فبالنسبة للكويكب (2007 FT3) فهو بنسبة 99.99985 ٪ لن يصطدم بالأرض. من ناحية أخرى وبحسب (مقياس تورينو) ، الذي اعتمده الاتحاد الفلكي الدولي في عام 1999 ، وهو أداة لتصنيف الاصطدامات المحتمل، عبارة عن مقياس عددي صحيح يتراوح من 0 إلى 10 مع ترميز لوني ، فإن الكويكب (2007 FT3) تصنيفه (0) على هذا المقياس ، مما يشير إلى أن إحتمال الاصطدام معدومة. إن الكويكب (2007 FT3) من فئة كويكبات أبولو يستغرق (438 يومًا) لإكمال مداره حول الشمس. ونظرا لان مداره – وليس الجسم نفسه – يقترب من مدار الأرض ، فهو بالتالي يعتبر كويكبًا يحتمل أن يكون خطيرًا. من الناحية العلمية يتم تحديد الكويكبات الخطرة “المحتملة” استنادًا إلى معايير تقيس امكانية وقوع الكويكب في اقرب مسافة يمكن ان تشكل تهديد الأرض، وعلى وجه التحديد مسافة تبلغ 0.05 وحدة فلكية أو أقل وسطوعها المطلق يبلغ 22.0 أو أقل. في العقود الأخيرة ، أدرك علماء الفلك إمكانية اصطدام الكويكبات بالأرض، وهذا هو احتمال حقيقي للغاية، ولذلك من المهم لكوكب يضم 7.6 مليار إنسان أن يفهم التهديد المحتمل للكويكبات وأن يتم يتعقبها ومناقشة ما يمكن أن نفعله إذا كان كويكب ما في مسار اصطدام قبل بضع سنوات من ذلك الحدث. ان الكويكبات موجودة دائما كما كانت منذ بلايين السنين ، تتحرك في مداراتها حول الشمس، وإذا تمت إعادة رصد الكويكب (2007 FT3) في أواخر سبتمبر الجاري أو أوائل أكتوبر 2019 ، فقد تسمح الأرصاد الجديدة بتحسين مداره وربما ستتم إزالته من “قائمة المخاطر المرتقبة” ، علما بانه في الأساس لا يشكل أي خطر على كوكبنا. جدير بالذكر انه بناء على البيانات المتوفرة ، يقدر علماء وكالة ناسا أن الكويكب سيكون “أقرب” قليلاً إلى الأرض في 11 أكتوبر 2068، وسيمر من على مسافة بأكثر من 24.5 مليون كيلومتر ، أو حوالي 64 مرة المسافة بين الأرض-القمر مسافه وهي مسافة كبيرة.
مشاركة :