أطلقت الشرطة في هونج كونج الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق محتجين من أنصار الديمقراطية نظموا مسيرة رغم الحر الشديد اليوم السبت بعدما أزالت مجموعات من الموالين للصين رسائل الاحتجاج المناهضة للحكومة من على جدران تعرف باسم “جدران لينون”. جاء إطلاق أول وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع بعدما ألقى محتجون قنبلتين حارقتين نحو صف من قوات الشرطة يقترب منهم. وتجمع المتظاهرون في بلدة توين مون، غربي الأقاليم الجديدة، حيث أحرق بعضهم علم الصين بينما حطم آخرون حواجز خشبية ومعدنية وأعمدة خاصة بالمرور لاستخدامها في نصب حواجز على الطرق أضرموا النار في أحدها على الأقل. وحطم بعض المحتجين معدات في محطة لقطارات الترام وحفروا للحصول على قوالب الطوب والتقطوا الحجارة من جانبي القضبان. ووجه آخرون طفايات الحريق نحو الشرطة. وأغلقت متاجر كثيرة أبوابها واعتقلت الشرطة عددا من الأشخاص. وقالت الشرطة في بيان: “خرب محتجون متطرفون المرافق في محطة لايت ريل تاون سنتر في توين مون بعصي معدنية وألقوا أشياء على قضبان الترام وأقاموا الحواجز بالقرب منها وعرقلوا حركة المرور”. وتابعت: “المحتجون المتطرفون ألقوا أيضا قنابل حارقة مما يشكل تهديدا خطيرا لسلامة الآخرين وأفراد الشرطة”. وتقهقر مئات المحتجين أمام صفوف من قوات شرطة مكافحة الشغب عندما أطلقت الغاز المسيل للدموع، وركض كثيرون منهم عبر طريق سريع ليتجمعوا من جديد ويغلقوا المزيد من الطرق. ومزق عشرات من أنصار بكين في وقت سابق اليوم أوراقا ملونة ملتصقة مثل الفسيفساء من على جدران. وتحمل الأوراق الملونة رسائل داعية للديمقراطية وتندد بالتدخل الصيني في المستعمرة البريطانية السابقة التي عادت إلى حكم الصين في عام 1997. ويطلق على الجدران اسم (جدران لينون) نسبة لجدار جون لينون، الذي كان عضوا في فرقة بيتلز، في براج إبان الحكم الشيوعي في الثمانينيات والذي تغطيه كلمات لأغاني الفرقة ورسائل عن تظلمات سياسية. وتنتشر هذه الجدران في أنحاء المركز المالي الآسيوي في أماكن مثل محطات الحافلات ومراكز التسوق وأسفل جسور المشاة وعلى امتداد طرق مخصصة للمارة. كما باتت مسرحا لأعمال عنف من وقت لآخر خلال الاضطرابات التي تشهدها المدينة منذ ثلاثة أشهر. وبدأت الاحتجاجات في هونج كونج في يونيو بسبب مشروع قانون، قررت السلطات سحبه، كان من شأنه السماح بتسليم أشخاص إلى الصين لمحاكمتهم هناك. واتسعت مطالب المحتجين لتصل إلى دعوات لإجراء اقتراع عام.
مشاركة :