لم تعش الأمة فتنة أشد من فتنة المسوخ "الدواعش" لا لجديد في فكرهم وشبههم فهي قديمة بدأت منذ عصر الصحابة منذ أن اتهم أسلافهم الخليفة الراشد ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه بالمحاباة لقرابته وعدم العدل اجترأوا على الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فكفروه فقتلوه ثم انكروا على الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه قبوله التحكيم فاجترأوا على الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فكفروه فقتلوه، راياتهم الزائفة دوما اقامة حكم الله في الارض واقامة العدل ومحاربة الجور وسبيلهم تفريق جماعة المسلمين بالخروج على ولاة الأمر وقتل النفس التي حرم الله، أشداء على المؤمنين لا يترددون في وضع ايديهم "في العلن والخفاء" معالاعداء الأمة، يعملون بغباء الجاهل الضال المطبق لمصلحة الاعداء، صدورهم موغرة بالحقد والكره لكل ما ينبض بالحياة و لكل ما هو جميل، قلوبهم بالغة القسوة يتلذذون بسفك الدماء وارهاب البلاد والعباد،اشكالهم خادعة نزعت من قلوبهم الرحمة، يحقر أهل الايمان صلاتهم لصلاتهم وقراءتهم للقرآن لقراءتهم، يلوكون بألسنتهم نصوصاً من القرآن والسنة لا يفقهونها فقد حرموا الفقه في الدين، يحملون كثيراً من النصوص بدون فهم او تدبر يخرجون كما قال المبعوث رحمة للعالمين من الدين كما يخرج السهم من الرمية. جديد المسوخ "الدواعش" تفوقهم على كثير من المجتمعات والدول في القدرة على الاختراق والحشد والاستقطاب والتحفيز والقدرة الكبيرة على استثمار التطور النوعي لوسائل التواصل الالكتروني والاجتماعي والبراعة في استقطاب المهمشين والمحبطين والمأزومين دينيا وسلوكيا واجتماعياونفسيا واقتصاديا، وبالرغم من نوعية قياداتهم ومنظريهم المضطربة فكريا وسلوكيا وبالرغم من طبيعة خروج تلك القيادات من حواضن الصفوية الايرانية والنظام الطائفي في كل من العراق وسوريا المشبوهة وبالرغم المدى الدموي الغير مسبوق بشاعة وصفاقة استعراضية الا ان المزيج التسويقي الحامل لفكر هذه الجماعة رغم حدته ودموية طرحه وانعدام انسانيته وجد قبولا غير مسبوق لدى كثير من الشباب في العالم من كل المجتمعات خصوصامجتمعات اهل السنة والجماعة ولدى كثير من التقدميين العرب تحديدا البعثيين منهم !!، الامر الذي يجب ان يثير الكثير والكثير من التساؤلات الملحة جدا؟؟والتي تؤكد الضرورة الملحة ان نجد اجابات سريعة لها حتى نستطيع ان نؤسس لبناء استراتيجية قادرة اولا :على احتواء هذا الوباء الفكري المدمر ومن ثم القضاء عليه وثانيا: تحصين مجتمعاتنا وتعزيز الجانب الوقائي المطلوب ابتداء، لاشك ان تشرذم النظام العربي واخفاقه في مواجهة التمدد الصفوي الطائفي في منطقتنا يتحمل جزء من المسؤولية، ولاشك ان الخطاب السياسي الإسلامي يتحمل جزء رئيسا من المسؤولية عندما ردد وتبنى بوعي وبغير وعي كثير من طروحات الخوارج خصوصا ما تعلق بأصول الحكم والسياسة ونقد فكر اهل السنة وتساهله في المراجعات السياسية لأفعال الخلفاء الراشدين المهديين والخوض في فتنة الصحابة وعدم الانكار صراحة على كل فرد او جماعة تبنت فكرة او عملت بسلوك الخوارج، وهو الامر الذي طالما نادينا بضرورة العمل الجاد لتصفية خطابنا من كوارثه واعطاءه الاولوية القصوى، ولا شك ان هناك من طلبة العلم الشرعي من يتحمل جزءا من المسؤولية من خلال حسن الظن ببعض الافراد والجماعات ومن خلال بطء الحركة والتفاعل مع طروحات الخوارج المتجددة ومع من يشغل الامة بقضايا جانبية الخوض فيها يؤجج ويؤصل مثل تلك الطروحات ومن خلال العزوف عن المبادرات المطلوبة في مثل هذه الفتن ومن خلال تفرجهم والحمل يتراكم على سماحة المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ حفظه الله وعلى سماحة الشيخ أ. د. صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله -، وبدون أدنى شك.. وبدون أدنى شك.. وبدون أدنى شك.. بقية مؤسسات بلادنا الرسمية تتحمل المسؤولية العظمى في استيطان الافكار والجماعات المخالفة لما عليه بلادنا وتناميها ومن اخرها فتنة المسوخ "الدواعش" غفلة غير مبررة وتبلد غير مسبوق وانشغال بسفاسف الامور وكأنهم غير معنين بها، الجميع يعلم ان تعليمنا مختطف؟! ولا نفعل شيئا حقيقيا لاستعادته!! جامعاتنا معظمها غائبة عن المشهد غير معنية تماما بالمسالة الفكرية مع ان اساس شبه المسوخ "الدواعش" معرفي وفكري والجامعات يفترض بها ان تكون حواضن وفلاتر معرفية وفكرية!!؟ اما إعلامنا وثقافتنا وما ادراك ما كثيرمن مؤسسات إعلامنا وثقافتنا وما كثير من مثقفينا وإعلامينا منشغلون به،واي ايدلوجيا يتردد صداها بين جنباتنا ؟! يقاربون الازمة على استحياء تارة وغالبا ما تكون مقارباتهم خارجة على نص ثوابتنا فتزيد طين ازمتنا بلة مما يمنح "الخوارج" المسوغ تلو المسوغ والدعم تلو الدعم والتبرير تلو التبرير ليزيدوا من تعميق ازمتنا وليزيدوا أبناءنا فتنة على فتنة وضلال فوق ضلال، وعندما نرى عملا ثقافيا او إعلاميا حقيقيا نجده عملا فرديا غير منظم، بدون استراتيجية ورؤية محددة، تنطلق بكل ثقة وتنظيم وحزم واقتدار من ثوابت بلادنا التي نص عليها نظامنا الاساسي للحكم وهو ما يتعين القيام به خصوصا وقت الازمات، من المؤسف بل من المؤلم والمحزن ان يترك حمل المواجهة وعبئها على المؤسسة الامنية فقط ؟! الجميع يدرك ان هذا النوع من الازمات لا تمثل المعالجة الامنية سوى جزء واحد من معادلة المواجهة والحل، لايصح ان يستمر هذا الوضع ولا يجوز ان يظل ولا ينبغي السكوت عنه خصوصا في دولة تقوم عليها ولاية صالحة و لديها مرجعية دينية معتبرة بفضل الله ثم بفضل قيام بلادنا على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه واله وصحبه وسلم والسير على منهج ائمة الهدى من اهل السنة والجماعة ولديها كثير من القدرات والكفاءات الفكرية والثقافية والإعلامية الوطنية الفاعلة والمتميزة وحباها الله بخير عم نفعه جميع اوطان المسلمين ولديها وفرة من الشباب الناهض والمبدع والمبادر المحب لدينه ووطنه ينتظر من يأخذ بيده ليحمي بلاده وامته والبشرية من اصحاب الفتن والشرور المسوخ "الدواعش" وغيرهم وحماية البناء الحضاري الانساني التي أسهم أجدادهم بالنصيب الوافر منه، هذا ما يتطلع شبابنا للقيام به وهذا لن يكون وبقية مؤسساتنا عاجزة عن الاحساس والادراك وبالتالي غير قادرة على العمل، أعلم أن البعض سيجد في كلماتي تلك ما يكره ولكنها صرخة مكلوم يرى ابنا من ابناء الوطن ذنبه حماية امن امته يريق دمه ابن ضال من ابناء الوطن، الم على من فقدنا وحسرة على من سفك دم اخيه بشبهات هي والله لأوهن من بيت العنكبوت لو تم التعامل معها في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة وهي في النهاية كلمات تعبر عن حرقة على هذا الوطن الشامخ بعقيدته وبقيادته وبرجاله ونسائه وأبنائه وبناته حفظ الله ديننا وطننا وقيادتنا من كل سوء وجعل تدبير كل من أراد بنا شرا تدميره آمين.
مشاركة :