لم يتمكن زين العابدين بن علي من العودة إلى وطنه في حياته ولن يعود بعد وفاته، حيث أعلنت عائلته أنه سيشيع جثمانه في المدينة المنورة وسيدفن في البقيع وسط عدم اهتمام الرأي العام التونسي، وذكر صهره أنه "لم يوص بدفنه في تونس". أعلنت عائلة الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي الذي أسقطه الشارع في 14 كانون الثاني/يناير 2011 وكان يعيش في المنفى في المملكة العربية السعودية، أنه سيتمّ تشييع جثمانه عصر اليوم السبت (21 أيلول/سبتمبر 2019) في المدينة المنوّرة. وكتب صهر الرئيس كريم الغربي الذي يعيش أيضا في السعودية في منشور على تطبيق "أنستغرام"، السبت "اليوم سيتم تشييع جثمان الرئيس الراحل زين العابدين بن علي وذلك بعد صلاة العصر في المدينة المنورة وسيوارى الثرى في البقاع المقدسة". والأرجح أن يتم دفن بن علي في البقيع الغرقد أقدم مقبرة إسلامية في المدينة المنورة منذ عهد النبي محمد، ودفن فيها، بحسب روايات تاريخية، أفراد كثيرون من عائلة النبي والصحابة. وكان صهره وهو مغني راب، أوضح في وقت سابق أنّ بن علي "لم يوص بدفنه في تونس". وتوفي زين العابدين بن علي الخميس الماضي عن عمر ناهز 83 عاما. وكان حكم تونس بقبضة من حديد على مدى 23 عاما قبل أن يهرب إلى السعودية في أعقاب انتفاضة شعبية ألهمت شعوباً أخرى في المنطقة، ثم يغرق في النسيان. وفي تونس غاب خبر الوفاة عن العناوين الرئيسية للإعلام التونسي المنشغل بنتائج الانتخابات الرئاسية والتحضير لانتخابات تشريعية في السادس من تشرين الأول/أكتوبر. وشكر كريم الغربي السعودية التي وضعت بحسب قوله بتصرّف "كل من يرغب في حضور الجنازة طائرات خاصة من جدة إلى المدينة". ومع مواراة جثمان رئيسها الأسبق الثرى السبت في السعودية، طوت تونس صفحة زين العابدين بن علي بشيء من اللامبالاة في أجواء تطغى عليها حملة الاقتراع التشريعي، بدون أن تغلق الكثير من ملفات فترة الاستبداد. ولم يشكل نبأ وفاته الاهتمام الأول في نشرات الأخبار ولا في أحاديث أهل تونس التي تستعد لانتخاب نواب برلمانها في السادس من تشرين الأول/أكتوبر المقبل، ثم لانتخاب رئيسها من بين مرشحين اثنين من خارج المنظومة هما الأكاديمي قيس سعيد الذي يدعو إلى لامركزية وحكم محلي، ونبيل القروي رجل الأعمال وقطب الإعلام الموقوف حاليا. وذكر إعلان صغير نشر في صحيفة "لابرس" الحكومية الناطقة بالفرنسية نبأ تشييعه ودفنه في المدنية المنورة مشيرا إلى أن قسما من أسرته ستتلقى التعازي يوم غد الأحد في ضاحية سيدي بوسعيد الراقية بشمال تونس العاصمة. أما أرملته ليلى الطرابلسي التي تعيش حياة مرفهة في جدة مع ابنتيها نسرين وحليمة وأبنها محمد، فقد صدرت بحقها أحكام قاسية غيابيا في تونس بعد إدانتها باختلاس أموال وحيازة أسلحة ومخدرات وقطع أثرية. ح.ع.ح/ز.أ.ب (أ.ف.ب)
مشاركة :