عبد الحق نوري: نجم أياكس الواعد الذي تعرض لإصابة في الدماغ

  • 9/21/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةGetty ImagesImage caption كان نوري من أحسن اللاعبين في جيله على المستوى الأوروبي كان عبد الحق نوري، البالغ من العمر 22 عاما، واحدا من النجوم الذي تخرجوا في أكاديمية فريق أياكس أمستردام، ومن جيل اللاعبين الذي أوصلوا الفريق الهولندي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. ولكن مشواره الكروي انتهى فجأة بمأساة إنسانية. لقد سقط مغشيا عليه في مباراة ودية أمام فريق فيردر بريمن الألماني يوم 8 يوليو/ تموز 2017. وهو يرقد إلى اليوم في غيبوبة بسبب إصابة في الدماغ. وشعر نوري قبل المباراة التي جرت في النمسا بألم في البطن، ومع ذلك شارك في المباراة، ودخل بديلا عن زميله حكيم زياش. وفي الدقيقة 72 من المباراة توقف، ثم مال واستلقى أرضا على ظهره. وبعد 10 ثوان انتبه له الحكم وطلب دخول طاقم الإسعاف. ثم دخل طبيب الفريق، وانضم إليه طبيب الفريق الألماني. وتحلق الجميع حوله وهو على الأرض، وأجهش بعض اللاعبين البكاء. وشرع آخرون في الدعاء لزميلهم، وهو بين أيدي الأطباء والمسعفين. وتبين بعد ثلاثة دقائق أن الأمر خطير. فقد أصيب نوري بسكتة قلبية. ولم يصل جهاز الصدمات القلبية إلا بعد 7 دقائق من سقوط نوري. واستغرقت عملية العلاج 13 دقيقة ليستعيد نبضات القلب والتنفس الطبيعي. ونقل اللاعب إلى المستشفى في طائرة عمودية، ثم التحق به أفراد عائلته، وبعدها والده الذي كان في المغرب. ودخل نوري في غيبوبة. وعلى الرغم من المؤشرات الإيجابية التي ظهرت في البداية فإن الأطباء اكتشفوا أنه تعرض لإصابات خطيرة في الدماغ. مصدر الصورةGetty ImagesImage caption نوري في رحلة مع زملائه في أياكس وبعد عام من الحادث اعترف فريق أياكس أن العلاج الذي تلقاه نوري في الملعب لم يكن كافيا. وأصدر مدير الفريق والحارس السابق، إدوين فاندر سار، قال فيها إن الأطباء المختصين الذين راجعوا أدلة تقدمت بها العائلة أشاروا إلى تأخر في فتح المجاري الهوائية. والد نوري، الذي كان يعمل في محل جزارة، يضع صورة ابنه في خلفية هاتفه، ويحمل فيه صورا كثيرة لكرة القدم، وصور اللاعبين الذين بعثوا رسائل مواساة وتشجيع له، من بينهم كريستيانو رونالدو، الذي أرسل صور فيديو يهنئ نوري بعيد ميلاده. ويلعب مهاجم برشلونة، عثمان دمبيلي باسم ورقم نوري مرسومين على حذائه. وفي أول موسم له مع فريق روما، اختار جاستين كلويفرت رقم 34 الذي كان يحمله نوري. وكذلك فعل لاعب مانشستر سيتي، فيليب ساندلر، ولاعب نابولي أمين يونس، ولاعب فيورنتينا كيفن ديكس. وكانوا جميعهم زملاء لنوري في أكاديمية أياكس. وكان نوري يلعب مرتديا رقم 34 منذ تصعيده إلى الفريق الأول. وشارك في العديد من الدورات الدولية. وكان والده يرافقه في جولاته الرياضية. وكان محط أنظار الكثير من الأندية الأوروبية التي كانت تسعى إلى ضمه إلى صفوفها. ولكن أياكس فريق طفولته كان هو حلمه الأكبر. وعرف في الملاعب بتمريراته الذكية فشببه الكثيرون بلاعبه المفضل إنييستا. وكان أيضا يميل إلى اللعب الهجومي والمراوغات القاتلة. بدأ مشواره في أياكس وهو طفل في السابعة من العمر. ولم يغادر الفريق أبدا. ولعب للفريق الأول وعمره 19 عاما عام سبتمبر/ أيلول 2016، ومنذ صيف 2017 أصبح لاعبا أساسيا، وأختير في العام نفسه لاعب الموسم. وكان نوري واحدا من أفضل اللاعبين في جيله، ليس في هولندا فحسب وإنما أوروبا كلها. واختير في الفريق المثالي في البطولة الأوروبية للشباب تحت 19 عاما. وعندما عاد إلى أمستردام أصبح الحي الذي يسكن فيه قبلة لجماهير الفريق، التي توافدت لمواساة العائلة والتعاطف معها في محنتها والتعبير عن حبها للاعب نوري ابن الفريق ونجمه الصاعد. وجاء جميع زملاء نوري واللاعبون القدماء والمسؤولون في فريق أياكس إلى بيت العائلة لزيارته، من بينهم صديقاه الحميمان فرنكي ديجونغ، ودوني فان ديبيك. مصدر الصورةGetty ImagesImage caption أخ نوري يحيي الجماهير التي تجمعت حول بيت العائلة وكان فان ديبيك يقضي معه ساعات الليل في بعض الأحيان، مثلما كان يفعل عندما كان طفلين. وعندما سجل فان ديبيك هدف التعادل أمام يوفنتوس في المباراة التي انتهت بفوز أياكس بهدفين لهدف، أشار إلى الرقم في ظهره. وقال: عندما نظرت إلى الشاشة وجدت أن هدفي سجل في الدقيقة 34، لابد أنه هو". ولم يعد محمد نوري الوالد يعمل جزارا. فهو يعاني من آلام في كتفه بعد سنوات من تقطيع اللحم، وعليه أن يرعى ولده. فهو يقضي 24 ساعة في المستشفى ثم يعود ليتناوب مع ابنيه محمد وعبد الرحيم، وزوجته ربيعة. يتنابون كلهم على مدارس الأسبوع. لابد أن يكون أحد مع نوري ليحاول التحدث والتواصل معه. فمنذ أن استفاق من الغيبوبة هناك مؤشرات على بعض التحسن وقدر قليل من التواصل، مثل تحريك الحواجب للتعبير عن نعم أو لا. ولكن عائلة نوري تثق أنه سيشفى على الرغم من أن العلم يقول إن شفاءه صعب، ولكنه ليس مستحيلا. وقبل أن يوقع دي جونغ لفريق برشلونة زار زميله نوري في بيته، ليخبره بذلك. فكل محفز يمكن أن يساعده في التحسن. وتعمل عائلة نوري حاليا على إعادة تهيئة البيت ليصبح مناسبا له عندما يعود من المستشفى. وقد أنشأت جمعية لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة على ممارسة الرياضة. وقد كتب على علم وضعته جماهير الفريق قرب بيت نوري: "هنا يخفق قلب من أياكس".

مشاركة :