تهيئة طلبة الثانوية العامة على مدار العام السبيل للتفوق

  • 9/22/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:جيهان شعيب حصاد الغد نتاج اجتهاد اليوم، والبداية الصحيحة دائماً ختامها مسك، وجني ثمار جيدة؛ يتطلب حسن زراعتها، ورعايتها، ومراعاتها، على مدار فترة نموها، ولو عكسنا هذا على أبنائنا من طلبة الصف الثاني عشر، وهم يقفون على عتبة عامهم الدراسي الأخير في مرحلتهم الثانوية، سنجد أنه ينبغي عليهم من الآن الجد، والتحصيل، والتركيز، والاستيعاب الجيد لمقرراتهم، حتى يتمكنوا من إحراز نتيجة مشرفة، ولينالوا معدلاً يؤهلهم للالتحاق بجامعات يتطلعون إليها. وإذا كان واجب الأبناء - كما أسلفنا - يتمثل في التعب على أنفسهم على مدار العام الدراسي، ومن اليوم الأول فيه، للانتقال للمقاعد الجامعية المتميزة، فهناك أدوار أخرى رئيسية موازية، وداعمة ومساعدة لهم في المضي قدماً إلى الأمام؛ ومنها: مجالس أولياء الأمور، والجهات التربوية، التي من واجبها تأهيلهم، وتشجيعهم لتحقيق النتائج المرجوة.وعند النظر إلى مجالس أولياء أمور الطلبة والطالبات، ودورها المفترض والواجب في تهيئة الطلبة لعبور عتبة امتحانات الثانوية العامة بتفوق، نجد أنها بمنزلة قاعدة الارتكاز في وضع خطط مدروسة للأبناء على مدار العام الدراسي، عليهم الالتزام ببنودها، وتطبيق محاورها، والاسترشاد بما تتضمنه من توجيهات، فضلاً عن أنها حلقة وصل بين إدارات المدارس من جهة، وأولياء أمور الطلبة والطالبات من جهة أخرى، ومن هنا جاءت خطة مجلس أولياء أمور الطلبة والطالبات في دبا الحصن، التي يستعرضها رئيس المجلس محمد راشد رشود في أن المجلس التابع لمجلس الشارقة للتعليم للعام الدراسي 2019 -2020، وضع برنامجاً محدداً مع بداية العام الدراسي، تضمن جولات ميدانية لمدارس المدينة، ومشاركة في مبادرة «مرحباً مدرستي»، وعقد لقاءات مع طلاب وطالبات الثانوية العامة؛ لتذليل العقبات، والتحديات التي تواجههم، بالتعاون مع إدارات المدارس، ومجلس الشارقة للتعليم؛ لإيجاد الحلول المناسبة لها.وتخصيص فرق عمل من التربويين؛ لمتابعة الطلاب والطالبات، وتهيئتهم للمذاكرة بجهد واجتهاد، وفق جدول شامل، وشحذ هممهم، ودافعيتهم لتحصيل علمي متميز، علاوة على زيادة التحصيل العلمي لطلاب الثانوية العامة، بالتعاون مع مجلس الشارقة للتعليم؛ لتنفيذ مبادرة إثراء للطلبة والطالبات المتفوقين دراسياً، ومتابعة الطلبة الأقل مستوى، بالتعاون مع إدارات المدارس، بجلب مدرسين لهم من ذوي الكفاءة؛ لتحسين مستوى تحصيلهم العلمي، وقد طبقت هذه التجربة خلال العام الدراسي الماضي، وتكللت بالنجاح، وتم تكريم الطلاب والطالبات المتفوقين في الثانوية العامة في مدينة دبا الحصن.ولأن الأبناء يعدون الأرض الخصبة، والمتلقي الأول لكل ما يقال لهم أو يُفعل أمامهم، فعلى أولياء الأمور مع بداية العام الدراسي الجديد، أن يحسنوا اختيار مفرداتهم في تعاملهم مع الأبناء، وأن يتفننوا في صياغة مصطلحاتهم، وأن تملأ الإيجابية أفواههم وأفعالهم؛ كي يساهموا في صناعة عباقرة ومفكري الغد، هذا رأي د. عبد الله بن حمودة عضو المجلس البلدي لمدينة الشارقة، عضو المجلس الاستشاري الأكاديمي لجامعتي الشارقة وعجمان، الذي طالب الأسر بشحذ همم الأبناء من طلبة الصف الثاني عشر، بالطاقة الإيجابية؛ كونهم يقفون اليوم على مفترق طرق في حياتهم، وتشجيعهم على مراجعة الدروس، والاستذكار دون تقاعس أو تكاسل، وتوعيتهم بتوزيع المهام طوال السنة؛ ليخففوا على أنفسهم العبء النفسي الذي يعانونه حين اقتراب اختبارات نهاية العام، متفقاً في هذه المطالبة مع نعيمة أحمد حمدان نائب رئيس مجلس أولياء الأمور في كلباء؛ إذ تطابق قولهما في أن الأمر برمته هو عبارة عن نسبة وتناسب بين جهد ونجاح، أو إهمال وفشل، وبأن الدراسة بأنواعها قد تشكل جهداً كبيراً على عقلية الطالب، إذا لم يترافق معها دفع معنوي كبير من جميع المحيطين به، سواء إدارات مدرسية، ومجالس أولياء أمور، وأولياء أمور؛ كي يستوعب الطالب، ويعي ما يدرسه، في ضوء أن صناعة مستقبل مزدهر يبدأ بصناعة جيل (متعلم، مبدع، طموح).وبالرجوع لواقع المدرسة الإماراتية في وزارة التربية والتعليم، نجد أنها أضحت وبجهود القيادة الرشيدة، واستراتيجية الدولة وتوجيهاتها، منبراً عالمياً يضاهي المدارس العالمية، لا سيما مع تسليط الأضواء على الطالب؛ باعتباره أساس الأنظمة، وحجر الزاوية الذي تنافس به الإمارات العالم من منطلق التسلح بالعلم، والمعرفة، والمهارات التي تجعله يواجه المتغيرات وثورة المعلومات والتكنولوجيا، وهنا تداخلت كلمات خالد الغيلي عضو «استشاري» الشارقة، مع التربوية هيام عامر الحمادي «مديرة مدرسة»؛ حيث وبحسب قولها: هناك ثقافة المدرسة المتعلمة التي كل من فيها يعلم ويتعلم،؛ حيث نتشارك المسؤولية ونتحملها ونحملها لطلابنا بحكمة وبدقة، متناهية، كما نتشارك مع الأسر في المحافظة على أبنائهم، وإيصالهم إلى بر الأمان؛ حيث نؤهلهم للتعليم الجامعي ولسوق العمل؛ من خلال المقررات الحديثة، والأنظمة العالمية، لنحقق رؤية ورسالة واستراتيجية وزارة التربية والتعليم بالاهتمام بالنشء، وصقل المهارات الشخصية والعلمية والمعرفية لطلابنا، فضلاً عن غرس القيم النبيلة والهوية الإماراتية في نفوسهم؛ وذلك من أولويات القيادة المدرسية، والهيئة التعليمية في المدرسة الإماراتية، ليصبحوا بناة لمستقبل الإمارات، ومن هنا تأتي الأولوية في الاهتمام بالطلاب في المراحل العمرية كافة بدءاً من رياض الأطفال، وحسب حلقات المدارس، ولمختلف المراحل العمرية، فنجد أن هناك اهتماماً مدروساً وممنهجاً للحلقة الثالثة، ولطلاب الصف الثاني عشر الثانوي بمساراته. وفي استرجاعها لبنود خطة التأهيل والتهيئة، لفتت إلى الخطة الموضوعة مع نهاية العام الدراسي الماضي، وتمثلت في تحفيز دفعة الصف الحادي عشر للعام الدراسي الحالي، واعتماد التوعية المناسبة، والتشجيع المستمر، وتنظيم برنامج تحفيزي يستمتع به الطلاب؛ بحيث يتضمن فعاليات ترفيهية هادفة، مع الاهتمام بجاهزية المبنى المدرسي، والغرف الصفية المهيئة والجاذبة، وتنظيم لقاءات دورية تحفزهم على استقبال عامهم الدراسي بنشاط وحيوية وإصرار، حاملين معهم طموحاتهم وأهدافهم، فضلاً عن تأكيد مسؤولية الطالب تجاه ما يتعلمه من مواد علمية وأدبية وأنشطة مصاحبة للمنهاج والمقررات التي تحاكي مهارات القرن ال21 إلى جانب التحفيز على المذاكرة الصحيحة والاستيعاب ليصبح طالباً متفوقاً في المدرسة الإماراتية، ويتحمل مسؤولية بناء الوطن.

مشاركة :