سيدني - (أ ف ب): نزل آلاف الناشطين إلى الشواطئ والأنهار في مختلف أنحاء آسيا أمس السبت لجمع النفايات ولفت الانتباه إلى الكميات التي ترمى، وذلك في اليوم العالمي لتنظيف الأرض غداة تعبئة شبابية جمعت أربعة ملايين عبر العالم لحضّ القادة على التحرك لمكافحة التغير المناخي. وتدفق المتطوعون للمشاركة في اليوم العالمي لتنظيف الأرض، المبادرة التي تدفع بالملايين إلى الشوارع لجمع النفايات في مختلف أنحاء العالم منذ انطلاقها قبل حوالي عقد. ويتزامن يوم تنظيف الأرض هذه السنة مع عقد الأمم المتحدة قمة شبابية حول المناخ، وسط تحركات شبابية غير مسبوقة بحجمها وانتشارها. بدأ الناشطون العمل في وقت مبكر في جزر فيجي الواقعة في جنوب المحيط الهادئ، فجابوا الشواطئ إلى غرب العاصمة سوفا لتنظيفها من النفايات وإطارات السيارات وقطع الغيار. ونزل الناشطون أيضا الى شاطئ بوندي الاسترالي لتنظيف الرمال من بقايا البلاستيك وأعقاب السجائر المرمية. في الفلبين كان حوالي عشرة آلاف شخص يسيرون على شاطئ طويل في خليج مانيلا الملوث إلى حد كبير حاملين أكياسا مليئة بالنفايات. يشكل التلوث الناجم عن استخدام البلاستيك أكبر مشكلة تواجهها دول جنوب شرق آسيا لكن خصوصا في الفلبين المدرجة الى جانب الصين وفيتنام وإندونيسيا على لائحة دول العالم الأكثر مخالفة في هذا المجال. وقالت ماي انجيلا اريغلادو الطالبة البالغة من العمر 20 عاما لوكالة فرانس برس فيما كانت تشارك في حملة التنظيف: «الأمر يعود إلينا لحماية البيئة وخصوصا هنا في مانيلا، هناك الكثير من النفايات». وأضافت أن البلاستيك «يؤثر على الحياة البحرية لان (الأسماك) تظن أنه طعام». يتم تنسيق حملة التنظيف الشاملة من قبل مؤسسة «ليتس دو ايت» (فلنقم بذلك) الهادفة إلى «تعزيز دور المواطنين والمنظمات وتسهيل تواصلهم في مختلف أنحاء العالم لكي نجعل كوكبنا خاليا من النفايات» بحسب ما ورد على موقعها الالكتروني. واجتذبت الحملة حوالي 1400 ناشط في هانوي عاصمة فيتنام حيث كان الناشطون يجوبون مختلف مناطق المدينة بحثا عن النفايات تحت الشمس الحارقة. وقال هوانغ ثي هوان البالغ من العمر 18 عاما لوكالة فرانس برس في أحد شوارع العاصمة: «رغم أن أعمالنا محدودة مثل إزالة النفايات عن الأرصفة، فإنها قد تتوسع لتصبح رسالة ذات مغزى». في الصين تجمع حوالي 30 شخصا قرب نهر تشاوتايهو في بكين لجمع النفايات. وقال المنظم زهانغ هونغفو من مجموعة «أصدقاء الطبيعة» البيئية لوكالة فرانس برس: «لا يمكن الحصول على ترخيص لتنظيم فعاليات كبرى في بكين نظرا للأمن المشدد قبل الاحتفالات بالذكرى السبعين» لقيام النظام الشيوعي. وجاء في تقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2018 أن 79% من البلاستيك المصنع ينتهي في النفايات، مع كمية قليلة جدا تتلف أو تستخدم مجددا رغم أعمال إعادة التدوير ومبادرات أخرى للحد من استخدامه. وأشار إلى أن تسعة بالمئة فقط من تسعة مليارات طن من البلاستيك أنتجها العالم قد أعيد تدويرها.
مشاركة :