يعكس التعاون السعودي الإماراتي في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية لعديد من دول المنطقة التي تتعرض لأزمات، جانباً من طبيعة العلاقات الراسخة بين البلدين، والتنسيق الواسع في شتى القضايا والمواقف السياسية والإنسانية المختلفة، كما يعكس حرصهما على التخفيف من معاناة الشعوب الشقيقة، ويؤكد في الآن ذاته ريادتهما في العمل الإنساني. وفي حين تمتد الأيادي البيضاء لكلا البلدين إلى مناطق مختلفة في المنطقة والعالم، تساعد من خلالها المحتاجين والمتأثرين من الأزمات الإنسانية والصراعات الداخلية، أو حتى المتضررين من الكوارث الطبيعية، إلا أن البلدين حرصا أيضاً على التنسيق في تقديم المساعدات المشتركة، في رسالة تعكس مدى التفاهم والتنسيق المشترك بينهما، في ظل وحدة الهدف والرسالة، وانطلاقاً من العلاقات الراسخة الممتدة. وقد تجسّدت تلك المساعدات المشتركة بشكل خاص في اليمن، وأيضاً بالتنسيق مع الأمم المتحدة ومنظماتها المعنيّة، كما يُمكن أيضاً رصدها في السودان وحتى في إيران، في مواقف إنسانية جليلة تخدم الملايين، في قطاعات شتى، من المتضررين من الظروف الداخلية التي تشهدها تلك البلدان، تجسيداً لقيمة العمل الإنساني. معاناة اليمن وفي اليمن، تجسّد بوضوح التعاون السعودي الإماراتي في المجال الإنساني والإغاثي، تجلى ذلك في المساعدات المنفردة التي قدّمتها كل دولة على حدة، وكذا المساعدات المشتركة وبالتنسيق مع منظمات أممية، والتي كان آخرها في إطار الحملة المنسقة من المساعدات الإنسانية العاجلة الهادفة إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق، وتلبية الاحتياجات الأساسية في قطاعات الغذاء، والتغذية، والصحة، ودعم المعيشة في اليمن على مدى الأسابيع المقبلة، وتخصيص مبلغ قيمته 200 مليون دولار أمريكي ضمن مبادرة إمداد (منها 140 مليون دولار لتوفير الاحتياجات الغذائية العاجلة من خلال برنامج الغذاء العالمي، و40 مليون دولار لعلاج سوء التغذية الحاد لدى الأمهات والأطفال والإصحاح البيئي من خلال منظمة اليونيسيف، و20 مليون دولار لمكافحة وباء الكوليرا وتأمين المحاليل الوريدية من خلال منظمة الصحة العالمية). ويصل إجمالي ما قدّمته دول التحالف، وفي مقدمتها الإمارات والسعودية، دعماً لليمن على مدار الأعوام الأربعة الماضية، ما يربو عن 18 مليار دولار أمريكي. وتعتبر المملكة العربية السعودية والإمارات أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية في اليمن، تلتزمان معاً دائماً بتعهداتهما تجاه الشعب اليمني. وفي العام الماضي (2018) فقط دفعا تعهدهما المشترك بمبلغ 930 مليون دولار في منحة واحدة، تعتبر الأكبر في تاريخ الأمم المتحدة. غيض من فيض وتضم قائمة المساعدات المشتركة التي قدّمتها الدولتان خلال الأعوام الماضية لليمن، عديداً من القطاعات، من بينها على سبيل المثال قطاع التعليم، من خلال منحة تم تقديمها مناصفة بين البلدين (بقيمة 70 مليون دولار) لدعم رواتب المعلمين، بالتنسيق مع الأمم المتحدة واليونيسيف، ويعتبر ذلك غيضاً من فيض خير المساعدات المشتركة التي قدمتها الدولتان للأشقاء في اليمن. وجاءت تلك المساعدات المشتركة جنباً إلى جنب والدور السياسي والعسكري المُهم الذي لعبته المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن، دعماً للشرعية اليمنية، وفي مواجهة الميليشيا الانقلابية المدعومة إيرانياً، وهو ما شكّل ملحمة سعودية إماراتية لم تتوقف عند المساعدة السياسية والعسكرية، بل امتدت للشؤون الإنسانية والإغاثية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والهلال الأحمر الإماراتي. تلك المساعدات المشتركة أسهمت في رفع المعاناة الإنسانية عن عاتق الكثيرين، كما أسهمت في ضرب أروع الأمثلة والنماذج حول التكاتف من أجل قيم الإنسانية. معاناة السودان كما تجلى التنسيق الواسع بين السعودية والإمارات في المجال الإنساني والإغاثي، في السودان أيضاً، ذلك في ظل التطورات السياسية الهائلة والفاصلة التي يعيشها السودانيون في الفترة الحالية، تضمن ذلك مساعدات سعودية إماراتية بقيمة ثلاثة مليارات دولار (حزمة مساعدات تم إقرارها في شهر أبريل الماضي)، فضلاً عن 500 مليون دولار تم إيداعها من البلدين كوديعة في البنك المركزي السوداني، لتعزيز مركزه المالي، بالإضافة إلى شحنات القمح المخصصة لتلبية احتياجات الشعب السوداني من هذه السلعة الاستراتيجية، ذلك أن البلدين تعهدا في أبريل الماضي بتقديم 540 ألف طن من القمح لدعم الأمن الغذائي السوداني. المساعدات السعودية الإماراتية للسودان في وقت المحنة هي حلقة من حلقات المساعدات المشتركة التي يقدمها البلدان خدمة لشعوب الدول التي تعاني من اضطرابات أو ظروف استثنائية داخلية، لتكون معيناً إنسانياً لهم لتحمل آثار وتداعيات تلك التطورات على حياتهم، وأوضاعهم الاقتصادية. وتجسيداً لقيمة العمل الإنساني، طالت المساعدات السعودية الإماراتية المشتركة أيضاً، إيران، في إطار المبادرة الإماراتية السعودية المشتركة للتخفيف من معاناة المواطنين الإيرانيين المتضررين من السيول. وتضمنت المساعدات تسيير طائرة إغاثية على متنها 95 طناً من الاحتياجات الإنسانية الضرورية.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :