مجددًا وليس جديدًا ينفرد الهلال ويَشْرُفُ بتمثيل الوطن في الأدوار المتقدمة من دوري أبطال آسيا؛ لكن هذا لن يمنع بعض المأزومين (منَّا وفينا) من البحث منذ اليوم عن مقاعدهم في مدرجات السد القطري وأوراوا الياباني أو قوانزو الصيني، وهم من حاولوا قبل أيام كما فعلوا منذ أعوام وأعوام أن يجعلوا من دعم الهلال لمنتخب الوطن بكتيبة من اللاعبين مدخلًا للطعن في الهلال والمنتخب وهيئة الرياضة واتحاد القدم، وحولوا الأمر من محمدة للهلال إلى مثلبة عليه، ولا تستغرب إن عمت أبصارهم وبصائرهم عن تتويج الهلال بجائزة الرياضة من أجل الخير كأفضل أندية العالم في المساهمة بأعمال الخير من خلال الرياضة، وربما وجدتهم يغمزون ويلمزون ويشككون في الإنجاز والجهة العالمية التي اختارت الهلال بين نخبة من أندية العالم في فعالية عالمية كبيرة احتضنتها العاصمة اليابانية طوكيو!. ما أجمل الهلال وهو يدعم منتخب الوطن بنخبة من نجومه، ثم ينفرد بعد أيام في تمثيله قاريًا في نصف نهائي القارة، ويشرفه إنسانيًا في كبرى المحافل العالمية، ولا عزاء لمن لا يرى هذا الجمال!. لا بأس أن تأخذك الغيرة من الهلال، أو أن تبحث عن مصلحة ناديك المفضل فتتمنى هزيمة «الزعيم» وتعثره، فهذا سلوك طبيعي في عالم كرة القدم وتشجيعها، وسلوك إنساني فطري يمارسه الكثيرون في كل أمور الحياة التي تدخل فيها التنافسية وحسابات الفوز والخسارة؛ لكن حين يتحول هذا الأمر إلى كراهية، فلا بد من أن تبحث عن علاج تستعيد به قدرتك على تذوق الجمال وإنصافه، وتستعيد به جمال روحك الذي سلبته عصابات إعلامية متعصبة، زرعت في نفسك الأوهام والأكاذيب والأحقاد، وأن تعود جميلًا.. حتى ترى الهلال جميلًا!. قصف قالوا كثيرًا إنَّ وصول الهلال مرات عدة في السنوات الماضية إلى نصف نهائي ونهائي دوري أبطال آسيا جاء بسبب فصل الغرب عن الشرق، وكأن فرقهم المفضلة كانت تخرج كل سنة من دور المجموعات والأدوار المبكرة على يد الأندية الصينية واليابانية!. يستحق النصر التهنئة على وصوله لدور الثمانية في دوري أبطال آسيا للمرة الأولى في تاريخ مشاركاته في البطولة بمسماها الجديد الذي تسمت به منذ 2003، أما الهلال فلم يحقق حتى الآن ما يستحق التهنئة، وفي عرف الهلاليين فإن كل ما دون تحقيق اللقب إخفاق!. أن تكون عالميًا يعني أن يعرفك الملايين في كل أنحاء العالم، وأن تكون الأول في بلدك، ومن الأوائل في قارتك، أما إن كنت مجهولًا خارج قارتك، وخارج الأربعة الكبار في سجل البطولات المحلية، و»صفر مكعب» في سجل دوري الأبطال قاريًا؛ فأنت عالمي في خيالات عشاقك فقط!.«الزعيم» تجاوز «العميد» آسيويًا بجدارة وبثلاثية كانت قابلة للزيادة؛ لكنَّ هذا يجب ألا ينسي الهلاليين حقيقة أنَّ الفريق ما زال يعاني دفاعيًا، وإن لم يجد لوشيسكو حلًا سريعًا لحالة الارتباك والهشاشة الدفاعية وضعف التعامل مع الكرات العرضية، فلا أظن أن نام تاي هي ورفاقه سيجدون صعوبة في هز شباك المعيوف مثنى وثلاث ورباع.
مشاركة :