أعلنت الدار المصرية اللبنانية عن نيتها توفير مقالات الروائي العالمي نجيب محفوظ، والتي تعود للعام 1930 وحتى وفاته، في ثلاثة كتب تحت عنوان "حوليات نجيب محفوظ"، وذلك لثراء وأهمية تجميع مقالات الكاتب الكبير، والتي تم نشرها في كتب متتالية منذ التسعينات وخلال حياته.وأضافت "المصرية اللبنانية" في بيان لها، أنها تعاقدت مع أديبنا الكبير على نشر هذه المقالات لما تتضمنه فيها من رسائل عن قضايا فكرية مهمة منها "الفلسفة" و"الدين" والثقافة".وتابع البيان، صدرت مقالات محفوظ أولا في تسعة كتب مرتبة ترتيبا تاريخيا، مع مراعاة تصنيفها، كان نجيب محفوظ لم يزل يكتب بانتظام في الأهرام، فكنا نضع مقالاته الجديدة مع الكتاب الذي سيصدر في ذلك العام، وأجرينا تعديلات جوهرية على هذه الكتب فقسمناها إلى ثلاثة مجلدات كبيرة جمعنا فيها المقالات ذات الحقل المعرفي الواحد في كل مجلد مع عدم الإخلال بالترتيب التاريخي.مشيرا إلى أن هذه المقالات لا غنى عنها لأي دارس ومتتبع لسيرة نجيب محفوظ الفكرية والأدبية معا، إذ يظهر منها مدى دقة رؤى نجيب محفوظ حول الواقع المصري، ومتابعته لتطورات الأوضاع وانعكاسها على الجمهور، وتثبت هذه المقالات من جهة أخرى أن مشكلات الواقع المصرية لم تتغير كثيرا، على مدى قرن كامل عاصره محفوظ، مثل قضايا الحريات العامة والقمع وتزوير الانتخابات وسلبية المواطن وقضايا التعليم والنهوض بالشباب والثقافة العامة وتهافت الخدمات.على مدى حياته كتب نجيب محفوظ أكثر من ألف مقال، وبدايته مع فن المقال سبقت إبداعاته الروائية، وتنوعت بين ثلاث حقول هي الدين والفلسفة والثقافة.وأوضح، أنه من اللافت إن نجيب محفوظ وهو الروائي الكبير الذي حصد أرفع جائزة أدبية عالمية، كرست لمكانة الأدب المصري الذي شيد عمارته، لم يتجاهل موضوعات صغيرة قد يعتبرها البعض هامشية، مثل تدريس الدين في المدارس، ولم يتجاهل أي قضية دينية أثيرت في زمنه دون أن يتطرق إليها في مقالاته مثل حوادث الفتن الطائفية والإسلام وصراع المبادئ.وعن أول مقال تبدأ به مقالا "محفوظ" يقول البيان: في الكتب التي طبعناها، وجمعنا فيها مقالات نجيب محفوظ، ستجد مقالات تعود إلى أكتوبر 1930، مثل مقال "احتضار معتقدا وتولد معتقدات" هذا المقال الذي يتناول فيه محفوظ انتهاء معتقدات فلسفية كان لها دورها في تأسيس مدنيات ومع ذلك انتهت بعدما تزحزحت عن مكانتها الأولى شيئا فشيئا.واستطرد، كما يتناول محفوظ في مقال آخر تطور الفلسفة إلى ما قبل عهد سقراط، إن هذه المقالات التي كتبها محفوظ عن الفلسفة ومذاهبها وأعلامها، لهي جرعة دسمة من الثقافة، لا غنى عنها ولا نتصور أبدا أي مهتم بإرث محفوظ، يتجاهل ما وضعه من خلاصة فكره في هذه المقالات وسوف نعرض لها تباعا في بوستات مقبلة بما يسهم في تأجيج حماسكم لاقتناء كتب "حوليات نجيب محفوظ".واختتم البيان، أن مقالات نجيب محفوظ تمنحنا جانبا مهما عن الرجل، لم يعرفه كثيرون، هذه فرصتهم الآن للتعرف عليه..فقط.
مشاركة :