تحفل الذاكرة الغنائية السعودية بعدد من الأعمال الوطنية التي جسدت حب الوطن إنساناً وأرضاً، وواكبت تحولاته وإنجازاته التنموية والإجتماعية وساهمت في التعبير عما يكنه السعوديين لأرضهم ورموزهم الوطنية. وهناك أغانٍ تلوح في المخيلة وحاضرة في المناسبات الوطنية، ويحفظها ويرددها أبناء الوطن مثل: رائعة طلال مداح "وطني الحبيب" والأغنية الخالدة "فوق هام السحب" لفنان العرب محمد عبده وكذلك يا "بلادي واصلي" للراحل أبو بكر سالم، ولا تمر مناسبة وطنية منذ 3 عقود دون إستحضار أغنية "وسم على ساعدي" للفنان محمد عمر. إلا أن هناك أغنيات أخرى تستحق الإشارة إليها لأنها عبرت بصدق من ناحية اللحن والكلمات والأداء عن هذه الأحاسيس المتجذرة في النفوس مثل أغنية طلال مداح "أفديك يا وطني" التي كتب كلماتها الأمير عبدالله الفيصل ولحنها الموسيقار طارق عبدالحكيم ويقول مطلعها: أفديك يا وطني إذا حمّ الفداء بالمال بالجاه العريض وبالحياة كل الوجود وما احتواه إلى الردى إلا هواك يظل مرفوع اللواء هذه الأغنية صدح بها طلال مداح وكانت تبث عبر الإذاعات المدرسية قبل أكثر من 40 عاماً. عن هذه الأغنية تحدث لـ"العربية.نت" عبدالله طلال مداح نجل الفنان الراحل قائلاً:" هي من ضمن الأغنيات التي طرحها والدي في مرحلة الستينات وكانت لها صداها في تلك الفترة". وبين عبدالله مداح أن هذه الأغنية لم تنل شهرة "وطني الحبيب" لأنها أغنية مرحلة. وتابع:" وطني الحبيب أغنية جبارة وتصنف من الأغاني الوصفية وكان التركيز عليها كبيراً، وهي تتواءم مع كل الظروف، وفي نفس الوقت أفديك ياوطني أغنية عظيمة ومكتملة في المعادلة الموسيقية"، مبيناً أن رصيد والده الفني يحتوي على كثير من الأغنيات الوطنية الموجودة في إرشيف الإذاعة. وواصل عبدالله حديثه:" في أزمة الخليج تم التركيز على أغنية "أفديك يا وطني" لأن الظرف يتطلب هذا النوع من الأغنيات ونذكر أغاني تلك الفترة كانت تصب في نفس الاتجاه". ولفت عبدالله إلى أن الحديث دائماً عن الأغنيات الوطنية يعكس مدى إلتزام الفنانين بمسؤوليتهم تجاه وطنهم بترجمة مشاعر الناس والقرب من وجدانهم وأحاسيسهم وملامسة مشاعر الحب لديهم بالاحتفاء بالمنجزات على كافة الأصعدة.
مشاركة :