كشف القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية لدى مملكة البحرين بالإنابة ظافر بن ابراهيم عسيري، الاتفاق الذي تم مؤخرًا بين بلاده ومملكة البحرين على تشكيل لجنة أمنية عليا مشتركة لمواجهة التحديات التي تتطلب سرعة التعامل معها ومواجهتها. وأكد في حوار حصري مع «الأيام» أن المملكة العربية السعودية تؤكد دائمًا أن أمن مملكة البحرين واستقرارها جزء لا يتجزأ من أمن المملكة والعكس صحيح، وأن البلدين الشقيقين يقفان صفًا واحدًا ضد أي تدخل في شؤونهما الداخلية من أي طرف كان، خاصة من يحاول زعزعة أمنهما واستقرارهما.واعتبر عسيري أن إنشاء المجلس التنسيقي السعودي البحريني خطوة جديدة في إطار العلاقات الأخوية، والتلاحم القوي بين البلدين الشقيقين في تطوير التنسيق، وتعزيز آليات التعاون الثنائي على جميع الأصعدة.ووصف عسيري العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين بأنها ثابتة وراسخة، تنطلق من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما في التعامل مع الأحداث المتسارعة والراهنة في المنطقة.وشدد عسيري على أن المملكة العربية السعودية قادرة على مواجهة أي عدوان إرهابي والتعامل معه، وكذلك اتخاذ كافة الإجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها.وبين عسيري أن مشروع النقطة الواحدة من أهم المشاريع على جسر الملك فهد، وهذا المشروع سوف يختصر 50% من الإجراءات والجهد.وأوضح عسيري أن الدول الأربع المقاطعة لقطر تؤكد دائمًا تمسكها بمطالبها تجاه إلزام دولة قطر بتنفيذ تعهداتها السابقة، ووقف تمويلها ودعمها للإرهاب، وإبراز حسن النوايا مع جيرانها، وإنهاء أزمتها السياسية.وقد تمحور الحوار حول عدة ملفات هامة وساخنة تفرض نفسها على الساحة.إلى نص المقابلة..] في مستهل الحوار.. تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطني (89). فما هي انطباعاتكم عن هذا اليوم؟ - في البداية أتشرف بأن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى صاحب السمو الملكي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وإلى الأسرة الحاكمة، والشعب السعودي الكريم؛ بمناسبة ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية.وتابع: ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هي مناسبة غالية علينا جميعًا، نستلهم فيها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وحنكة أن يغير مجرى التاريخ، وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار، متمسكًا بعقيدته، ثابتًا على دينه. والذي وحد الصف ونشر الأمن والأمان والاستقرار في ربوع المملكة، وسار على نهجه أبناؤه من بعده، وصولاً إلى عهد قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز.وزاد: ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أتقدم بالشكر والعرفان إلى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ـ حفظهم الله، وإلى جميع المسؤولين والجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة في البحرين على ما تلقاه سفارة المملكة ومنسوبيها من رعاية وتقدير واهتمام.رؤية موحدة وتنسيق في كافة المجالات ] ما هي قراءتكم لحجم العلاقات السعودية - البحرينية حاليًا؟- العلاقة بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين علاقة أخوية أبدية تاريخية، تشهد تطورًا مستمرًا على كل المستويات، انطلاقًا من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما بفضل الرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وأخيه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين - حفظهما الله - وروابط الأخوة ووشائج القربى والمصاهرة والنسب، ووحدة المصير والأهداف المشتركة التي تجمع بين شعبيهما.وتابع: لاشك أن الاهتمام المتنامي من قبل القيادة السياسية في المملكتين يؤكد عمق العلاقة والتطور في مجالات التعاون بين البلدين، ويشكل حافزًا كبيرًا للارتقاء بشكل العلاقات الثنائية وتعدد مجالاته في المستقبل، بما يعود بالنفع والخير على الشعبين الشقيقين.وزاد: وعلى مستوى الصعيد السياسي شهدت العلاقات بين البلدين حجمًا كبيرًا من التنسيق في مواقف القضايا الإقليمية والدولية التي يتم تداولها في مؤتمرات قمم مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والأمم المتحدة، وغيرها من المحافل الدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. ويتبنى البلدان رؤية موحدة بضرورة وجود حل عادل يضمن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، ودعم عملية السلام في الشرق الأوسط، إضافة إلى إيمانهما بضرورة دفع الجهود نحو استقرار الأوضاع في دول المنطقة والعالم، فضلاً عن التعاون في مجالات مكافحة الإرهاب، والعمل على إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار المشترك، وتفعيل العمل الدولي والخليجي والعربي المشترك.الشريك التجاري الأول ] وماذا على صعيد التعاون الاقتصادي بين البلدين؟- الجانب الاقتصادي يمثل أبرز مجالات التعاون بين البلدين، حيث تعد المملكة الشريك التجاري الأول للبحرين. وقد كان لتوجيهات قيادتي البلدين دور بارز في تعزيز ودعم التعاون الذي جسدته المشروعات المشتركة، وتفعيل سبل تنمية التبادل التجاري، والعمل على إزالة المعوقات التي تواجه العمل الاقتصادي، وتسهيل انتقال رؤوس الأموال بين البلدين.ثابتة وراسخة] ما هو منظوركم لتعاون بلادكم مع مملكة البحرين في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله؟- العلاقات بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين علاقة ثابتة وراسخة تنطلق من الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بينهما في التعامل مع الأحداث المتسارعة والراهنة في المنطقة، فالإرهاب بكافة أشكاله وصوره يعتبر ظاهرة خطيرة عانت منها الكثير من الدول والشعوب في العالم، سواء كان مصدره دول أو منظمات إرهابية، والبلدان الشقيقان في تعاون وتنسيق مستمر في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية على كافة المستويات؛ من أجل المحافظة على أمن واستقرار البلدين الشقيقين والمنطقة، ونظرًا لما يقع على البلدين من مسؤوليات كبيرة في مواجهة أحد أهم مصادر تهديد الاستقرار في العالم المعاصر، وهو الإرهاب، فقد اتفق البلدان الشقيقان على تشكيل لجنة أمنية عليا مشتركة لبحث ومناقشة أي تحديات تتطلب سرعة التعامل معها ومواجهتها، كما تؤكد دائمًا المملكة العربية السعودية أن أمن مملكة البحرين واستقرارها جزء لا يتجزأ من أمن المملكة، وكذلك بالنسبة لمملكة البحرين، فالبلدان الشقيقان يقفان صفًا واحدًا ضد أي تدخل في شؤونهما الداخلية من أي طرف كان، خاصة من يحاول زعزعة أمنهما واستقرارهما.خطوة جديدة للتلاحم ] قررت قيادتا البلدين إنشاء مجلس التنسيق السعودي البحريني مؤخرًا. فماذا عن هذا المجلس؟ وما هي أهدافه وخططه المستقبلية؟ - يعتبر إنشاء المجلس التنسيقي السعودي البحريني خطوة جديدة في إطار العلاقات الأخوية والتلاحم القوي بين البلدين الشقيقين لتطوير التنسيق وتعزيز آليات التعاون الثنائي على جميع الأصعدة، وله أهمية في تعزيز التنسيق والتعاون المشترك وتحقيق التكامل الثنائي ليشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية والعسكرية والأمنية، وذلك في إطار ما يربط المملكتين الشقيقتين من علاقات تاريخية راسخة ومتميزة.اختصار 50% من الإجراءات ] ما هي آخر المستجدات بشأن تطبيق مشروع «النقطة الواحدة» على جسر الملك فهد؟ - يعتبر مشروع النقطة الواحدة من أهم المشاريع على جسر الملك فهد، وهذا المشروع سوف يسهم ـ بمشيئة الله ـ في انسيابية الحركة وتسهيل عملية التنقل للمسافرين والبضائع، وتختصر الإجراءات الوقت والجهد، كما أن آليات التخليص الجمركي الجديدة ساهمت باختصار الوقت، حيث كان التخليص الجمركي في السابق يستغرق أيامًا، أما الآن فيستغرق تفويج الشاحنات عدة ساعات. إن العمل لا زال جاريًا لاستكمال هذا المشروع وتحديد الإجراءات؛ بهدف تسهيل التنقل بين البلدين، والتي ستسهم في اختصار 50% من الإجراءات والجهد.** هناك تبادل زيارات رسمية بين مسؤولي البلدين الشقيقين رفيعي المستوى، فماذا تعكس هذه الزيارات برأيكم؟- تؤكد الزيارات بين كبار مسؤولي البلدين عمق العلاقات الأخوية الراسخة التي تربط البلدين الشقيقين، والتي ترتكز على أسس قوية من التعاون بين البلدين، وتتطلب التنسيق المستمر بينهما وتطوير وتنمية آفاق التعاون في كافة المجالات، وأهمية المضي قدمًا في تنسيق الجهود بين البلدين الشقيقين، وكذلك توحيد المواقف لمواجهات التحديات الراهنة والمستقبلية في المنطقة.التمسك بالمطالب ] هل هناك مستجدات طرأت على الموقف حيال الأزمة بين الدول المقاطعة لدولة قطر، والوساطة الكويتية لحلحلتها؟ - تؤكد دائمًا الدول الأربع المقاطعة لقطر تمسكها بمطالبها تجاه إلزام دولة قطر بتنفيذ تعهداتها السابقة ووقف تمويلها ودعمها للإرهاب، وإبراز حسن النوايا مع جيرانها وإنهاء أزمتها السياسية، كما تقدر الدول الأربع جهود الوساطة الكويتية التي يقودها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لحل هذه الأزمة.قادرة على مواجهة أي عدوان ] ما هي قراءتكم للاعتداء الإرهابي الأخير الذي استهدف منشأتي نفط تابعتين لشركة «أرامكو» في بقيق وخريص؟ وهل يمكن أن تشهد المرحلة القادمة تدابير من شأنها ردع المعتدي؟ - إن المملكة العربية السعودية قادرة على مواجهة أي عدوان إرهابي والتعامل معه، وكذلك اتخاذ كافة الإجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها. إن المملكة العربية السعودية لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه التجاوزات العدائية المتكررة، وتحتفظ بحق الرد على هذه الاعتداءات بالأسلوب والتوقيت المناسب، كما ستتخذ المملكة الإجراءات اللازمة وفقًا لقواعد القانون الدولي واتفاقيات الأمم المتحدة.خريطة طريق تنموية] أخيرًا، ماذا عن رؤية السعودية 2030؟ وهل تعتبر قيمة مضافة للاقتصاد السعودي؟- رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تؤكد الرؤية الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، نحو التطور والبناء والتنمية؛ من أجل مستقبل مشرق، حيث تعتبر خريطة طريق تنموية اقتصادية متكاملة تمكن المملكة العربية السعودية من تحقيق قفزات جبارة، وتنقل الإدارة إلى مصاف عليا من التطور والرقابة، وتستقطب الاستثمارات الأجنبية وتحقق أرباحًا كبيرة للخزينة العامة للدولة، وهي وليدة التصميم والإرادة والفكر الاستراتيجي الذي يتحلى به سمو ولي العهد - حفظه الله - وتعكس حرص قيادتنا الرشيدة على التطوير المستدام في مختلف الجوانب الاقتصادية والعلمية والبحثية، وعلى ضمان مستقبل رغيد لأبناء الوطن وشبابه، خصوصًا في إطار من الشراكة الوطنية، وخلق مزيد من فرص العمل والحد من الفساد. إن مستقبل التنمية في السعودية يحمل الكثير من المتغيرات، وتحققت الكثير من المبادرات الناجحة في التنمية الاقتصادية، وتواصل العمل على تطبيق مبادرات برنامج التحول الوطني ضمن رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى تنويع موارد الاقتصاد والاعتماد بشكل أكبر على تشجيع الاستثمارات الأجنبية. أبرز ما تضمنته الرؤية: رفع مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 65%، رفع نسبة الصادرات غير النفطية إلى 50% من الناتج المحلي الإجمالي، إضافة إلى زيادة نسبة الاستثمار الأجنبي، وتفعيل دور المرأة السعودية المهم وبقوة في كافة المجالات بالعمل كشريك في التنمية الشاملة التي تعيشها السعودية.
مشاركة :