أعلنت هيئة الهلال الأحمر، أمس، مشروع «مياه زايد» لحفر 12 بئراً في 7 دول آسيوية وأفريقية، خلال الفترة المقبلة، لتوفير مياه الشرب النظيفة لآلاف الأشخاص في القرى والبوادي في كل من سيراليون، النيجر، توغو، الهند، باكستان، طاجيكستان وقيرغيزستان. وأكدت «الهيئة»، أن هذا المشروع يأتي انطلاقًا من المبادئ والقيّم الإنسانية التي غرسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، مشيرة إلى أن بداية التنفيذ لبعض هذه الآبار سيكون قبل نهاية العام الجاري، على أن يتم الانتهاء منها في غضون 6 أشهر من وقت انتهاء الإجراءات بالتعاون مع الجهات المسؤولية في هذه الدول. وأعلنت مؤسسة بي كايند، اعتزامها الدخول في شراكة مع هيئة الهلال الأحمر، لتوفير الدعم المالي للهيئة من خلال تخصيص أرباح مبيعاتها لتمويل حفر 1000 بئر في المناطق المتضررة بشدة في العديد من دول العالم، خلال السنوات الخمس المقبلة، مشيرة إلى أنه سيتم توقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين خلال الأشهر القليلة المقبلة. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد، أمس في مكتب هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بدبي، وبحضور عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي بالدول التي سيتم حفر الآبار فيها، منها ممثلي سفارة سيراليون في دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمعية الإحسان الخيرية، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري. وقال محمد عبد الله الحاج الزرعوني، مدير مركز هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في دبي: «لقد تلقينا شيك التبرع من مؤسسة بي كايند، وسيتم البدء مباشرة في الإجراءات الإدارية اللازمة أولا بالتعاون مع الجهات المعنية داخل الدولة، ثم الجهات المختصة في الدولة المختارة لحفر الـ 12 بئراً». وأضاف: «من المتوقع أن يتم الانتهاء من هذه الإجراءات قبل نهاية العام الجاري ثم البدء في حفر الآبار، وسيكون ذلك حسب انتهاء الإجزاءات الإدارية اللازمة والحصول على الموافقات المطلوبة، وفي الغالب ستكون البداية في الهند». وأشار الزرعوني إلى أنه تُعد الدوّل المختارة للاستفادة من هذا المشروع مثالاً واضحاً لأزمة المياه العالمية التي تؤثر على حياة ما يزيد على 800 مليون شخصاً لا تصلهم المياه النظيفة، مؤكداً دور هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في المساعدة على التصدي لأزمة المياه العالمية. وأوضح أن نوعية الآبار التي سيتم حفرها في الدول السبع المختارة، سيتحدد حسب نوعية وطبيعة التربة في المنطقة المختارة، مشيراً إلى الدور الكبير الذي ستوفره هذا الآبار، فمن دون توافر مياه نظيفة، ستظل الأسر والمجتمعات عالقة في دائرة الفقر لعدة أجيال. وأكد مدير هيئة الهلال الأحمر في دبي، أن حفر آبار المياه في المناطق التي تعاني شح المياه تُعد الخطوة الأولى نحو التنمية، فمع وصول المياه النظيفة ستساهم في تحسن مستوى المعيشة وستتوافر خدمات الصرف الصحيّ أيضاً، وسنتمكن من مكافحة الأمراض المرتبطة بالمياه والمساهمة في تحقيق التنمية الزراعية والحيوانية في العديد من الدول الفقيرة. من جهته، قال عمر عبد الله خلفان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة بي كايند: «يُعد تبرع اليوم هو أول تبرع نقدمه لصالح هيئة الهلال الأحمر الإماراتي منذ إطلاق عبوات مياه زايد قبل خمسة أشهر كمنصة تعاونية تهدف إلى توفير مياه صالحة للشرب وخدمات الصرف الصحي للملايين حول العالم». وأضاف: «ينبع إلهامنا في هذه المبادرة من مفهوم أن الماء يعني الحياة، وبالنظر إلى توفره بالنسبة إلينا فنحن نتعامل مع الأمر من منطلق المسلمات، إلا أننا نغفل عن ملايين الأشخاص المحرومين من مياه الشرب النظيفة، ما حدا بنا إلى اغتنام هذه الفرصة للمساهمة في تقليل حدة النقص على المستويين المحلي والعالمي، من خلال تقديم مياه شرب عذبة قليلة الصوديوم».
مشاركة :