القاهرة- عقد المجلس القيادي للجبهة الثورية السودانية اجتماعات مغلقة السبت والأحد، في منتجع العين السخنة بشرق القاهرة، في محاولة لترتيب الملفات المطروحة على المفاوضات مع الحكومة في 14 أكتوبر المقبل بشأن السلام الشامل. وتسعى الجبهة، التي تضم حركات مسلحة سودانية، إلى توحيد الجهود بما يساهم في تسهيل عملية التفاوض وقطع الطريق على أي انقسام يجهض مسار السلام الذي تسعى إليه تمهيدا لدمجها سياسيا في السلطة الانتقالية بالسودان. وقال مصدر قريب من قيادة الجبهة الثورية إن رئيس الحركة الشعبية-قطاع شمال عبدالعزيز الحلو سيصل القاهرة صباح الاثنين ليشارك في محادثات في اليوم نفسه للتفاهم حول البنود الرئيسية لمسارات التفاوض. ونفى المصدرح لـ “العرب” أن يكون حضور الحلو تراجعا عن موقفه السابق من بعض تصورات الجبهة الثورية أو مقدمة للانضمام رسميا إلى الفصائل المنضوية تحتها. وأكدت الجبهة في بيان، وصل إلى “العرب” في نسخة منه، أن الاجتماعات تتناول جوانب تنظيمية خاصة بالهيكلية وترتيبات إجرائية متعلقة بالوفد التفاوضي وتطوير الرؤى عقب انضمام مكونات جديدة للجبهة والتوقيع على إعلان جوبي لبناء الثقة مع الخرطوم. وأضاف البيان أن جدول الأعمال يستمر حتى نهاية الشهر، ويرتبط ببحث التحالفات السياسية والعلاقة بين أطراف قوى إعلان الحرية والتغيير والترتيب لاجتماعات تحالف نداء السودان المقرر انعقادها في 28 و29 سبتمبر الجاري. ومرجح عقد لقاءات مع ما يسمى الفاعلين في ملف السلام من القوى الدولية والإقليمية ودول الجوار، لبحث آفاق العملية السلمية والاستعدادات لبدء التفاوض. طريق ترميم العلاقة بين مكونات الجبهة الثورية ونداء السودان لن يكون مفروشا بالورود وشارك في اجتماعات العين السخنة رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، وزعيم حركة تحرير السودان مني أركو مناوي ، ورئيس جيش تحرير السودان ورئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس، وزعيم الحركة الشعبية- قطاع الشمال مالك عقار، ونائبه ياسر عرمان، ورئيس تجمّع قوى التحرير السودانية الطاهر الحجر، ورئيس حركة تحرير قوش محمد داوود، إلى جانب مشاركة الحزب الاتحادي الديمقراطي- الجناح الثوري، والجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة. وأشار الناطق الرسمي باسم الجبهة الثورية، محمد زكريا، إلى أن الحركات المسلحة تستكمل في اجتماعات القاهرة تشكيل الأمانات المختلفة بعد اختيار رئيس جديد لها (الهادي إريس)، وهذا يعد الجزء الإداري والتنظيمي في المشاورات. وأضاف لـ “العرب” أن هناك جانبا يرتبط بتحديد المسارات المختلفة التي تسير فيها عملية السلام، وينقسم إلى مسار النيل الأزرق وجبال النوبة وقضية دارفور، ومسار آخر يرتبط بقضايا الشرق والشمال، فضلا عن الاتفاق على الوفود التفاوضية في كل مسار. وكشف زكريا لـ“العرب” أن الاجتماعات ستناقش مسألة التوافق على المنابر التي ستستضيف جولات الحوار المستقبلية مع الحكومة، وجرى الاتفاق على أن تكون جوبا راعية للمشاورات بين الجبهة الثورية والحركة الشعبية بقيادة الحلو، فيما ستشهد القاهرة وأديس أبابا وأبوظبي مراحل العملية التفاوضية، بدءًا من افتتاحها وتوقيع اتفاق مبادئ وصولا إلى الاتفاق النهائي. ويحضر الاجتماعات الحالية ممثلون عن الحكومة المصرية وآخرون عن حكومة جنوب السودان، وتعول قيادات الجبهة على أن تكون الحوارات الراهنة كاشفة لجميع الأزمات الداخلية التي أدت إلى تباين آراء قيادات الحركات المسلحة، واستعادة التوافق مع تحالف نداء السودان على أسس جديدة عقب استقالة الصادق المهدي من رئاسته. ويرى متابعون أن طريق ترميم العلاقة بين مكونات الجبهة الثورية ونداء السودان لن يكون مفروشا بالورود.
مشاركة :