طهران – اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني الأحد أن وجود قوات أجنبية في الخليج يؤدي إلى تفاقم "غياب الأمن"، في ما يبدو تحذيرا مبطنا من مواصلة الهجمات بعد سلسلة من عمليات استهداف منشأت وناقلات للنفط في الخليج. وقال روحاني في بداية عرض عسكري في طهران "من وجهة نظرنا أمن الخليج يأتي من الداخل. أمن الخليج ينمو من الداخل، وأمن مضيق هرمز ينمو من الداخل"، مؤكدا أن "القوات الأجنبية هي مصدر المشكلة وغياب الأمن لشعبنا وللمنطقة". وقال روحاني إن إيران "ستقدم خطة في الأيام المقبلة في الأمم المتحدة" للتعاون من أجل ضمان أمن "الخليج ومضيق هرمز وخليج عمان" بين دول المنطقة. وتابع أن الخطة المفترض ان تقدم خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تفتتح الثلاثاء في نيويورك، تسمى "الأمل" دون أن يضيف أي تفاصيل. وتتهم السعودية والولايات المتحدة إيران بتنفيذ هجمات على منشأتي نفط سعوديتين في 14 سبتمبر/أيلول في أكبر هجوم حتى الآن على منشآت نفطية في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم. وأكدت الرياض على أنها ستعتبر الهجوم على منشأتي النفط عملا حربيا، إن كان انطلق من طهران. وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير لمحطة (سي.إن.إن) إنه "إذا كشف التحقيق أن الهجوم الذي استهدف منشأتي نفط سعوديتين في الأسبوع الماضي انطلق من أراض إيرانية فسوف تعتبر المملكة ذلك عملا حربيا لكن الرياض تسعى في الوقت الراهن لحل سلمي". وأضاف الجبير في وقت متأخر أمس السبت "نحمل إيران المسؤولية لأنها صنعت وسلمت الصواريخ والطائرات المسيرة التي استهدفت السعودية". وتابع "لكن شن هجوم من أراضيكم، إن كان ذلك ما حدث ينقلنا إلى وضع مختلف...سيعتبر هذا عملا حربيا". وقال للصحفيين في وقت سابق إن "الرياض تنتظر نتائج تحقيق دعت محققين دوليين للمشاركة فيه بشأن الهجوم الذي تسبب في بداية الأمر، في انخفاض إنتاج المملكة النفطي إلى النصف". ورفضت السعودية إعلان حركة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن مسؤوليتها عن الهجوم. وتابع الجبير متحدثا عن طهران "إذا واصلوا هذا المسار فإنهم يخاطرون باحتمال القيام بعمل عسكري". وأضاف "لكن لا أحد يريد الحرب، الجميع يريدون حل ذلك سلميا ويتعين أن يكون الهدف هو القضاء على سياسات إيران العدوانية". وتابع "التساهل مع إيران لا يجدي. محاولة إنشاء نظام مالي مواز هو تساهل. محاولة منحهم خطا ائتمانيا هو تساهل. هذا يقوي شوكتهم". وقال "يتعين على الإيرانيين أن يعلموا أنه ستكون هناك عواقب لأفعالهم". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وافق يوم الجمعة الماضي على إرسال قوات أميركية لتعزيز الدفاعات الجوية والصاروخية السعودية بعد الهجمات الأخيرة على المملكة. ولم يتمّ بعد تحديد عدد القوّات ونوع المعدّات التي ستُرسل. لكنّ رئيس هيئة الأركان الجنرال جو دانفورد أوضح في مؤتمر صحافي في البنتاغون أنّ الجنود الذين سيتمّ إرسالهم في إطار التعزيزات لن يكونوا بالآلاف. ووصفت السعودية الضربات التي استهدفت منشأتي بقيق وخريص بأنها اختبار للإرادة العالمية للحفاظ على النظام الدولي وقالت إنها تتطلع لبناء جبهة موحدة في الجمعية العامة. وكانت شبكة "سي بي إس نيوز" الإخبارية الأميركية نقلت الاربعاء الماضي عن مسؤول أميركي، أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامئني وافق على الهجوم شرط أن يتم تنفيذه بشكل يبعد الشبهات في أي تورط إيراني. وقال المسؤولون الأميركيون في التقرير إنّ الأدلة ضد إيران هي صور التقطت بقمر اصطناعي ولم يتم نشرها بعد، تظهر قوات الحرس الثوري الإيراني وهي تقوم بترتيبات للهجوم في قاعدة الأهواز الجوية. لكن القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي اعتبر الخميس الماضي أن إيران "قوية إلى درجة" يتمّ اتهامها "زوراً" بأنها المسؤولة عن أي حادث، وفق ما نقلت وكالة أنباء فارس. وكان ترامب قد أكد أن لديه "خيارات عديدة" للرد على ايران، معلنا عن عقوبات جديدة على القطاع المصرفي الايراني وخصوصا البنك المركزي. وأوضح وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين الذي كان إلى جانب ترامب "هذا يعني أنّه لن تعود هناك أموال تذهب إلى الحرس الثوري" الإيراني. واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الموجود في نيويورك قبل بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تلك العقوبات تظهر أن "الولايات المتحدة تحاول منع الإيرانيين من الوصول إلى الغذاء والدواء".
مشاركة :