لطالما أدار مجلس الأمن ظهره للشعوب العربية و لطالما أغلق ملفات الظلم و الاستبداد بختم ( يبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر التحمل والصبر ) ! ولطالما اجتمع مجلس الأمن وانفض مجلس الأمن غير آبهٍ بالعالم الذي يفتقد للأمن ، و لطالما تداول الإعلام العالمي صور جرائم الإبادة المنظمة التي تشنها حكومة طاغية ضد شعب أعزل في غير مكان ومجلس الأمن لا يزداد مع بشاعة الحدث إلا تبلداً وسلبية ولا تحدثه نفسه ولا يحدثها بأن الأمن العالمي مسؤوليته الأهم ، و لطالما نام مجلس الأمن و لم تزعجه أصوات القنابل التي تحيل الليل جحيماً من العدوان في أقطار عدة متخلياً عن مسؤولياته ، متنازلاً طوعاً عن صلاحياته ، حتى بات كـ( خيال المآتة ) الذي كشفته الطيور ، بل صارت تبني أعشاشها على رأسه ! و لطالما زايدت دوله الدائمة و ساومت و تحيزت لمصالحها و قبضت الثمن بفواتير كتبت بدماء الأطفال والأبرياء العزل الذين تبيدهم آلات عسكرية نظامية لدول تملك عضوية مجلس الأمن و برعاية من الدول الدائمة العضوية ، حتى لم يعد يرجى الأمن في اجتماعات مجلس الأمن ولا قراراته ، وهو بهذه الإخفاقات الفادحة والمتكررة التي لا يدفع ضريبتها غالبا إلا شعب عربي أو مسلم يبقى على قيد الإبادة وينزف تحت القصف مئات الآلاف من الناس على مرأى دول مجلس الأمن و تصارع الدول العظمى دائمة العضوية على اتخاذ موقف أمني من شأنه إنهاء مآسي الشعوب ، فأي مجلس وأي أمن ؟! جاء الموقف السعودي التاريخي منطقياً وواضحاً وامتداداً للسياسة السعودية التي ما ساومت يوماً على حق ولا حققت مكاسب من أي نوع على حساب المستضعفين ،مقرراً التنازل طوعاً عن عضوية مجلس الأمن ( الورقي ) فلا شيء يبعث على التباهي بعضوية العجز عن حفظ الأمن . اختيار المملكة أن تدير ظهرها لمجلس الأمن المتناقض المتعاجز عن توفير مقومات الأمن في المناطق العربية رد فعل طبيعي إزاء المجلس الذي يسمع استغاثات الشعوب فيلتحف الصمت و ينقلب على شقه الآخر و يواصل الشخير ! و هو ما لا تحسن ارتكابه السعودية التي تنبري لمسؤولياتها في دورها القيادي وتتخذ دوما الموقف المشرف المحسوب وتسجل منذ الأزل حضورها في المشهد العالمي بشجاعة ومسؤولية ، امتدادا لسياستها النقية ، و تنبيهاً للحاجة العالمية لإصلاح مجلس الأمن و جدية دوره في حفظ الأمن والسلام العالميين ، فقد أصبح مجلس الأمن عاجزاً عن رعاية الأمن و حفظه ، وباتت الدول دائمة العضوية أول من يساوم في محققات الأمن ومقوماته ويتصارع عليها بحسب مصالح تلك الدول وحلفائها ، لذا حقيق بمجلس الأمن أن يُحل وتعاد صياغة مواده من جديد في ظل النظام العالمي الجديد و الدعوات العالمية للإصلاح و التعايش و حقوق الإنسان و مطالب الأقليات . @511_QaharYazeed lolo.alamro@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (71) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :