تسجيل «عقد الزواج» العسكري بين واشنطن وتل أبيب!!

  • 9/23/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اتحاد عسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل: صديقان قديمان يريدان «تسجيل علاقتهما»، بحسب تعبير الدوائر العسكرية في واشنطن، والتي تترقب توقيع اتفاقية عسكرية «الدفاع المشترك» بين واشنطن وتل أبيب، كأول تسجيل رسمي للتحالف العسكري «داخل البيت الواحد»، في عهد الرئيس الأمريكي رقم 45 دونالد ترامب، دون مبرر للتوثيق الذي بات من ثوابت السياسة الأمريكية منذ تأسيس دولة إسرائيل في العام 1948،بحسب تعبير الخبير العسكري البريطاني، وليام بنفريد.وتقول الدوائر السياسية والإعلامية في موسكو ـ  تعقيبا على توجه الولايات المتحدة وإسرائيل، إبرام اتفاقية عسكرية للدفاع المشترك ـ إنه على الرغم  من أن إسرائيل أهم حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط على مدى تاريخها، فقد قررت الآن تثبيت هذا الاتحاد قانونيا..وإذا نم توقيع هذه الاتفاقية، بشأن التعاون العسكري، فإن إسرائيل ستصبح حليفا رسميا كاملا للولايات المتحدة. مخاطر توقيع الاتفاقية وتشير الباحثة الروسية،  إيليا بولونسكي، إلى مخاطر توقيع اتفاقية حول المساعدة العسكرية المتبادلة، وعلى خلفية المواجهة العميقة مع إيران، فقد تكتسب الالتزامات التعاقدية مع إسرائيل معنى إضافيا، فإذا قررت إيران شن هجمات صاروخية على إسرائيل، فإن الولايات المتحدة، وفقا لالتزامات الحليفين، ستكون ببساطة مطالبة بالتدخل، ولن تبدو تصرفات الأمريكيين ضد إيران في هذه الحالة عدوانا، فستُظهر  واشنطن للعالم أنها ساعدت ببساطة حليفها الأضعف عسكريا.  «الفسخ الاستعراضي» للعلاقات الأمريكية  الجيدة مع العرب وترى «بولونسكي»، أنه بالنسبة للولايات المتحدة، فإن نتيجة إبرام المعاهدة مع إسرائيل، ليست الاحتمالات المفتوحة للمواجهة مع إيران، وإنما ما يمكن أن نطلق عليه «الفسخ الاستعراضي» للعلاقات الجيدة مع العالم العربي، والذي لن يكون قادرا على الموافقة علنيا على الدور الجديد للولايات المتحدة كحليف عسكري لإسرائيل، وبصرف النظر عن العلاقات الوطيدة بين واشنطن والأصدقاء من العرب، خاصة أن المزاج السائد بين غالبية العرب،  معادٍ لإسرائيل.   ويؤكد خبراء عسكريون للغد، أن توقيع الاتفاقية ليست مفاجأة أو صدمة، بل يعد من الثوابت في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، وأن التعاون في صورة تحالف استراتيجي ليس وليد اليوم ولكنه منذ سنوات سبقها تعهدات أمريكية ملزمة بحماية الأمن والوجود الإسرائيلي، وهو ما حدث ـ على سبيل المثال ـ أثناء الأيام الأولى من حرب اكتوبر 1973 حين تلقت اسرائيل صدمة الهزيمة في سيناء، وسارعت الولايات المتحدة بتسيير قوافل جوية عسكرية تحط في مطارات اسرائيل العسكرية في سيناء مباشرة، نظرا لخطورة الأوضاع على اسرائيل.   قائمة تعهدات لإسرائيل.. حواكم لفعل السياسة الأمريكية  وأضاف الخبير العسكري، اللواء محمود عبد اللطيف للغد: هناك تاريخ من التحالف الاستراتيجي يجسد  «الزواج العسكري» بين واشنطن وتل أبيب،  وزاد عليه الالتزام والتعهد الأمريكي الشهير الذي أعطاه هنري كيسنجر لإسرائيل، كتابة وتوقيعه كوزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس «ريتشارد نيكسون» 1973، وقد سبقه تعهد آخر في ولاية الرئيس «ليندون جونسون»، وهي شروط مكتوبة تقّر بأن الولايات المتحدة تتعهد بأن تحفظ لإسرائيل تفوقا عسكريا .. وتتعهد بأن تحول دون أي قرار في الأمم المتحدة يوجه اللوم لها .. وتتعهد بأنه مهما كانت الظروف لن تمارس أي ضغط على إسرائيل تحت إلحاح أصدقائها من العرب .. وهي التعهدات الضامنة لوجود إسرائيل، وأمنها، وقوتها، وأضيف إليها «التعهد بألا تتقدم أمريكا بأية مقترحات في أية مفاوضات تجرى بين الأطراف إلا بعد أن تتفق في أمرها مع إسرائيل» .. ثم أضيفت قائمة بتعهدات أخرى تمثل حواكم لفعل السياسة الأمريكية وقراراتها بشأن الصراع في المنطقة !!المثلث المشؤوم هذه العلاقة وصفها نعوم تشومسكي في كتابه «المثلث المشؤوم: الولايات المتحدة وإسرائيل والفلسطينيون» إصدار عام 1983،  بأنها علاقة فريدة لا مثيل لها في تاريخ العلاقات الدولية .. ويصفها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر بقوله: «لقد آمن سبعة من رؤساء الجمهورية أن علاقة أمريكا بإسرائيل أكثر من مجرد علاقة خاصة. لقد كانت ولا تزال علاقة فريدة، لا يمكن تقويضها لأنها متأصلة في وجدان وأخلاق وديانة ومعتقدات الشعب الأمريكي نفسه»، كما نبه بريجنسكي ـ مستشار الرئيس كارتر للأمن القومي ـ العرب إلى هذه العلاقة بقوله: «إن على العرب أن يفهموا بأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية لا يمكن أن تكون متوازنة مع العلاقات الأمريكية العربية، لأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية علاقات حميمة مبنية على التراث التاريخي والروحي الذي يتعزز باستمرار بواسطة النشاط السياسي لليهود الأمريكيين»!!

مشاركة :