بعد خمسة أعوام على تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة والقيام بعمليات عسكرية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق والشام.. أين "داعش" الآن؟من جانبه، قال مصطفى أمين، باحث في شئون الحركات الإسلامية: إنه على الرغم من سقوط داعش جغرافيا في العراق إلا أن بقايا التنظيم ما زالت موجودة في البلاد بحكم انسداد الحياة السياسية هناك والصراع الطائفي بين الشيعة والسنة ويستفيد أيضا من التوترات الطائفية التي تغذيها ميليشيات الحشد المدعومة إيرانيا، وهو يستغل هذا الصراع بمناطق كثيرة في العراق مثل الأنبار والحدود العراقية السورية، وما زالت العراق أعلى دولة في العمليات الإرهابية. وأضاف أمين: أن التنظيم ما زال يتمتع ببعض الامتيازات داخل العراق على حساب "أبو بكر البغدادي" خليفة التنظيم، حيث إن البغدادي عراقي الجنسية مما يجعل لديه معلومات كافية عن العراق، وأشار الباحث إلى أن تنظيم داعش قد تقلص حيث قل عدد ولايات التنظيم من 16 داخل العراق وسوريا إلى 2 هما ولاية سوريا وولاية العراق، فضلا عن 8 ولايات على مستوى العالم وهذا يدل على انتهاء التنظيم جغرافيا ويبقى إنهاء التنظيم سياسيا.وأشار هشام النجار، باحث في شئون الحركات الإسلامية، إلى أن الوضع في العراق عسكريا فقط يبدو ظاهريا لصالح هزيمة "داعش" كما هو معلن، لكن من حيث الجوهر والحالة السياسية والاجتماعية وفلسفة نظام الحكم وأساليبه جميعها تجعل من دوافع وجود داعش وعودته حاضرة في المشهد لأن الوضع من هذه الزوايا لم يختلف كثيرا عن عام 2014م عندما ظهر التنظيم الإرهابي أولا من جهة التغول الطائفي الشيعي والنفوذ المتعاظم لطهران وأذرعها العسكرية كمثال اليوم وما للحشد الشعبي من مزايا ونفوذ مقابل إضعاف متعمد وتهميش للسنة سياسيا واجتماعيا.