منذ تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد حكم هذا الوطن، وقراراته المتوالية ترسم للبلاد مستقبلاً جديدًا في ظل تغييرات نحو الأفضل، تدفع بقرارات الدولة لما يصنع للوطن وأهله تغييرًا كم تاقوا إليه، فالركود حتى في المناصب الكبيرة في الجهاز الحكومي إذا استمر طويلاً أدّى إلى ركود في جوانب حياة الوطن كله، فالتغيير نحو الأفضل يحتاج إلى القرارات القوية الجادة، فإن التغيير الذي يجيء للمناصب العليا بجيل الشباب ليواصلوا ما بناه من قبلهم الكبار، يأتون إلى المناصب بحماس الشباب الذي يدفع للعمل للنهوض بالوطن، بعد أن أسست القواعد للنهوض قبلهم، ويطمحون إلى الكثير من الرقي للوطن، في زمن تكتنفه الأخطار، ليكون قويًّا في مواجهتها. فلما استمع الناس للأوامر الملكية الأخيرة، والتي تضع على رأس قيادة الوطن شابين من أبناء الأسرة المالكة هما سمو الأمير محمد بن نايف وأخوه سمو الأمير محمد بن سلمان، علموا أن التغيير سيتسارع لإحلال دماء جديدة ستضخ في شرايين الدولة، تعمل على تغيير الصورة النمطية، التي أراد أن يرسمها لبلادنا أعداؤنا المتربصون بنا، وليدرك الأعداء أن سياسة بلادنا الثابتة تجاه العالم كله سيدعمها شباب سيضفون عليها من حماسهم نشاطًا قويًّا يغير ما كان العدو قد رسمه لنا من قبل. وحينما تتغير المناصب الأدنى بحسب ما روقب من تولوا أعمالها، والاستغناء عنهم ولو كانت التجربة لم تتجاوز إلاّ وقتًا قصيرًا، فمن يتولى المنصب إن لم يلحظ أنه يعمل من أجل النهوض به، والتخلص من الإهمال والقصور الذي كان يلاحظ في الأداء من قبله، سيجعل من يلي المنصب اليوم لا يأتي إليه إلاّ وهو عازم على عمل جاد يغير ما ركد بأوضاعه، ونتمنى اليوم لكل الذين تولوا مناصبهم بهذه الأوامر أن ينجحوا في أن يقدموا للوطن والقيادة أقصى ما يستطيعون ممّا يغير نمط الخمول الذي جاء التغيير من أجل القضاء عليه. وحينما يعين في وزارة الخارجية شاب ثبت نجاحه في عمله الدبلوماسي مع بقاء الوزير السابق مشرفًا على العلاقات الخارجية، تستفيد من خبرته قيادة الوزارة الشابة الجديدة، فإننا نتوقع لها النجاح، ونحن في دولةٍ العهد بمسؤوليها الاستفادة من خبرات متراكمة ساهم في صنعها من قبلهم ممّن تولوا الأمور قبلهم، وهكذا نجد التغيير في بعض مناصب وزارة التعليم ووزارة الإعلام إنما هو نظرة لمستقبل نشط في ظروف تتعرض البلاد فيها لمخاطر جمّة، ولابد أن يكون إعداد المواطن فيها تربويًّا وتعليميًّا مختلفًا عمّا كان الحال عليه من قبل ليكون هذا المواطن متحمسًا للعمل لدرء الأخطار عن وطنه، وأن يكون الممارس للإعلام يعي ما حول الوطن من مخاطر ليبدأ في الدفاع عنه بوعي وبطريقة علمية فاعلة، ممّا سيجعلنا من اليوم فصاعدًا ننظر للإعلام على أساس أنه رديف للتعليم في حصانة نمنحها للوطن في هذه الفترة التي يتعرض فيها الوطن لعظيم الأخطار. وإذا نظرنا إلى أن الجيش والأمن أهم الأجهزة لتوفير الحماية للوطن من أخطار تأتي من الداخل أو الخارج، فإن التغيير نالهم منذ البداية فازداد التدريب، وبدأ الاحتكاك مع جيوش وأمن الدول الأخرى لتزداد الخبرة، وإن قرار صرف راتب شهر لمنسوبي القطاعات العسكرية والأمنية من أفراد وضباط ومدنيين، تقديرًا لجهودهم وعطاءاتهم في هذه الفترة من حياة الوطن، رغم العلم بأنهم إنما يعملون لوطنهم بإخلاص منحوا هذه المكافأة التشجيعية أم لا، ولكن قيادة الوطن لا تنسى جهودهم لحماية الوطن، وإني لأرجو أن نرى نتائج هذه التغييرات في شتى مجالات العمل من أجل بناء الوطن تتوالى وسريعًا، فهو ما نرجو، والله ولي التوفيق. alshareef_a2005@yahoo.com
مشاركة :